الكـــذب والحقيقـــــة يلتقيــــــان

الكـــذب والحقيقـــــة يلتقيــــــان

كان مـاضٍ من الزمــــــــانِ أكـــادُ أذكُـــــره كأنــــــــه الآن زوجــَــان،

يختلفان وعينيهما تبكيان عند نهر عذب يلتقيـان،

أحدُهما الكـذبُ يُنظِم ديوان يُغازل الحقيقةَ بشـدو رنـــــــان.

النور والشمس لِحُسنِك عابدان فالنجومُ والليلُ منك يغاران.

فنظرت إليه بشوقٍ وإستهجان إلى السموات تدعو الرحمن،

فسألها من ثيابهما يخلعان ينزلان بنهر عذب للاستحمـــام فخلع الاثنان ثوبيهما ينزلان.

بنهر كانا يفرحان يستمتعـان الكذب يفرح بسحــر البيـــان، والحقيقة تغني بدون كـــلام.

وفجأة خرج الكذب فرحــان فأخذ ثيابها وعينيها تبكيــان، ركض بعيداً يزهو بطغيان.

وخرجت الحقيقة عليه غضبى تسل ثيابها الزمان والمكان.

فنظر إليها الناس باستهجان كـأن ثيابها تُوَارِي به جمالها خِمــــارٌ وجلبــاب يغطيــان.

فعادت إلى نهرها تختفي لأنها تستحي من نظــر الإنسان.

رغم ذلك بينها وبين كل إنسان يَصـــــــــــــــدُق شريان منذ ذلك ثوبها يرتديه الكذب يلبي مَــرَض الإنســـــــــان،

ولِذَلِكَ يأبَى الناس الحقيقة تأبَى الصدق تراه عريــان.

 

أضف تعليقك هنا