إذا كنا عاجزين عن سماع الناس يصرخون من الألم فكيف نسطيع أن نسمع أي شيء؟

“إذا كنا عاجزين عن سماع الناس يصرخون من الألم فكيف نسطيع أن نسمع أي شيء؟” جورج ميلر.

ضعف الإنسان عند المصائب والشدائد

يا لعظيم قوتك، وسخاء دهائك المعنِيّ بإصلاح ما يستوقفك، بالرغم من ذكائك وحلولك التي ترى نتائجها أسرع من مثيلاتها من أقرانكِ، لكنك لا تستطيع أن تحمي أقربَ الكائنات إليك من الضرر الخفي اللاحق بهِِمِ، الذي يصيبهُم بضعف ووهن ،وهم لا يستطيعون التعبير لك إلى حدِ إدراككِ لما تواجه، أنت القوي الذكي الماهر لكن لا يستوقفك ما لا تراه، وما أكثر عظيم ضرره!

كيف يتغلب الإنسان على ألمه؟

الصراع مع الألم لم يتوقف من مجابهتي الأولى له ،ولن ينتهي بمجرد معرفتي لمنبعهِ، حاولت أن أتخلص منه عاجلاً ولكني استُنفذت واستنُفذ صبر متُعبي، محاولةً التناسي المؤقت، مرهقة بمراتها العديدة، إن أفضل علاج للألم هو إعلان الحرب عليه.
أترى نفسك مُعذَّباً بسفك دم غيرك، أم تظن بحالك يُرثى إليه لأنك لا تجد مفراً من الإيذاء؟ ولم لا تعتقد أنني من أؤلمك بمدافعتي عن عزيز علي؟
حياتي في حرب أهون من أن أعيش مذلولاً لألم قائم و متجدد، وما حيلتي في ميدانك سوى الإخلاص، فأنا لن أكون مِن مَن استغنى عن حبيب ورفيق ليريح باله ويهدأ خاطره، فألمهُ من ألمي وراحتي من راحته.

أولاً: مواجهة الإنسان للألم من خلال المعرفة السابقة عنه

لن أستسلم لمخاوفي، كل مرة أواجهك أتعلمُ، أتدّبر ما لا كنت أرى؛ ليغُنيني ويُثري صبري لقادم المواجهات والمعارك. أحلم بك، أفكر بك، أنت الخسيس وأنا المُصالح، أنت المؤرق وأنا المُتماسك، أنت أذيتَ العزيز علِي وأرهقت تفكيري عليه. محاولاتك ستبوء بالفشل وأنا سوف انتصر، كيف تفوز وأنت تعذب بريئاً لم يفعل سوى التضرع لربهِ، أتعاقبه لأمر حياتكِ لتعيش في سلام وراحة؟! أخُلقت لتُشقي المغلوبين الذين إذا أتاهم الودّ قالوا سلاماً؟ أم إنك لديك رؤى مختلفة عن رؤيتي.

ثانياً: تحلي الإنسان بالإيمان والإرادة

أعترف وأبوح إن مَالِك الألم يفوح منه عطراً أخاذ شُحه، أعترف وأبوح إن أقوى مدافعاً عن آلمهِ هو صاحبها، ولكن هيهات أن يرى في نفسه قوةً وسط شحوب روحه، أعترف وأبوح أنك إذا أحببت نفسك حب الموقن الشغوف بصغائرهِ أن تقوى على مجابهة أعتى الكبائر في روحك المُذنبة بقرارك.

فيديو مقال إذا كنا عاجزين عن سماع الناس يصرخون من الألم فكيف نسطيع أن نسمع أي شيء؟

أضف تعليقك هنا