أشبال الشور رسل السلام ودعاة الكلمة الصادقة للوسطية و الاعتدال

بقلم محمد جاسم

تجول في مخيلتنا الكثير من الأسئلة و الاستفهامات التي تبحث عن الإجابات المقنعة ومن أهمها لماذا تعمل الأمم المتحضرة و المتقدمة في مختلف مجالات الحياة على بناء جيل متكامل من حيث الأخلاق الحميدة، والمنطق السليم، و التفكير الصحيح بداً من الأطفال وهم في مقتبل العمر؟

وعند الإجابة على هذه الاستفهامات علينا أولاً أن نلقي نظرة دقيقة على مجريات الأحداث التي تمر بها البشرية وما يُسفر عنها من نتائج قد تكون سلبية ليست لصالحها أو إيجابية تحقق لها مقدمات الصلاح و الإصلاح و الحياة الكريمة؟

الأسس التي يجب أن تعمل عليها الأمة لتكون ناجحة

فالأمة التي لا تمتلك المقدمات الناجحة في مواجهة الظروف الطارئة يمكن ومن دون أدنى شك أنها ستكون لقمة سائغة لذئاب الفكر المتطرف و مرتزقة شريعة الغاب، في حين أن الأمة التي تعمل وفق ما يمليه عليها العقل و المنطق السديد في بناء القاعدة الإنسانية من موارد بشرية وعلى مستوى عالٍ من العلمية و المعرفية و الفكرية حتماً أنها ستكون منيعةً على رياح التطرف الفكري و الضحالة العلمية عند أصحاب العنصرية و الطائفية الدموية ؛ لأنها عملت و اجتهدت ولم تضيع وقتها باللهو و اللعب و ملذات الحياة.

مدارس الشور وماتقدمه من مادة علمية وفكرية ومعرفية

ونحن نرى مصاديق تلك الأمة الناجحة في مدارس الشور وما تقدمه من مادة علمية و فكرية و معرفية تجعل من الأطفال بمثابة رُسُل السلام إلى مختلف أصقاع المعمورة، بالإضافة إلى ما تغرس فيهم من حب الآخرين و كيفية التعامل معهم وعلى منهاج حب لأخيك ما تحب لنفسك فكانت قيم الوسطية و الاعتدال حاضرة معهم أينما حلوا و ارتحلوا.

ماتصدح به حناجر أشبال الشور

ولنا في مجالس الشور التي يتصدى لها الأشبال وما تصدح به حناجرهم من كلمات و ألفاظ تنبذ العنف و الطائفية و تدعو إلى المحبة و التسامح و الوئام و العلاقات الطيبة الحسنة بين أبناء الدين الواحد بل وحتى مع غير المسلمين إيماناً منهم بصلة الرحم القائمة بين جميع أبناء آدم ( عليه السلام ) تماشياً مع حديث الرسول – صلى الله عليه و آله و سلم – القائل: ( كلكم لآدم و آدم من تُراب)

الشبل حسين الميالي وماصدحت به حنجرته

فمن هذا المنطلق الإنساني النبيل نجد أن الشبل حسين الميالي وهو أنموذج لهذه الثلة المؤمنة بقضيتها قد جسد عنوان السلام و حقيقة الوسطية و الاعتدال خير تجسيد و بكل ما تعنيه الكلمة حينما صدحت حنجرته الأصيلة و أمام الجموع الغفيرة المتوجهة إلى زيارة الإمام الحسين ( عليه السلام ) وهو يقرأ كلمات الصدق فيدعو إلى الإخلاص لله سبحانه و تعالى و منمياً فيهم روح العبادة الخالصة لخالق الأرض و السماء

البيان رقم (69) المحقق الأستاذ الصرخي و الموسوم

وهذه الحقائق نرى صداها واضح المعالم في البيان رقم ( 69) المحقق الأستاذ الصرخي و الموسوم (محطات في مسير كربلاء) إذ يقول : ((و الآن لنسأل أنفسنا : هل نحن حسينيون ؟ هل محمديون ؟ هل نحن مسلمون رساليون ؟ و لنسأل أنفسنا : هل نحن في جهل و ظلام و غرور و غباء و ضلال أو نحن في وعي و فطنة و ذكاء و علم و نور و هداية و إيمان ؟ إذن لنكن صادقين في نيل رضا الإله رب العالمين و جنة النعيم)). و الصورة أدناه تحكي أبلغ و أوضح من الكلمات .

https://www.youtube.com/watch?v=1yny_NB3TRA

بقلم محمد جاسم

أضف تعليقك هنا