التقبل والاحترام

نحن لا نعادي الأشخاص بل أخطاءهم كما قال غاندي.
ونبي الله لوط لم يكره قومه بل كره عملهم فقال لهم: “إني لعملكم من القالين”.

والاختلاف هو أمر طبيعي بينك وبين الآخرين فنحن بشر مختلفون، وبما أننا مختلفون فعلينا تقبل فكرة هذا الاختلاف، وأن نتقبل الآخرين كما هم، كما قال مصطفى بو السعد بأن الاختلاف بينك وبين ابنك أمر طبيعي، والأهم أن تتقبله كما هو.

التقبل والاحترام للآخر ودوره في إنشاء حياة سعيدة

وإن قبولك لصديقك على علته لا تقتصر فوائده على صنع أساس متين لصداقة قوية فحسب، وإنما يعد أحد أسرار الزواج السعيد الناجح أيضاً كما يقول ابراهيم الفقي، فإذا أردت أن تكون لديك القدرة على تقبل الآخر على حاله، فركز على جوانبه الإيجابية وتغاض عن عيوبه، فلكل منا محاسن ومساوئ، ولنا إيجابيات وسلبيات، فالكمال لله وحده، أما البشر فمن طبيعتهم النقص، والعصمة للأنبياء فقط.

النقد ودوره في تدمير العلاقات

ولا تنتقد شخصاً إذا أردت أن تتقبله على حاله، فالنقد هو المعول المدمر لأي علاقة، فإن نقدته فإنه حالما يتأهب للدفاع عن نفسه، ونقدك هذا سيجعله ينفر منك إلا إن كان حكيماً وأخذ بنقدك ومع ذلك فلن يأنس بكثرة النقد، فتوقف عن نقدك بشكل كامل وتقبله كما هو.

أشياء جميلة تفعلها النساء تظن أن هذه الأشياء هي الاحترام

والمشكلة تقع أكثر في جانب النساء أنها لا تحترم زوجها، أما الرجال فيحترمون زوجاتهم بالمجمل، ولكي نفسر ذلك فنسأل النساء هل تحترمين زوجك؟ فتكون الإجابات بغالبها نعم يحترمن، فنسألهن كيف تحترمون أزواجكم أعطونا دليلاً، فتقول إحداهن أنني أحترم خصوصياته ولا أفتش موبايله أبداً فنقول لها أحسنت هذا شيء جميل وإنما ليس هو الاحترام، وتقول الأخرى أنني أحترم زوجي فلا أقلل من شأنه أمام أهلي وأهله أبداً، فنقول لها أحسنت وإنما أيضاً ليس هذا هو تعريف الاحترام، فتعريف الاحترام هو أن تتقبلي زوجك كما هو دون أن تسعي لتغييره.

الاحترام هو التقبل للشخص الآخر كما هو

وكما قال المثل فإن المرأة تتزوج الرجل أملاً منها في أن تغيره وللأسف فإنه لن يتغير، فذلك الرجل الذي كان يتأخر دائماً إلى العاشرة مساءً حتى يعود للمنزل بسبب عمله، وفي أحد الأيام خرج مبكراً من عمله فلم يعد للمنزل وذهب إلى أحد الاستراحات حتى أصبح الوقت الساعة العاشرة ثم عاد للمنزل، فسئل لماذا فعلت هذا؟ فقال كي لا تظن زوجتي أنها غيرتني، فلا تتوقعي أن تغيري الرجل واحترميه بتقبلك له كما هو، فتعريف الاحترام هو أن تتقبليه كما هو دون أن تسعي لتغييره.

الرجل وتقبله للمرأة وعدم سعيه لتغيير عاداتها

أما الرجل فلا يسعى لتغيير المرأة بل كما يقول المثل أن الرجل يتزوج املاً في ألا تتغير زوجته ويتفاجأ انها تغيرت بعد الزواج، ولذلك فإن الرجل لا يسعى لتغيير المرأة وإن سعى لتغييرها فإنه يغيرها بغيرها، أي إذا أراد الرجل أن يغير المرأة تزوج عليها بأخرى، وهنا نؤكد بأن الزواج إن كان بأخرى بهدف أن تحصل على السعادة التي حصلت عليها من الزوجة الأولى في شهر العسل، فأنت مخطئ في اعتقادك.

الحب قيمة عليا وليس شعور

فإنك لن تجد السعادة إلا لمدة سنتين على الأكثر ثم ما تلبث أن تختفي هذه المشاعر مع الزوجة الجديدة، وهو ما يعرف لدى الأطباء بشعور الوقوع في الحب وزمنه الافتراضي من شهر إلى سنتين ثم يختفي، ولكن الحب يبنى بعد فترة الوقوع بالحب ويستمر مدى الحياة لأن الحب تستطيع أن تبنيه مع الزوجة الاولى إذا اختفى شعورك بالوقوع في الحب، فالحب يبنى على علاقة إيجابية غير هدامة، وهو قيمة عليا وليس شعور.

وفي قصة لأحدهم رواها لي أن زوجين وأعمارهما فوق التسعين ولا يزالان حتى الآن يتبادلان أطايب الكلام من مثل: “لو سمحت”، “وشكرا لك”، وغيرها من الكلمات الجميلة التي تبني الحب وتزهره.

فلدى جميع الناس في العالم نزعة طبيعية لتقديم النصح ولكن لا تقلقوا لذلك، فلدى جميع الناس في العالم نزعة طبيعية لتجاهل النصح كذلك كما يقول براين تريسي، فتقبل الآخر على علاته واحترم الآخرين لكي تأسر قلوبهم باحترامك لهم.

فيديو مقال التقبل والاحترام

أضف تعليقك هنا