عملك/ وظيفتك وبعبع الذكاء الاصطناعي

في عالم اليوم تتوالى الإنجازات التفنية بشكل متسارع بات يهددك مثل الكثيرين من أن تصبح فجأة بلا عمل، والتفكير في هذه الناحية مزعج للجميع، إذ أن متطلبات الحياة وأحلام المستقبل داعمها الوحيد هو أداء الأعمال، ومالم تكن قد ورثت ثروة من وفاة قريب او تتوقع ذلك في المستقبل -بإفتراض أن عمرك سيكون أطول من مورثك- فإن فقدك لعملك إذا كنت رائد أعمال أو ظيفتك إذا كنت موظفا بات تحت التهديد أكثر من أي وقت مضى.

أسئلة حول المستقبل تبقيك في ألم

فما الذي سيطل عليك فجر الغد؟ إن خوفك من الألم يبقيك في ألم، وإذا كنت في الماضي تخشى المنافسين فاليوم أنت وهم جميعا تخشون المستقبل الغامض المجهول والذي وإن بدا مبشرا للإنسانية فإنه لا يبدو مبشرا لك على وجه التحديد ولغيرك دون ان تعلم.

  • فماهو الخطر الذي يتهددك عملك؟
  • وكيف تكون منه في مأمن؟
  • وهل روبوتات الذكاء الإصطناعي قريبة لتقذف بك في أتون المجهول؟

ماهو الذكاء الاصطناعي؟

بدءا دعني اعرفك على الذكاء الاصطناعي بشكل بسيط, فالذكاء الاصطناعي يعني قدرة الآلات على اتخاذ القرارات بما يشابه قدرة البشر, والذكاء الصناعي ليس جديدا بل هو تطور ويسير في تطور مستمر منذ اختراع الآلة نفسها.

هل سمعت بالطيار الآلي؟ اتوقع انك تعرفه, الطيار الآلي ياعزيزي درجة من درجات الذكاء الإصطناعي, كل المسألة ان القدرات تسير في تطور كبير في شتى مجالات العمل وشتى انواع الوظائف فما الذي يعنيه هذا لك؟ إن كان يعني ان تؤدي عملك بشكل اسهل وأسرع فأنت ترحب بذلك بلا شك اما إن كان سيزيحك تماما فهذا يعني انك في خطر وهذا احد الفروقات بين اسلوب تفكير ارباب الأعمال وتفكير الموظفين ,  فهل انت مهدد فعلا؟ وهل يمكنك تفادي هذا الخطر؟.

مايتعلق بالخدمة أو المنتج الذي تقدمه عبر عملك أو وظيفتك

مهما كان عملك التجاري ومهما كانت وظيفتك فأنت تقدم خدمة او منتجا يشكل قيمة ل(زبونك/او مديرك) هذه القيمة تعزز مكاسبه أو تقلل متاعبه, وارجوك إقرا العبارة السابقة جيدا واحفظها لو إستطعت لكي تستوعب عملك/وظيفتك وتستوعب كل مايدور حولك.

هذه القيمة التي تقدمها تعتمد بالدرجة الأولى على معرفتك ثم على قدرتك في تنفيذ ماتعرف في حيز من الزمن وبتكلفة مادية ترضي (زبونك/مديرك), فهل تعرف ان في هذا العالم -الذي يفوق سكانه ال7 مليارات نسمة- هل تعلم ان فيهم من يستطيع ان يؤدي نفس عملك في زمن أسرع وبتكلفة أقل؟ لا تغتر بالنفي ياعزيزي فعلى الأقل انت لا تعلم وكذلك ( زبونك/مديرك) وقد تكون مسألة وقت حتى يعرف احدكما فمالذي ستفعله إزاء ذلك؟.

