قالها المحقق الصرخي ومنذ سنوات لابد من مواجهة الفكر بالفكر

من الثوابت البديهية عند الإنسانية جمعاء أن كل حركة فكرية جديدة تخرج في الساحة العلمية، وتسعى للنيل من معتقدات أي مجتمع يقف في طريقها كحجر عثرة أمام تحقيق مبتغاها، فعليها أن تضع الخطط اللازمة التي تشوه حقيقة مقدسات هذا المجتمع.

ممارسات داعش

ومن هذا المنطلق فقد جاءت داعش كحركة فكرية بحتة تريد الإطاحة بالإسلام المحمدي الأصيل، فهذا ما يدعونا إلى القول أن داعش قوة فكرية لا قوة عسكرية وأنها وجدت ضالتها في كسب الناس حولها وانخراطهم في صفوفها هو الانترنت بواسطة بث سمومها الفكرية، وطرح المغريات المادية والجسدية التي يفتقدها الشباب، بالإضافة إلى قلب الحقائق الدينية، وإعادة ما كان رائجاً في عصور الجاهلية من سبي النساء وجعلهن كالعبيد لممارسة جرائم الفسق والفجور تحت مسمى نكاح الجهاد، ومن ثم بيعهن بأسواق الرق والعبودية المذلة التي أسسوها على غرار الجاهلية، أو سفك دمائهن إذا ما دعت إليه الضرورة.

وهذا ما جعلهن في مواقف لا يحسدن عليها تلونت بالذلة و العبودية فكل تلك الجرائم والتعدي السافر على سنن وتعاليم القرآن الكريم فقد وضعت صورة الإسلام على المحك، وأظهرتهما على أنهما كتاب ودين إرهاب، وسفك للدماء، وانتهاك للأعراض، ونشر للرعب والتهجير حتى بدأت الأقوام العالمية تنفر منه، جراء ما فعله الفكر الداعشي من تشويه له، مما يحتم علينا نحن -معاشر المسلمين- أن نتصدى له بالفكر والعلم والحجة، لا أن نستخدم القوة العسكرية المفرطة التي تبقى غير كافية وإن حققت نتائج لا بأس بها، إلا أنها لا تستطيع تجفيف منابع الإرهاب الفكري لداعش.

دعوة المحقق الصرخي الحسني

بينما نجد المحقق الصرخي الحسني هو أول مَنْ دعا إلى مواجهة الفكر بالفكر من خلال بحوثه العلمية (وقفات مع التوحيد التيمي الجسمي الأسطوري)، وبحث (الدولة المارقة في عصر الظهور منذ عهد الرسول صلى الله عليه و آله و سلم) منذ سنوات وقبل أن تبدأ التصريحات التي صدرت بالآونة الأخيرة، والتي تحذر من عودة داعش إلى العراق، وضرورة القضاء عليه عقائدياً.

وفي الحقيقة فإن هذا الكلام جاء متأخر جداً، ومن غير المنطق والعقل أن تصدح به الألسن الآن حيث أن المحقق الأستاذ كان وما زال يقول بهذه الضرورة، ويؤكد على العمل بها، وقبل أن يستفحل دائها الخبيث، وكان لكلام الأستاذ المحقق مصداق حقيقي وواقعي في الساحة العلمية وبالتحديد بالمحاضرة (45) من بحثه الأول أعلاه حيث قال: (هذه هي حقيقة الأمر، فلا خلاص للإسلام والمسلمين، ولا ‏للإنسان والإنسانية في الشرق والغرب إلّا باستئصال هذا الفكر التكفيري الداعشي ‏المارق القاتل الإرهابي، فلا توجد نهاية لهذا التكفير، وللمآسي التي يمر بها المجتمع المسلم وغيره إلّا بالقضاء على هذا الفكر التكفيريّ)،
وأيضاً بالمحاضرة (29) من البحث ذاته حيث قال: ( وما يوجد من حلول -إن سُمّيت حلولًا- فهي عبارة عن ذر الرماد في العيون، وعبارة عن ترقيعات فارغة، ولا جدوى منها إذا لم يُعالج أصل وفكر ومنبع وأساس التكفير)، فهذه البحوث قد هدمت صروح الدواعش الفكرية، وجعلت منهم أضحوكة.

فمن هذا المنطلق نجد من الإنصاف والأخلاق والرصانة العلمية أن ننصف تصدي المحقق الصرخي الفريد للفكر الداعشي المنحرف الذي أهلك الحرث والنسل، وإن هذه التصريحات -وإنْ كان قائلها من جهات دينية أو سياسية- نجدها متأخرة جداً، ولا تفي بحق التصدي الحقيقي الفعلي والواقعي لخطر داعش، الذي وجد في تأخر هذه التصريحات ضالته حيث مكنته من العبث بالأمن والأمان في الوطن.

https://www.youtube.com/watch?v=qhMkNYWUK9c&t=761s

فيديو مقال قالها المحقق الصرخي ومنذ سنوات لابد من مواجهة الفكر بالفكر

أضف تعليقك هنا