الجرأة بعظمة..

كما تشرحه الدكتورة برينيه براون في كتابها (الجرأة بعظمة) بأنه: “شجاعة الضعف”.

تجاهل الفرد للضعف والعجز 

فكلنا يعترينا الضعف من حين لآخر وإنما الجرأة تكمن في تقبل ضعفنا هذا، أجل نحن نكون منكشفين تماماً عندما نكون ضعفاء، أجل، نحن نقبع في غرفة التعذيب التي نطلق عليها عدم اليقين، وأجل نحن نجازف بمخاطرة عاطفية كبيرة عندما نسمح لأنفسنا أن نكون ضعفاء، ولكن ليست هناك معادلة تتساوى فيها المجازفة، وتحدي عدم اليقين، وانكشاف أنفسنا عاطفياً مع العجز.

فمن الخرافات المشهورة أن الضعف عجز، بل هو ليس كذلك، وغالباً ما ينشأ رفضنا للضعف من ربطنا له بعواطف مظلمة مثل الخوف، والخزي، والأسى والحزن، وخيبة الأمل، ولكن التعريف الدقيق للضعف الإنساني هو أنه عدم اليقين، والمخاطرة، والانكشاف العاطفي، وكما تقول مادلين لينجل بأنه عندما كنا أطفالاً، كنا معتادين على اعتقاد أنه عندما نكبر، لن نكون ضعفاء، ولكن الكبر ينطوي على قبول الضعف، فأن تكون حياً هو أن تكون ضعيفاً.

فمن الخرافة أن تعتقد أنك لا تقبل الضعف، ومن الخرافة بأن تعتقد أن الضعف هو مشاركة كل شيء، ومن الخرافة أن تعتقد أنه يمكننا الاستمرار بدون المساعدة من أحد.

من أين يستمد الضعف قوته؟ 

إن الخزي يستمد قواه من عدم الحديث عنه، وهذا يفسر حبه لمنشدي الكمال، حيث يسهل جداً إبقاؤنا صامتين، إذا اكتسبنا قدراً كافياً من الوعي بالخزي لتسميته والتحدث إليه، فإننا نكون قد شللنا حركته من الأساس، الخزي يكره أن يكون هناك كلمات تدور حوله، إذا تحدثنا عن الخزي فإنه يبدأ في الذبلان، تماماً مثلما أن التعرض للضوء كان يعتبر مميتاً للأشباح، فاللغة والكلام يسلطان الضوء على الخزي ويدمرانه.

وعلينا أن نفك تشابه وتشابك الخزي والشعور بالذنب والإهانة والحرج، فالشعور بالذنب أي أنني فعلت شيئاً سيئاً، أما الخزي فأنا سيء، ولكي تتعافى وتتعاطف من الخزي عليك بالخطوات الأربع التالية وهي التعرف على الخزي وفهم مثيراته، وممارسة الوعي النقدي، والتواصل مع من حولك، والتحدث عن الخزي.

عندما كنا أطفالاً، كنا نجد طرقاً لحماية أنفسنا من الضعف، ومن الإصابة بجرح، ومن التقليل من قيمتنا، ومن خيبة الأمل، إننا نرتدي درعاً، ونستخدم أفكارنا وعواطفنا وسلوكياتنا كأسلحة، وتعلمنا كيف نجعل أنفسنا نادرين، وحتى أن نختفي، والآن كبالغين فإننا ندرك بأنه لكي نعيش بشجاعة، وغاية وتواصل، لكي نكون الشخص الذي نتوق إلى أن نكونه، يجب علينا مرة أخرى أن نكون ضعفاء، يجب علينا أن ننزع الدرع، وأن نخفض أسلحتنا، وأن نظهر، وأن نجعل أنفسنا مرئيين.

دروع الضعف وكيفية التغلب عليها بشجاعة 

فمن دروع الضعف الشائعة تلك البهجة المنذرة بشر، ولممارسة الجرأة بشجاعة عليك بالامتنان بثلاث خطوات، أولاً تأتي البهجة إلينا في لحظات، لحظات عادية، إننا نخاطر بخسارة البهجة عندما نصبح مشغولين جداً بملاحقة ما هو غير عادي، وثانياً كن ممتناً لما تملكه، وثالثاً لا تبدد البهجة.

ومن الدروع درع الكمال، ولتمارس الجرأة بعظمة فعليك بتقدير جمال التصدعات، ومن الدروع درع الخدر، ولممارسة الجرأة بعظمة عليك بوضع الحدود، وإيجاد الراحة الحقيقية وتنمية الروح، ومن الدروع درع الجاني أم الضحية، وللجرأة بعظمة عليك بإعادة تعريف النجاح، وإعادة التكامل مع الضعف، وطلب الدعم، ومن الدروع مشاركة كل شيء، وللجرأة بعظمة إن الإفراط في المشاركة ليس ضعفاً بل هو يسبب الانفصال، وعدم الثقة، وعدم الارتباط.

ومن الدروع درع الضوء الغامر، وللجرأة بعظمة عليك بتوضيح النوايا، ووضع الحدود وتنمية الاتصال، ومن الدروع الاقتحام والسلب، وحله التشكيك في النوايا، ومن الدروع التهكم والنقد والروعة والقسوة، وللجرأة بعظمة عليك بمشية البهلوان، وممارسة مرونة الخزي، ومراجعة الوقائع.

وكما يقول تيودور روزفلت ليس الناقد هو ما يهم، ولا رأي الشخص الذي يشير بالبنان إلى كبوات الرجل القوي، وأين كان يمكن لقائم بالأفعال أن يؤديها بشكل أفضل، الفضل يعود للرجل الذي يوجد حقاً في الحلبة، الذي وجهه مشوب بالتراب والعرق والدم، الذي يسعى ببسالة، الذي يخطئ، الذي يخفق مرة تلو الأخرى، لأنه ليس هناك جهد بدون خطأ أو إخفاق، ولكن من يكافح حقاً ليصنع الأفعال، من يعرف الحماسات العظيمة، الإخلاصات العظيمة، الشي يقدم نفسه من أجل قضية نبيلة، الذي يعرف أنه في أحسن الظروف في نهاية الانتصار إنجازاً عالياً، والذي في أسوأ الظروف إذا فشل، يفشل على الأقل مع الجرأة بعظمة.

وكما يقول ديفد راست بأنه ليست السعادة التي تجعلنا ممتنين، إن الامتنان هو ما يجعلنا سعداء.

فمارس الجرأة بعظمة حتى تنهي مشاعر الخزي من حياتك للأبد وتنسفها عن طريق جرأتك بعظمة.

فيديو مقال الجرأة بعظمة..

أضف تعليقك هنا