ليس “بن سلمان”.. ولكنها المملكة!!

تحركات العدو السرية في ثورات الربيع العربي 

لما درت دائرة ما عرّف كذبًا بــ “الربيع العربي”، أقامه صناعه الأخفياء على أساس استغلال واقع حقيقي، وملموس في البلاد الهدف، وإن كان هذا لا يمنع من بعض التضخيم، والمبالغة، مع بعض الادعاءات الكاذبة أيضًا!

ففي تونس كانت محض التجربة، والتي استخدم فيها عامل الاستبداد بالحكم، أما في مصر فلقد عزفوا على وتر الحالة الاقتصادية، ومعادلة: “ألا نجوع، ولا نشبع” والتي عشنا في ظلالها الكئيبة عقودًا!

وفي ليبيا نصبوا سيركهم حول استبداد عقيدها بالسلطة لما يزيد عن الأربعين عامًا، على الرغم من ثرائها، وغنى شعبها.

و أما في سوريا فبدأ الأمر أولًا بالعزف على وتر “العيش – حرية –عدالة اجتماعية”!

ولكن لما كانت أركان هذه الثلاثية الخبيثة تكاد تكون محققة بعلامتها الكاملة في سوريا، حولوا دفتهم تجاه وسيلة أخرى من وسائل النصب، ألا وهي “الفتنة الطائفية”!

ففجأة -وبين عشية وضحاها!- تحول بشار الأسد من “بشار المستبد الملحد البعثي.. إلخ”! إلى “بشار الديني! المذهبي! المتعصب!  الشيعي! النصيري! العلوي!.. إلخ “!!

وهكذا .. ففي كل بلد نصب فيها صناع “الربيع العبري” سركهم من أجل هدمها فوق رؤوس أصحابها، وبأيديهم هم لا بأيدي عدوهم، وحتى لا تستفيق الشعوب إلا بعد دمار بلادهم، وخراب بيوتهم، سفك دمائهم بأيديهم، تحقيقًا لنظريتهم الخبيثة في ألا “يستيقظ عدوك إلا ميتًا”!

لتحقيق هذا الهدف كان لا بد من استخدام أمر حقيقي، وواقع ملموس تعاني منه الدولة الهدف! بحق حتى يكون أساسًا لتدميرها على يد أبنائها تحت زعم تغيير هذا الواقع السيء، فيتغير الواقع وتتغير معه حدود، وجغرافيا، وربما وجود الدولة ذاتها بالأساس!

و”يا حسرة على العباد”!!

مخططات العدو السرية تهدف إلى تدمير المملكة العربية السعودية 

لكن الملاحظ لمن ينظر، ويتابع أن كل موجات ذلك الربيع العبري المشئوم! في العالم العربي كانت تستهدف الجمهوريات أولًا، وكمرحلة أولى، كما كان مخططًا -ولا يزال- أن تتبعها موجة ثانية تستهدف الملكيات من دول مشرقنا العربي، وما أحداث مملكة البحرين الشقيقة عنّا ببعيد، والتي لم تكن سوى تجربة، وهدف تكتيكي، وخطوة أولى نحو الهدف الاستراتيجي، وهو المملكة العربية السعودية، كما صرح ذات مرة أخبث الخبيثين: “ريتشارد بيرل”!

نعم.. كانت المملكة العربية السعودية -ولا تزال- هي هدف العدو الاستراتيجي، وكانت مرشحة إن نجحت المؤامرة على مصر لتدخل مباشرة في عين العاصفة، ولا شك.

وكان العامل الذي سيستخدم في المملكة ليس كغيره من العوامل في الجمهوريات التي سبقتها، فهي دولة غنية، وهي مملكة رضي شعبها بحكم ملكي متوارث في أسرة بعينها واستقر أمرها، وأمر شعبها على ذلك منذ عشرات السنين.