تربيتك في الصغر وتأثيرها على عقلك الباطن ونظرتك للوظيفة

إن تربيتك قامت –في الغالب- على المحبة من الوالدين والأقرباء وحتى الأغراب فلا احد تقريبا يقاوم أن يداعب صغيرا او ان يبتسم في وجهه, ثم كبرت قليلا فكانت لك مطالب تستجاب فورا وهنا تكون قد اتقنت فن البكاء والصراخ والعويل تلك الأسلحة الطفولية والتي مع الأسف الشديد كانت دائما مدعاة للإستجابة لطلباتك, والخطورة هي انك تعودت على ذلك في عقلك الباطن فتعتبر ان الحليب حق من حقوقك والشيكولاته كذلك ومن حقك لعبة بديلة عن التي تحطمت/ او حطمتاها بيديك…الخ.

وهكذا يمضي بك العمر لتعتبر ان الوظيفة حق والتوظيف حق, غير انك تحزن ويشل تفكيرك ويستبد بك القلق حين ترى أن العالم لا يتفاعل معك مثل ما ألفته في الصغر, وهذا القلق يصيبك بالأمراض فضلا عن انه يستنزف كل طاقاتك, إن الخطر كان على الدوام موجودا وانت توهمت الأمان فقط أو تتوهمه الآن إذا كنت لا تعتقد ان هناك أي خطر , غير اني اضيف لك ان الخطر الحقيقي ليس فيما تعلم وتهاب وتتوقع, الخطر الحقيقي فيما لا تهابه ولا تتوقعه وبالتالي تجهله بالكلية, فهل الذكاء الاصطناعي بعبع يستحق منك ان تصرف فيه عناء التفكير؟ الإجابة هي لا بدرجة اكبر كثيرا من نعم فهل تعرف لماذا؟.

هل الذكاء الاصطناعي بعبع يستحق منك أن تصرف فيه عناء التفكير؟

كما ذكرت لك سابقا فالقيمة التي يقدمها عملك تستند على معرفتك وقدرتك مضافا إليها حيز الزمن والتكلفة المادية, والزمن هو عدو النخبة والتكلفة هي عدوة الجماهير, وتكلفة الإنتقال لأداء الأعمال بالذكاء الصناعي عالية ولكنها ستأخذ في الإنخفاض وربما خلال العقدين القادمين ستمحى وظائف عديدة من الوجود وستخلق وظائف من نوعيات جديدة, وتماما كما زعزعت وانتهت عمليا وظائف سابقة في تاريخنا مثل وظيفة المسحراتي والسقا والإسكافي وغيرها سنودع قريبا وظائف مثل السكرتارية وعامل النظافة والسائق وغيرها.

الحاجة البشرية التي لن يستطيع الذكاء الاصطناعي تلبيتها

غير ان هناك حاجة بشرية لايمكن ان تلبيها لنا الآلات مهما تقدمت وتعقدت وتفوقت وهي حاجتنا الطبيعية للمشاعر, وارجو ان تدرك جيدا ان بقاءك في عملك وتميز القيمة التي تقدمها تعتمد بالدرجة الأولى على المشاعر التي تخلفها عند المتلقي.

فالناس تشتري نوعا محددا من منتج أو خدمة وبالرغم وجود منافسين آخرين لسبب واحد وهو الشعور الذي يمنحهم إياه هذا المنتج/خدمة.
وربما يميل رئيسك لتوظيف من يملك شهادة وخبرة مرموقة أكثر منك لكن ما يمنعه من فعل ذلك-اذا تساوى الأجر- أحد امرين شعورة بغرور منافسك او خوفه من الشعور بالدونية امامه.

وفي كلا الحالين وفي الحالات جميعا فمشاعرنا هي السبب الأول لقراراتنا وعقولنا تبرر فقط ما اتخذناه من قرار مستندا حتما على المشاعر , فأمن افضل المشاعر دوما وسيكون عملك/ وظيفتك بأمان, ولو قدر لك ان تعيش حتى ترى ازدهار الأعمال مستندة إلى الذكاء الإصطناعي فتأكد أن الإنسانية كانت وستظل جائعة أكثر من اي وقت مضى لمن يقدمون لها مختلف المشاعر التي لم ولن تقدمها الآلات إلا مزيفة باردة وضيعة.

فيديو مقال عملك/ وظيفتك وبعبع الذكاء الاصطناعي

أضف تعليقك هنا