الحب كل شيء

“فقط من أعماق قلبك يمكنك لمس السماء، هذا هو الحب؛ أن تطير نحو سماء خفية أو تتسبب بكشف مائة حجاب في كل لحظة” جلال الدين الرومي. فجأة وبدون سابق إنذار ومن دون استئذان يقرع باب القلب ليدخل إلى أعماقه، ليبدل أمورا كنا ننظر إليها على أنها قبيحة ليجعلنا جميلين نحن أولاً ومن ثم حياتنا.

الحب لا يقيد

نظلمُ الحب عندما نقيده فهو كالطير تماماً إذا قيدناه مات، فالحب يحتاج لحرية قبل كل شيء كي يستمر ويطول ولا يحتاج إلى حبس من الأوهام والوقت والمناسبات والظروف.

كيف نحب؟

الحب الحقيقي هو ألا تعرف لماذا تحب وإن عرفت فهذا يعني أنك لستَ في الحب وإنما بشعورٍ آخر ربما إعجاب أو لطف أو مودة أو غيره لأن الحب إحساس كبير جداً يغير بالبشر لدرجة كبيرة فهو الطريق والدليل، هو النجوم والقمر والشمس.

هكذا يأتي الحب

حينما نوقف البحث عنه، وعندما تزبل زهرتنا، يأتي صدفة دون ميعاد، يأتي وأنت تظن أنه لم يبق في الحياة شيء جميل لينتشلك من فقر شغفك بالحياة، يأتي كالربيع جميلا، يأتي كرسالة تعيد لروحك الحياة، يأتي من عبارة تجعل قلبك يخفق وعقلك يفكر أكثر، يأتي كي يقول لك أنك لست وحيداً بل هناك أحدهم بجانبك دائماً، يأتي من أجل أن يجعلك تحب أشياء لا تعتادها من قبل، يأتي على هيئة وردة حمراء بعطرها وجمالها وليس له وقت محدد بل مستمر.

هذا هو الحب 

يحملنا إلى أبعد الأماكن حيث لا ندري، يرسم ضحكتنا، يأخذ الحزن والهم من أعماقنا، وحتى دموعنا يجعلها من فرحٍ وليس من ألم، يعلقُ أرواحنا بالآخرين، يبقى بجانبنا لنبصر بأعيننا الجمال، يهبطُ من السماء على قلوبنا مباشرة، يجلس أمامنا ويحدثنا كي نفرغ ما بداخلنا، يولدُ معنا وبتاريخ ميلادنا هذا هو الحب بسيط جميل يضحي بنفسهِ من أجلنا.

ما أوسع الحب وما أضيق العيش بدونه

لا يحده مكان، ولا تحيطه جدران، يسافرُ حيثما يشاء، ويصعد بنا إلى السماء يأخذنا لنحتل أرواح الآخرين، يجعل قلبنا يخفق بمعزوفات وسيمفونيات على وتر الروح، يفجر ينابيع المشاعر، ويجعلُ من كلماتنا أنهارا عذبة يشرب منها الآخرون كي نبدو أكثر جمالاً وأناقة، يملاُ قلوبنا، واسع هو إلى أبعد حد فهو بحجم السماء بحجم البحار لا بداية ولا نهاية له، سرمدي، بحجم أعماق المحيطات لا يوجد فيه انقسامات ولا خطوط وطول وعرض، يقلّب عقارب الساعة بسرعة هائلة ويجعل الأيام تمضي دون أن نشعر أنه قد أدركنا الكبر، واسع هو بحجم قلب أمي وحنانها. وكما يقول نزار الحب يغير خارطة الزمن ويكف الأرض عن الدوران.

الحب

حرفان لا يحملان أي جنسية ولا تحكمهما القوانين والدساتير، وفيهما الكثير من الشجاعة والقوة، يخترق كل الأزمنة والظروف ويجمع بين الغني والفقير وبين هذا وذاك دون قيود، يسرق القلوب والعقول دون خوف لأنه لا أحد بإمكانه محاسبته، والأهم أنه لا يموت إلا عندما نموت نحن. وأخيراً وليس آخراً تعلم معي أن تكون قوياً فقد خلق الحب للأقوياء فهو هالة القمر، نقي كالماء، أبيض كالثلج، هو حب واحد لا ثاني له.

فيديو مقال الحب كل شيء

أضف تعليقك هنا