وإنما كان الوتر المُعد للعب عليه، وثم تجييش الشعب السعودي حوله وتثويره -إن جاز التعبير- بسببه هو سن الملك السعودي، و الذي جرت العادة منذ مدة ليست بالقريبة (وبسبب كونها أسرة معمرة) ألا يصل الملك الجديد إلى عرش المملكة إلا وقد بلغ من الكبر مبلغه، ويكون ولي عهده (نائبه على الحكم في الجمهوريات) هو الحاكم الفعلي للبلاد نظرًا لشيخوخة الملك!

التدابير التي اتخذها ملك السعودية الراحل “عبد الله بن عبد العزيز” ليبطل مخططات العدو

ولكن لما كان الله -تعالى- قد منَّ على الملك الراحل “عبد الله بن عبد العزيز” ببالغ الحكمة، فرأى ببصيرته -فضلًا عن بصره- الخطر المحدق الذي يهدد وجود بلاده عمد مباشرة إلى ما يقضى به على هذه الخطة الخبيثة وهي لا تزال بعدُ في مهدها، فشرع بجرأة بالغة لا يقوى عليها سوى العظماء من الناس، فغيّر نظام الحكم في المملكة بخطة تقضي في ختامها إلى نقل الحكم إلى الجيل الثالث، وهو جيل أحفاد الملك المؤسِس -رحمه الله-، وذلك لكي تحظى المملكة في الأخير بقيادة شابة تجدد دمائها، و تواكب عصرها وتعرف مؤامرات العدو وتواجهها، ومن ثم تقضي عليها.

فكانت نتيجة الجهود المباركة للملك الراحل -رحمه الله- هي ما آلت إليه المملكة في الوقت الراهن من إمارة الأمير الشاب المؤهل للحكم والخليق به “محمد بن سلمان”.

والذي تستهدفه كل قوى الشر في العالم الآن، ليس لشخصه -و إن كان أهلًا لذلك- ولكن لأنه قُدّر له أن يجسد في هذه اللحظات الفارقة من التاريخ الصورة الحية لإجهاض مؤامرات، ومخططات استمر الإعداد لها عقودًا من الزمان، وأنفق في سبيل تحقيقها أموالًا لا تكاد تحصى، و أفنى أقوام أعمارهم من أجل أن تتم، وأن يتحقق هدفها الخبيث بتدمير السعودية، وتقسيمها إلى دويلات متصارعة متناحرة، وكذلك تدويل الحرمين الشريفين!!

ما ينبغي على “مصر” أن تقوم به اتجاه الأمير السعودي “محمد بن سلمان”

ولهذا ولغيره وجب على كل مصري محب لوطنه، وكل عربي منتمٍ لوطنه الأكبر، وكل مسلم محبٍ لدينه أن يدعم هذا الشاب ليس لشخصه كما مر، وإنما لأنه يمثل مستقبل المملكة العربية السعودية الشقيقة.

ويبقى  في الأخير مع ذلك أمرٌ خاص بكل مصري دون كل عربي، وكل مسلم في دعم هذا الأمير الشاب، وهو رد الجميل لرجلٍ طالما أحب مصر، وطالما دعمها خاصةً في أشد أوقات المحن، حين كنا في أشد ما نكون لمن يحنو علينا، وحين تخلى عنا القريب، وأعرض عنّا البعيد، فإذا بيد الملك الراحل “عبد الله بن عبد العزيز” -رحمه الله- تمتد إلينا، وإذا به يسخر كل إمكانات بلاده لخدمتنا، مما يستوجب علينا الآن رد الجميل له كلٌّ على حسبه، وقدر ما يطيق، ويستطيع.

ورد جميل الملك الراحل -رحمه الله- لا يكون بشيء أبلغ من السعي لتحقيق ما أراد تحقيقه في حياته من أجل الحفاظ على كيان بلاده العزيزة متماسكًا قويًا شامخًا كما عهدناها منذ القدم.

فيديو مقال ليس “بن سلمان”.. ولكنها المملكة!!

أضف تعليقك هنا