وجع الكاتب العربي

مقارنات بين نسبة القراءة عند الغرب ونسبة القراءة عند العرب 

التقيت في بحر هذا الأسبوع كاتب الجريمة النرويجي “هانز اولاف” لا لوم، والذي أدهشني حين قال أن كتابه الأخير قد وصل كوريا، وأنه حين سأل دار النشر عن ذلك قالت أنها في خدمة الناطقين بالنرويجية أينما كانوا.

نسبة المطبوعات والمبيعات للكتب في كل من النرويج والعالم العربي

بعد تنهيدة طويلة لم يمهلني “هانز أولاف”، ورماني بقنبلته الثانية فقال أن كتابه قد وزع حوالي 85 ألف نسخة حتى الآن، طبعاً قال لي أن أستثني الألف نسخة الأولى والتي يُجبر القانون المكتبات العامة أن تشتريها من أي كتاب يطبع باللغة النرويجية من باب تشجيع الكاتب والأخذ بيده.

طبعاً، من الممكن لحكوماتنا العربية أن تضغط على المكتبات العامة وتجبرها على شراء أول ألف نسخة من أي كتاب يُطبع، فهذا بالإمكان، ولكن ما دفعني لاستيقاف “هانز أولاف” هو صدمتي بعدد النسخ التي باعها حتى الآن.

فاستليت هاتفي المحمول وقسمت عدد سكان النرويج الذي يبلغ الخمسة مليون على عدد النسخ التي باعها الكاتب لأتفاجأ أن هناك كتاب واحد لكل 59 شخص؟

هل تخيلتم الرقم؟ حسناً لأوضح لكم أقول أنه في إحصاء تم عام 2005 كانت صحيفة “الأهرام المصرية” الأكثر توزيعاً بحوالي 900 ألف نسخة يومياً، يعني بنسبة واحد إلى 111.

طبعاً لا توجد ثقة في أي إحصائية تقدمها دور النشر العربية عن مبيعاتها، هذا إذا نشرت، إلا أنه من المتعارف عليه أن أي طبعة لأي كتاب لا يمكن أن تتجاوز 500 إلى 1000 نسخة فقط ،في حين تصل إلى 50 ألف نسخة كرقم عادي لأي كتاب ينشر في أوربا كما قالت أرقام تقرير التنمية البشرية العربي لعام 2011، والذي أضاف أنه يطبع حوالي 6500 عنوان فقط سنوياً في البلاد العربية حسب عام 1991 في حين أنه قد طبع 300 ألف عنوان في أمريكا الشمالية على سبيل المثال.

نسبة القراء عند العرب والغرب

أين الخطأ إذاً؟

تقول لجنة متابعة أمور النشر التابعة للمجلس الأعلى للثقافة المصري أن العربي يقرأ ربع صفحة سنوياً، في حين قالت اليونسكو عام 2003 أن كل 80 عربي يقرأون كتاباً واحداً.

تقرير التنمية البشرية الصادر عن دار الفكر العربي 2011 قال أن العربي يخصص 6 دقائق فقط للقراءة سنوياً في حين أن الأوربي يخصص 200 ساعة سنوياً.

طبعاً إذا استثنينا أن أغلب قراءات أمة العرب هي قراءات دينية وتاريخية نجد أن قراءاتهم العلمية تكاد تكون معدومة، لذا كان من الطبيعي أن يرزح الكتاب العرب تحت ضغوطات الفقر أو الاستغلال أو الميل للتطبيل لأحد الفرق السياسية ليحصل على الدعم اللازم، وهنا تقل الفرصة في رؤية إبداع محترم منطقي غير منحاز.

فيديو مقال وجع الكاتب العربي

أضف تعليقك هنا