ما بين السبابة والوسطى

قال (ص): (بعثت أنا والساعة كهاتين)، وأشار بإصبعيه السبابة والوسطى

أمر عظيم وخطب جلل هو هذا الحديث إذا استطعنا الغوص بعقولنا وقلوبنا في ما يشير إليه، فقد صدق رسولنا الكريم ابن الأكرمين لأنه ما ينطق عن الهوى، لنعش الآن بقلوبنا وعقولنا مع تلك المعاني التي حكاها لنا الحبيب.

معنى إشارة الرسول الكريم بإصبعيه عند قول الحديث الذي تحدث عن الساعة

فقد قرن لنا صلى الله عليه وسلم بين بعثته وبين قيام الساعة والإشارة بالسبابة والوسطى يكمن فيها معنى عظيم، وقد ذكر البعض أن الفارق بين إصبعي السبابة والوسطى من حيث الطول هو عمر أمة الإسلام، وذكر آخرون أن المسافة بين الإصبعين حال لحظة الإشارة هي عمر ما تبقى من الدنيا.

ولنحاول الآن أن نعرف أين نحن من موضع إصبعي الحبيب صلى الله عليه وسلم، ولكى لا يتطرق بنا الحديث إلى مواضيع أخرى، سنحاول أن نذكر بعض الأحاديث التي كملت قول الحبيب (ص).

نظرة في أحاديث النهاية، والحديث الذي سمّى فيه الرسول الكريم العهود التي ستمر بها أمة الإسلام 

فأحاديث النهاية التي حكاها لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما هي جامعة مبينة من اقتفى أثرها فطن عقله  إلى الوقت الذى نحن فيه من عمر هذه الامة.

وقد سمى رسول الله عمر أمة الإسلام بأزمنه مختلفة وعهود متغيرة في حديث النعمان بن بشير كما ذكر في مسند الإمام أحمد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (تكون النبوة فيكم ماشاء الله لها أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة، فتكون فيكم ما شاء الله لها أن تكون فيرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم يكون ملكا عاضا فيكون فيكم ما شاء الله له أن يكون، فيرفعه الله إذا شاء أن يرفعه، ثم يكون ملكا جبريا فيكون فيكم ما شاء الله له أن يكون فيرفعه الله إذا شاء أن يرفعه، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة)

وعند النظر إلى هذا الحديث فقد رفعت النبوة بموت النبي الكريم، وكذلك انقضت الخلافة الراشد بموت أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، ثم حل بعد ذلك الملك العاض بمجرد أن حدث الاقتتال على الخلافة، وانتقلت بعده  الخلافة لبني أمية وكانت الخلافة الأموية،  ثم العباسية، ثم…، ثم …، وانتهى ذلك الملك العاض عندما سقطت دولة الخلافة العثمانية  على يد مصطفى كمال اتاتورك، وها نحن الآن نعيش في عهد الملك الجبري بما يحتويه من قهر وجبر وقوة وقتل وتشريد، ولا يعلم غير الله كم سيستمر هذا الملك الجبري لكي ترجع الخلافة من جديد.

بعد ذلك أتت أحاديث أخرى لتكون أكثر دقة في عرض هذا الأمر، ولكي نحدد مكاننا من عمر هذه الأمة علينا أن نكون أكثر دقة في سرد الأحاديث النبوية، وهذا الأمر قد يطول ذكره لأننا سنبدأ بذكر الأحاديث التي ذكرت تلك العلامات التي تراها واضحة وجلية في عصرنا، وأصبحنا نراها مرأى العين وهذا سيتم ذكره في مقالات أخرى بمشيئة الله.

الفترة الحالية التي تعيشها أمتنا وخطورتها

الأمر الذى أريد من القارئ الكريم أن يتطرق إليه بقلبه وفكره وروحه، هو أننا نعيش الآن في فترة خطرة، فنحن قد نكون نقطة تحول من عهد إلى آخر، وإني أرى أن المشهد العالمي الحاضر حاليا إنما هو تمهيد وإرهاصات وتهيئة لأحداث قادمة لا يعلم عواقبها إلا الله.

ما تعيشه سوريا

ويتجلى السر في هذا الأمر في دولتنا الشقيقة سوريا فقد كان كلام رسول الله عنه مفصلا وخاصا في أحاديثه، فبقاء سوريا على هذه الصورة التي هي عليها إنما هو إنذار لما لا يمكننا وصفه أو تخيله فانتظروا إني معكم من المنتظرين.

وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن الاسلام اذا كثرت الفتن الشام) أي في الشام، والله أعلى وأعلم

للحديث بقية

فيديو مقال ما بين السبابة والوسطى

أضف تعليقك هنا