حب الوطن من الإيمان

بقلم: عبدالله فيصل باصريح

الأخوة الأعداء

اجتمع  في الحج الأخوه المتقاتلون في العراق، والمتنازعون في مصر، والمتناحرون في ليبيا، والمتذابحون في سوريا، والمتلاحمون في اليمن، على صعيد واحد، بلغة واحدة، وبدين واحد، وبملابس واحدة، وطافوا بالبيت العتيق وهم كالأصابع يشد بعضهم البعض الآخر، وتعالت أصواتهم بالتكبير لله تعالى، ثم يعودون إلى أوطانهم ليختلقوا شعارات شيطانية يرددونها وانتماءات تفرقهم للتمكن من قتل بعضهم البعض هذا هو الهدف المتفق عليه.

ويدعون الله جميعا أن ينصرهم على أعدائهم، رموا الجمرات على عدو الإنسان(الشيطان) وعادوا إلى أوطانهم ليستمروا في رمي بعضهم البعض بالقنابل، وصلوا  صلاة العيد خلف إمام واحد وسيحرضهم على القتال لنصرة الإسلام، وذبحوا الأضاحي وسالت الدماء تقربا إلى الله، لكن ليتهم يكفوا عن سيل دماء الأبرياء في أوطانهم، وهكذا انتهت المشاعر المقدسة وعادوا إلى أوطانهم ليستمروا في تكفير وقتل بعضهم البعض.

دماء مباحة

كيف أبحتم دماء بعضكم البعض، من هم أعداء الإسلام والمسلمين؟! اليوم أصبح المسلمون هم أعداء أنفسهم، لو أننا احترمنا أوطاننا كحرمة مكة المكرمة لعشنا بسلام آمنين، لكن عندما نعود إلى أوطاننا نخلع عقولنا وذلك حين نكف عن استخدام عقولنا نكون قد خلعناها فعلا، يجب علينا تعظيم أوطاننا وجعلها حرمةً كحرمة مكة المكرمة من أجل أن نعيش بسلام آمنين، إلى متى يستمر سيل الدماء ليجرف الأبرياء في بلدان تبخرت تحت جمر الحروب والأزمات؟، لكن إلى متى؟! وردة فلسطين(القدس) قد قطعها أعداؤنا، وزيتون الشام قد حرق بنار، وعنب اليمن تحت الأقدام يداس، لكن إلى متى؟.

الأجسام تفحمت والشوارع تفوح منها رائحة الدماء، المقابر امتلأت، الموت أصبح ضيف كل بيت!، كانت الحياة سيدة الدار، والموت ضيفنا العابر، أما هذه الأيام فقد تبادلا الأدوار، صار الموت سيد الدار، الجميع يبحث عن النصر ولكن النصر لن يعيد أبنا ميتا لأمه المهزومة بأعز ما تملك، النصر لن يكون أبا ليتيم، ولا زوجا لأرملة، قد يقول البعض لا بد لكل حرب من خسائر، وأنتم بهذا المعنى كأنما تقولون لي الكل في هذه الحروب مهزوم؛ لأنه لا يوجد شخص إلا وقد فقد عزيزا.

فقد الأحباب

قاتل الله هذه البنادق، أخذت أحبابنا الذين نعرفهم، وأوجدت لنا أعداء لا نعرفهم، ولو التقينا تحت سماء أخرى غير سماء الحرب لربما كنا أصدقاء وأحباء في الله، كيف لا وقائدنا رسول الله أول ما فعله هو التآخي بين المسلمين، وأخيرا لا بد من تشغيل عقولنا من أجل الخروج من هذا الظلام الدامس الذي لن ينكشف إلا بالرجوع إلى كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، ويجب وضع السلاح الذي رفعته في وجه أخيك المسلم، وما أجمل السلام والأمن والأمان عندما تعم الأوطان أنه شعور لا يوصف أبدا، ولا يعرفه إلا من فقده.

بقلم: عبدالله فيصل باصريح

 

أضف تعليقك هنا