كدت أصدق فضيلتكم

استغلال أصحاب المصالح الكبرى للناس الضعفاء

الصياح والصراخ والضجيج الذي أحدثتموه، وتحدثونه كلما وطأنا على عيوبكم أو مساوئ مَن أنتم قطيع له، جعلني للحظة أتساءل مع نفسي:
هل نحن على الجادّة حين ننقدكم؟
هل ما نفعله سيفضي إلى نتيجة إيجابية؟
هل فعلاً ما نصدم به المجتمع من صالحه حتى يصحح مساره؟
أو لعلنا في الطريق الخطأ؟

لكن المُلّمات والأزمات والمحكّات هي التي حسمت الأمر عندي، على الأقل أننا في الطريق الصح، وأن كل تلك الصيحات ليست أكثر من ألم المصالح والمكتسبات الشخصية، كل بأسلوبه، ففرقة هي بلا عمل ولا إنتاج إلا من الحقوق الشرعية الكافلة لهم رغد العيش ورفاهه، وأيّ مساس بعقول القطيع الذي يسلمه كدّه وعرقه هو مساس بالمذهب وزنديق من زنادقة الدبدبة، لأن المسألة في قطع العيش “وقطع الأعناق ولا قطع الأرزاق” خاصة عندما تكون هشة ليّنة سهلة بتضليل العامة والبسطاء والأغبياء في تسليم أموالهم وكدهم بوهم شراء صكوك الغفران منهم، وهذه عرفناها وهضمناها.

من الرابح في عملية تبادل المصالح؟

أمّا المفاجأة فهي من تلكم المتلبسين لباس الدفاع عنهم وعن عمائمهم، فما زلت متحيراً كيف لتلك الطبقة التي نعرفها بذكائها وفطنتها أن تكون ترساً لهم، وهم الذين يعرفون عنهم كل ما يعرفون في الحل والترحال؟!

سؤال جعل مني حائراً حتى صكتني حقيقتهم في وسط الجبهة، فقد عرفت أن أموال أولئك في مشاريع هؤلاء وأن الأمر متبادل المصالح فهي شبكة متماسكة، طبقة توهم الناس بالجنة فتجني أموال الفقراء والأغنياء دون أن تعمل على نهوضهم ورفعتهم بالتعليم أو التحضر، ومعاونين لهم يعملون في التجارة متمصلحين في تشغيل تلك الأموال الضخمة في مشاريع متنوعة و”شيلني وأشيلك، اقطع لي وأكلك، الله الله الله الزيت غطى ع الفول يا هنزة”
أشعر بنشوة الكرامة والعزة والقيم والمبادئ التي لم أعرضها للبيع، كما تقف المومس على قارعة الطريق تستلم ممن يدفع لها مقابل خدمة مبتذلة.

كشف الأقنعة عن غايات أصحاب المصالح 

هل هكذا قدمنا كل مشاريعنا على طاولة الحراج لمن يدفع، لنبيع له أصواتنا في سوق الغرفة؟!
هكذا كانت تلك الطبقة المعاونة، والتي صمّتْ آذاننا بالدفاع عنهم تبرعاً دون مقابل، وهذا ما حيرني للفترة السابقة التي كنت أظن انها لعقيدة راسخة متوهمة! إلا أني بعد أن رأيتهم عراة في الانتخابات، بانت سوءتهم أمام القاصي والداني، وعرف الجميع أننا معروضة أصواتنا في سوق الحراج!

أيها المدافعون عن كل تلكم الطغمة بثوب الفضيلة والتمترس بالدِّين، لقد بعتمونا بثمن بخس، استغليتم الطبقة المسحوقة البسيطة لتحقيق تخمة جيوبكم، فالمسألة كلها انكشفت عن جيفة كانت مغطاة هي المصالح المالية الشخصية، وما تلك الغضبة والشراسة باسم التمذهب والطائفية إلا نوع من التضليل على المساومة في البيع والشراء والمقايضات اللاأخلاقية.

أفيقوا أيها النُّوَم؛ فالخدعة كبرى في سوقكم للمذبح بمال ينساب إلى أرصدة المتاجرين بقضيتكم وعقائدكم وقيمكم.

الحمد لله أنها كشفت لنا قيمة الشرف والوعد والعهد والشهامة، فكل أزمة ومحك هو معيار لهذه النظم الأخلاقية تقيسها حين المساومة، وسلّموا لي على المبادئ والقيم والفضيلة يا أصحاب الرذيلة..

٢٠١٨/٢/٦م

فيديو مقال كدت أصدق فضيلتكم

أضف تعليقك هنا

علي البحراني

علي البحراني