صراع العائلة المغربية حول الإرث

بقلم: محمد امعيط

(بني آدم يموت على ولادو، ولا على بلادو)

إن العالم اليوم أصبح يعرف العديد من التحولات شملت معظم مجالات الحياة ومرافقها، ومنها الحياة الاجتماعية وعمليات التنشئة الاجتماعية، وما يهمني من هذا ،التغيرات التي اصابت بنية العائلة المغربية بسبب العولمة، وما نتج عنها من تغيرات جذرية أصابت جل المجتمعات.

أهم سمات المجتمع المغربي المعاصر

ولعل أهم السمات التي تميز مجتمعنا المعاصر هي تضارب المصالح بين العائلة، والعمل إلى تحقيق الأهداف الشخصية، هذا بالإضافة إلى محاولة بحث كل عناصر العائلة عن الاستقلالية، وتكوين أسرة والتي معناها في هذا السياق الصورة المصغرة للحياة الاجتماعية.

أي اسرة عصرية تتماشى مع العصر ومتطلباته، وتحقيقها رهين بالتحلل من مفهوم العائلة التي تدل على الجماعة القرابية الكبيرة أو العائلة الممتدة، وكذا الطريق نحو تلاشي وتفكك القيم والضمير الجمعي والتبعية، وكل هذا يتحقق بتقسيم العمل الاجتماعي.

ظاهرة الصراع حول الإرث

ولا ننسى أيضا تقسيم وتوزيع حصص النصيب من الإرث بين فرقة الحلف الواحد، إلا أن حال الواقع اليوم يشهد صعوبة هذه العملية، ألا وهي توزيع حصص الإرث، حتى أصبحنا نسمع اليوم مفاهيم من قبيل (فرز النصيب).
بالطبع بنية اجتماعية اقتصادية معقدة أسالت مداد الكثيرين من المفكرين وحتى الفيسبوكيين، وكذا هناك من الحقوقيين يطالبون بالمساواة في الإرث، فأنا بالطبع لست ضد فكرة المساواة، لكن ضد اللبس الذي نعيشه اليوم.

عموما الصراع حول الإرث ظاهرة صحية تتماشى مع الواقع ورهانات المجتمع الحديث، لكن الذي ليس طبيعي هو محاولة التصدي لهذه التحولات والتغيرات.

وأختم مقالي هذا ب: نعيش مرحلة الصراع بين أن نكون وفق عصرنا أو ندخل الكهف ومعنا كلابنا.

بقلم: محمد امعيط

أضف تعليقك هنا