المشاركة في الخدمة الاجتماعية

 المشاركة في الخدمة الاجتماعية

تبحث هذه الورقة في ماهية المشاركة في الخدمة الاجتماعية  من حيث تعريفها  واهميتها واهدافها ومعيقات تحيقيقها , اضافة الى المجالات التي  يستطيع المواطن المشاركة فيها.  فالمشاركة المجتمعية هي الادوار التي يقوم فيها  الافراد والجماعات  في المشاركة  والمسؤولية واتخاذ القرارات العامة

وتعتبر أفضل الوسائل لتحقيق وهذا يعني مسـؤولية الأفراد والجماعات في المساهمة في تنمية مجتمعاتهم وبالمقابل مسؤولية المجتمـع فـي إشـباع احتياجات أفراده. وتعتبر المشاركة المجتمعية من اهم الوسائل  لتمكين المجتمع  من الوصول الى اهدافه .  “ويتحدث عنهـا سـيدابوبكر تحـت مبـدأ المسؤولية الإجتماعية بوصفها أهم المبادئ التي يرتكز عليها ارتباط الحقوق والواجبات لإشـباع الاحتياجات وحل المشكلات حيث أن هذا الإشباع لا بد أن يرتبط بمدى مساهمة أهالي المجتمـع واشتراكهم في الجهود المبذولة”(القدومي،2008).

أهمية المشاركة :             

تعود اهمية  مبدا المشاركة المجتمعية والذي يقوم بموجبها الفرد بالعمل التطوعي في اطار المسؤولية المجتمعية اتجاه الغير وبشكل تطوعي  الى تحفيز الافراد  في المشاركة في حل مشكلاتهم واكسابهم القدرة على مواجه هذه المشكلات  كل حسب مقدرته مما يعزز المسؤولية الاجتماعية اتجاه الفئات المهمشة  والتكافل الاجتماعي من خلال مساعدة الفئة الفقيرة بمشاركتهم في حل ازماتهم وبالتالي الحفاظ على كرامتهم ،

وتمنح الثقة لدى المواطنين في قدرتهم على حل المشاكل المختلفة مع مشاركة حقيقية لجميع الافراد للتعبير عن احتياجاتهم والمطالبه بتحقيق هذا الاحتياج ليصبح حق مشروع  بطريقة سلسلة من خلال توحيد صوت المطالبه واشراك الجميع  مع اختلاف كافة مستوياتهم الثقافية  او الدينية  او العرقية  او الاقتصادية في  الضغط والمناصرة من اجل تجسيد الحقوق على ارض الواقع دون ان تقتصر المشاركة على  فئة دون الأخرى والذي يكون نموذجا بممارسة الديمقراطية الحقيقية  بين  الافراد في المجتمعات  تطبيقا  لمدبا حقوق الانسان الذي ينص على الحق بالحياة للجميع بحرية ومساواة  بما في ذلك  الحق في تقرير المصير(ابو عليان ،2014).

فاشراك  المستفيد/ة  ضمن خطط منظمة في  عملية العلاج   يساعد في اكتشاف الذات وخلق التوازن ما داخل الانسان وبيئته , وبالتالي قدرة الفرد على الوقوف على ابعاد قضيته  ومحاولة علاجها سواء ان كانت قضية فردية او جماعية ، وتعزيز  مبدا التغيير الذي يبدأ من داخل الانسان الفرد ليستطيع احداث التغيير الخارجي . كمان ان المشاركة الجماعية هي مصدر قوة للقضية ولها تاثير اكبر من التدخل الفرد وخاصة في القضايا التي تحتاج الى الدعم والمناصرة والوصول الى صناع القرار.(البريثن،2008) ويختلف مبدا المشاركة في تطبيقه من مجتمع الى اخر حسب ثقافته والوعي  بمدى اهمية المشاركة في حل المشكلات التي يتعرض لها المجتمع ومدى قدرة افراده على  المشاركة في حلها .(القدومي ،2008)

معيقات المشاركة :

هناك العديد من المعيقات التي تحد من تحقيق اهداف المشاركة او التي قد تحد من مشاركة المواطنين والمجتمع المحلي في الخدمات الاجتماعية منها عدم توفر الوقت الكافي لدى البعض وخاصة الطبقة العاملة والتي تشكل شريحة كبيرة من المجتع وذات ثقل في ميزان الضغط والمناصرة ، وفشل القيادة في انتهاج خطط  علمية ممنهجه والذي قد يدف المواطنين الى التخلي عن مواقفهم ، كما ان البعض يفتقر للامن الوظيفي وبالتالي الخوف من المشاركة وخاصة ان كانت ذا مطالب سياسية او مهنية وبالتالي فقد الوظيفي او التعرض او الانتقام.

كما ان هناك دور اساسي تلعبه المؤسسات الداعمة لحقوق الانسان والتي تعمل  في مجال الخدمات الاجتماعية وبالتالي فان ضعف هذا الدور من خلال  عدم التطبيق الفعلي لبرامجها  ايضا غياب الدور التوجيهي الهادف الى التوعية باهمية المشاركة المجتمعية الفعالة .

كذلك فان  اختلاف الثقافة الاجتماعيّة السائدة بين أغلب أفراد المجتمع، والناتجه عن التنشئة الاسرية المختلفة تجعل هناك فروقا بين افراد المجتمع الواح في مدى تقبل المشاركة والمشاركة الفاعلة وتحدد  دور الفرد ووظيفته الاجتماعية وقدرته على المشاركة الهادفة حسب مكانته في المجتمع

.ومن معوقات المشاركة المجتمعية ايضا ، الفجوة بين السلطة وصناع القرار  و المؤسسات التي تعمل في مجال الخدمة الاجتماعية وبين المواطنين والذي يعمل على عدم معرفة المواطن لحقوقه ومدى قانونية انتهاجه لمبدا المشاركة للمطالبة فيها ومدى حدود هذه المشاركة لتصل الى الهدف واحتياجاتها بالاضافة الى ضعف المشورى بين افراد المجتمع الذي يكون فيه القرار  قرارا مركزيا .(القدومي 2008؛خضر 2016) ومن  الجوانب التي من الممكن ان يقوم المواطنين بالمشاركة فيها فهي المشاركة  في تحديد الاحتياج والمشاكل التي يعاني منها بعض شرائح المجتمع سواء السياسية او الاجتماعية او غيرها  و والتخطيط لحلها  ومن ثم  تنفيذها ومتابعتها وتقويمها .

فيديو مقال المشاركة في الخدمة الاجتماعية

أضف تعليقك هنا