خواطر عالقة

غرفتي الداخلية

أريد أن اصطحبك معي ياصديقي إلى غرفتي الداخلية. إنها قدس أقداسي وغير مسموح أن يدخلها أى شخص إلا بعد المرور علي اجهزة استشعار عالية الحساسية.

وإذا رافقتي لتلك الغرفة عليك أن تعدني بألا تُخبر أحد عنها، ولن اضع عليك أى ثِقل لإصلاح محتوياتها أو تجميلها. كل ما أريده منك فقط هو أن تحاول ألا تراها قبيحة.

لا تُخبر أحد عن لون طلائها الذي زال رونقه واصبح باهتاً. ولا عن البراويز الكثيرة المعلقة الخالية من الصور. ولا عن اغطية الأثاث المهترئه، والذي ستجد القليل منه هنا. ولا عن تلك الطاولة الحاملة قنينة الورود الذابلة.

ولا عن ذلك الكرسي الخشبي الذي في زاوية غرفتي. أتعلم انه مقعد الذكريات، هنا اجلس لأجد أمامى شاشة سينمائية تعرض الكثير من الأحداث والمواقف والذكريات. عليه اجلس ابكى واضحك بفرح وأسى. وأغلب الظن أن كثرة استخدامه هي ما جعلته علي تلك الحالة المُزريه!

صندوق أسراري وذكرياتي

وذلك الصندوق قديم الأيام الذي يحتضن مئات التفاصيل؛ هنا عُملات، و خرائط، وصور منها الكامل والأخر مبتور المشاهد والأشخاص، وزهرة ذابلة تحتضنها صفحات كتاب، وخطابات، وزجاجة عطر فارغة. لعلك لا تُدرك ما الرابط بينهم ولكني سأخبرك اثناء جلستنا سوياً.

ما علينا الآن ياصديقى سوي تهيئة زواية أخري جديدة نتجاذب بها اطراف الحديث. أأنت متشوق للحديث ياصديقي؟

لنبدء بأصل الحياة:

فى البدء كان الإنسان، كنت أنا وأنت، كُنا الفاعل والمفعول به فى الحياة. فى تكويننا كان صراع العقل والقلب، الأخلاق والضمير والمعتقدات، الموروثات والمُسلمات، العادات والتقاليد، صراع الماضى والحاضر لولادة المستقبل.

فى البدء كانت خبرة الألم ومخاضه الذى ترسب بعمق داخل كياننا الإنساني، والذى وجدنا من بعده صعوبة فى النسيان والمُضى قُدماً فى الحياة. وبعدها تكونت الذكريات. وعليه فلنبدأ بالصندوق فهو مُحتضن الذكريات.

لكن يجب أن أخبرك بأمر أولاً، وهو أننى كذبت عليك حينما اخبرتك أنك لن تُجمل فى تلك الغرفة شيئاً. انظر، لقد أزهرت الورود الذابلة مرة أخرى دون أى مجهود، هو فقط حضورك ياصديقى. حضورك لمشاركتى تلك الخواطر والذكريات العالقة.

فيديو مقال خواطر عالقة

أضف تعليقك هنا