معهد الفضاء المدني: منصة الفرصة الذهبية لتعلم التواصل

بقلم: يمينة برزيان

صدفة وانا اتصفح الفيسبوك وجدت اعلان عن دورة تكونية مجانية باللغة العربية عبر النت في الاتصال والتواصل مع المجتمع وكنت حينها قد تسجلت لتوي في ماستر يهتم ويشجع على الانخراط الايجابي في عمل المجتمع المدني فكانت هذه الصدفة فرصة جاءت في وقتها .

أهداف كتابة هذا المقال

كتابة مقال لتسليط الضوء على تجربتي في مساق الاتصال والتواصل مع المجتمع لم يأت عبثا، بل هو؛

  1. أولا عرفانا بالجميل لهذا المعهد.
  2. ثانيا لتقاسم المعرفة التي اكتسبها من هذه الدورة.
  3. ثالثا التواصل مع ثقافات وخبرات من دول عربية شقيقة.
  4. والأهم كان تحدي شخصي.

فلطالما سألت نفسي هل سألتزم في دورة عن بعد لمدة طويلة،نسبيا ’ستة اسابيع ، وأتم كل المهمات ؟ وهل فعلا هذا النوع من التكوين يمكن ان يفيد او يغير سلوك وقناعات الفرد؟

تحديد المفاهيم و توسيع دائرة المعارف

من مختلف الفيديوهات والقصص و المقالات التي تضمنها المساق تمكنا معرفة مجموعة من المفاهيم كما اكتسبنا ثروة من المعلومات المتنوعة بين التاريخ والدين واللغة والثقافات، كما اطلعنا على ماوصلت اليه مختلف العلوم في مجال الاتصال والتواصل، ادارة المفاوضات، فن الحوار وتفادي الجدال،فهم مختلف التقنيات في المناظرات و المفاوضات وكيفية استغلالها وتوظيفها بشكل ايجابي كما تعرفنا على تقنيات جلسات الاستماع والجلسات الاستشارية اضافة الى الاجتماعات المفتوحة، و الاهم كان تصحيح المفاهيم الخاطئة او الغير الدقيقة والتي اكتسبناها في الماضي معتبرين الامر المن مسلمات.

تصحيح المفاهيم

تحديد المفاهيم وتصحيحها كان من أولى الخطوات في التمكن من مجال الاتصال والتواصل فعلى سبيل المثال كان لدي خلط بين الاتصال الداخلي والخارجي ولم اكن انتبه لانواع الاتصال او الخطوات او العناصر ولم اكن اضع خطة للاتصال ولم اكن اهتم الى هدفي من التواصل ولم اعرف اساسياته ولم اقيمه يوما بشكل علمي ولم اكن اميز بين بعض المصطلحات فقد كنت اعتبرها مرادفات لبعضها مثل الجدال والنقاش والمحاورة.

إغناء المعارف

من منا كان يهتم للتواصل و البحث في التاريخ لاستخلاص العبر او لربط بعض الاحداث التاريخية بتقنيات التواصل العصرية؟ هذه المنصة مكنت مجموع الرواد من الاطلاع على معارف وتقنيات عملية نحتاجها بشكل يومي في علاقاتنا الخاصة والعامة كفاعلين في المجتمع فمثلا قاعدة الاصابع الذهبية تمكن من التخطيط الجيدة لكل البرامج كما ان الاطلاع على اللعب المنطاقية تمكن من معرفة اللعبة/استراتيجية الحوار التي يعتمدها الطرف الاخر فتجعل الفرد في موقف قوة ومعرفة اصحاب المصالح وتحديد مصلحة كل واحد منهم وشرعيته، سلطته والحاحه يسهل نجاح التواصل معهم.

كما كان لابد معرفة والاطلاع على مختلف اليات التواصل بما فيها جلسات الاستماع، المساءلة الاجتماعية، التفاوض والمناظرة هذه الاخيرة مثلا لها تأثير السحر على الرأي العام فهي في نفس الوقت سلاح سهل الاستخدام لكنه سيف ذو حدين.

تنوع تقنيات التكوين المعتمدة في المساق

اعتماد الفيدو كتقنية لايصال المعلومة من انجح الوسائل المطبقة حاليا، باعتبار ان الذاكرة البصرية اذا اضيفت لها الذاكرة السمعية تصبح اقوى على التخزين والتذكر، كما ان اعتماد القصص التاريخية كان توظيفا جد موفق بالاضافة الى اللجوء لخبرات اساتذة معروفين على الصعيد العالمي أمثال دانييل اتش كوهن، ايهاب فكري،ديفيدبوم …لقد تعلمنا مع هؤلاء العمالقة الكثير بشكل مبسط علمي وعملي.

هذا التنوع في تقنيات التكوين يكافئ الفرص بين الرواد المشاركين اخذا بعين الاعتبار الاختلاف في المستويات والامكانيات او ما يعرف في علم النفس بالفوارق الفردية وهو امر مهم لانجاح التكوين عن بعد في ظل غياب التواصل الجسدي المباشر ولا يفوتني ان انوه بتمديد مهلة كل مهمة لاسبوع كامل حتى يتسنى لنا تكييف وبرمجة التكوين مع باقي الاتزامات.

خلق تواصل وتفاعل بين مختلف المشاركين

فتحت المنصة بابا للتعارف بين مختلف الشباب العربي وتبادل الافكار من خلال التفاعل مع منشورات المشاركين في المهمات الاسبوعية، كما خلقت جوا من التعاون والمشاركة من خلال المجموعات الصغيرة التي كلفت بمهمات محددة وشجعت على خلق جو ايجابي للتواصل وتبادل الخبرات والمعلومات رغم بعد المسافات فمثلا في مجموعتنا كان هناك تنوع اغنى النقاش فأنا من المغرب ومعي مشركة من فلسطين ومشارك من موريتانيا ومشاركين من اليمن واخلر من الجزائر، هذا التنوع اعطى المجموعة طابع متيز وجعل المهمات تمر في جو اخوي خاصة بين الرواد المتفاعلين.

شكر لمعهد الفضاء المدني على حسن اختيارة للموضوع

ان اختيار الموضوع كان جد موفق يفرض علينا تقديم الشكر والامتنان لمنصة معهد الفضاء المدني التي اتخذت كرسالة لها ارساء مبادئ الحوكمة داخل المنظمات والشركات و المجالس المحلية المنتخبة.

واعتبر نفسي من المحظوظين الذين تم قبولهم في المساق الثالث من برنامج بناء وانتاج وتشارك المعرفة هذه المشاركة كانت ابحار في عالم امتزجت فيه المتعة بالتعلم و التواصل بالمعرفة، وخير دليل على ذلك اني استطت التغلب على نفسي وكسبت رهان التحدي حيث وصلت الى المهمة الختامية وشاركت في كل المنقاشات الاسبوعية.

ولا اخفيكم عزمي على تكرار هذه التجربة في مرات مقبلة معهم و اتمنى لهم التوفيق والتفوق و التألق الدائم فشكرا والف شكر لكل من ساهم من قريب او بعيد في هذه المنصة ومن صميم قلبي اتمنى ان يلتفت لها المانحون ويشجعون على استمرارينها كمنارة للتكوين عن بعد في العالم العرب.

بقلم: يمينة برزيان

 

أضف تعليقك هنا