النظرية البنائية وحدها لا تكفي

تعد النظرية البنائية من أهم النظريات التي أحدثت تغيير في عالم التربية والتعليم بعد أن اكتسحت مثيلاتها من النظريات واللاتي تركزن بدرجة كبيرة على قدرة المعلم في نقل المعلومات لعقل المتعلم، أما البنائية فتؤكد على أن الفرد يبني معارفه بنفسه في بيئة اجتماعية أمنة وبالتالي فإن انهماك المعلم في توصيله المعلومة للمتعلم وتأكيده عليها وكثرة تكراره لن يكون مجدياً في بناء المعلومة في عقل المتعلم كما يريدها المعلم.

النظرية البنائية في التعليم والنظرية التي يجب أن تساندها

لا أحد منا ينكر مدى أهمية النظرية البنائية وتماشيها مع القرن الحادي والعشرين بل وقدرتها في تنميه مهارته إذا ما طبقت بالطريقة الصحيحة، ولكن هل تكفي هذه النظرية لنعتمد عليها عند تعلم طلبتنا؟

لكي نعلم أبنائنا ونكسبهم الخبرات والمهارات فإن ذلك الأمر يتطلب ضرورة البحث عن توجهات وصيغ تربوية مساندة للنظرية البنائية تغطي بعض عيوبها وتساندها في التطبيق ومن هذه النظريات (نظرية التعلم المستند إلى المخ) حيث تركز هذه النظرية على الانفعالات والبيئة الاجتماعية لما لها من تأثير على الدماغ كما وتركز على الفهم العميق للدماغ ووظائفه وكيفية التعلم وفقاً لذلك الدماغ.

نظرية التعلم المستند إلى المخ

يعرف البعض التعلم المستند للدماغ بأنه: “تعلم يستند إلى القواعد التي توضح كيفية عمل الدماغ، ووظائفه، وكيف تعمل هذه الوظائف داخل الدماغ نفسه أثناء بناء المعنى لعملية التعلم”، وتركز هذه النظرية على تعلم الدماغ مع حضور الذهن وهذا ما لا تحققه النظرية البنائية حيث أن الأخيرة تهتم بعملية إعادة بناء الفرد للمعرفة من خلال التفاوض الاجتماعي ولكنها لم تنظر إلى فردية المتعلم وتفرده إلا من خلال المعرفة فكل فرد يبني المعرفة بذاته وبطريقته الخاصة.

في حين أن التعلم المستند للدماغ أضاف بُعد جديد وهو أن لكل دماغ جانبين: الأيمن ويتعامل مع الجزئيات، والأيسر ويتعامل مع العموميات، وبذلك فهي تراعي طريقة تفكير المتعلم وتركيب دماغه للوصول للمعرفة من خلال تقديم المواقف والأنشطة التربوية والتي تستهدف تنشيط كلا الجانبين في الدماغ بشكل متواز.

ماأغفلته النظرية البنائية واهتمت به نظرية التعلم المستند إلى المخ

أما من حيث بيئة التعلم فنجد أن البنائية لم تأخذ بعين الاعتبار العوامل الداخلية للفرد والمؤثرة عليه كالنوم والعطش والجوع وغيرها، ولم تركز كذلك على أهمية الأنشطة البدنية والحركية.

في حين أن التعلم المستند للدماغ لم ينسى مثل هذه التفاصيل وعلى سبيل المثال: مناداتها بضرورة تدريس الحصص العلمية في الأوقات المبكرة من اليوم الدراسي أو بعد الفسحة مباشرة والقيام بالتمارين الرياضية البسيطة فهذا من شأنه أن يساعد على تحفيز الذهن على المعالجة النشطة للمعارف والقيام بتفسيرها والاستنتاج بناء عليها ونقدها وغير ذلك.

وأوجز مقالتي بضرورة التركيز على هذه النظرية وتعليمها للمعلمين لتحقيق التكامل بينها وبين النظرية البنائية، وهذا كله ما هو إلا دليل على عظمة الله سبحانه وتعالى (ولقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم).

فيديو مقال النظرية البنائية وحدها لا تكفي

أضف تعليقك هنا