الله يا زمان أول

مقارنات بين الزمن الحاضر والماضي

الأقارب عقارب

يقول الشاعر:

وظلـم ذوي القربـى أشــدُّ مضـاضـة        على المرء من وقع الحسام المهند.

تلاشت “فزعة الأهل والخلان” في حياتنا بسبب المدنية والحضارة، وسرعة وتيرة الحياة وتسابقها نحو المال والجاه، فأصبح “الدم ماءً”، وبات الكثير منّا لا يعرف صاحبه من عدوه، فقد جرفتنا تيارات الحياة بعيداً، وعصفت بنا المشاغل إلى حد نسينا فيه واجباتنا ومسؤولياتنا تجاه بعضنا!، وانطبق علينا المثل (الأقارب عقارب).. وآمل أن لا أكون قد ظلمت العقرب ففيه صفة خطيرة يُجلُها كثيرون، وهي أنه لا يقبل الهزيمة، وإن هُزم في صراع يفرز جسده مادة سامة تقضي عليه فيموت بشرف وكبرياء ..!!ونراه لم يقل (كالعقارب) بل قال (عقارب)، ليُعطي دلالة أكبر على سمة التلون والتشكل الشاذ الذي تفرزه النفس الأمَّارة بالسوء.

فالخذلان أقسى من الهزيمة وأشدها مرارة من الخيبة، وما بالك حينما تكون ممن نُحٓــب ونحترم ونعز ونقدر من الاقارب والأهل ويتعاملون، حتى زادت “الفشخرة” و”الدنيا تغيّرت” و”النفوس قد شانت من جمالها” وصرنا أقارب “ما لي علاقة”، لا يعرفون أخبار بعض إلاّ “بالواتس آب” واتهمنا المدنية بكل تطوراتها ومبانيها الشاهقة بما جري بين أُلفة الدم تلك التي ضربت بضجيج الحياة حياتنا، وأصبح من يعرفك يتهرب منك إذا رآك في مكان ما أو إذا طلبت منه يد العون..

الألفة والمحبة بين الأقارب

هي نهاية الدنيا واقتراب ساعتنا، ليبقى خلف ذلك الخذلان ذكرى أليمة وجرحاً بليغا يحتاج الكثير كي يلتئم.. فقديماً كان الناس يعيشون وكأنهم في منزل واحد وأسرة واحدة، يا زين حياة الأولين.. “الأهالي على قلب واحد ولا يشتكي أحد من مشكلة إلاّ ويلقى لها حلولاً”.

يجب أن تبقى الحياة رغم الخذلان ومرارتــه، فالحياة تحتاج منــّا للتضحيات كي تعطينا القليل والقلـــيل جداً من الرغبــــات، فهناك مساحة للعفو والتسامح، ولكن يظل الخذلان مراً بوجهه القبيح متنكراً في ثياب الخذي والعار، ويظل السؤال: كيف يخذلنا من نلجأ إليه بعد الله عندما يخذلنا الآخرون..؟!

كفانا الله وإياكم شر الخذلان والخاذلين والمتخاذلين..!

فيديو مقال الله يا زمان أول

أضف تعليقك هنا