لا تغضب، وإدارة الموقف الإيجابي

الغضب

إذا خرج الغضب عن سيطرتك، فأنت أسير هذا الغضب، إنك في حاجة إلى علاقة جديدة مع عواطفك، علاقة تجعلك من يقود هذه العواطف وليس العكس كما تقول ماريا أراباكيس.

وكما يقول تيودور روبين بأن الشعور بالغضب والتعبير عنه بشكل صحي هو في الواقع نقيض الجنون.

وكما يقول جوته بأن السلوك مرآة تعكس صورة الشخص.

وكما تقول جيل ليندفيلد في كتابه إدارة الغضب بأنه لا أحد يحتمل أن يختنق غضبه بالعادات والتحامل، والغضب قد يكون قوة إيجابية بشرط أن نعبر عنه بحساسية وحسم، وكما يقول آن سكيف بأن الشخص الوحيد الذي لا يشعر بنار الغضب أو الغيظ تضطرم داخله في لحظة ما هو شخص ليست له مشاعر أو وعي.

وكما تقول جيل ليندفيلد بأن الغضب شيء خطير، ولكن عدم الغضب وقت اللزوم قد يكون أكثر خطورة.

مراحل الغضب

عندما تشعر بالغضب فأنت تمر بخمس مراحل وهي بداية الغضب وزيادة الغضب وشدة الغضب والتشويش والاعتذار كما صنفها طارق الحبيب، ففي بداية الغضب مثلاً أنت تفسر الموقف كأن لا يرد عليك السلام أحدهم عندما تسلم عليه، وزيادة الغضب تكون عندما تفسر عدم سلامه بأنه قاصد له، وتأتي شدة الغضب بأنك كرهته وحقدت عليه لأنه أهملك، ثم تأتي هذه المرحلة بأن تشتمه أو تضربه، وتأتي بعدها مرحلة التشويش وذلك بأن تنتبه لما صدر منك ولكنك لست مدركاً تماماً للموقف.

وتأتي بعدها مرحلة الاعتذار وذلك بأن تعتذر له إن عرفت مثلاً أنه رد عليك السلام ولكنك أنت لم تنتبه جيداً أو أن صوته كان خافتاً، أو أنه لا يسمع ولديه مشكلة بالسمع فتبدأ مرحلة التشويش لديك وتأتي بعدها مرحلة الاعتذار، وذلك بأن تقدم له اعتذاراً أو تعوضه بأي شكل.

الحكيم هو الناجي من الغضب

والحكيم هو الذي لا يدخل دائرة الغضب من الأساس وذلك بما يسمى بإدارة الموقف الإيجابي، أي أنك من المرحلة الأولى من مراحل الغضب تخرج من دائرته، أي أنك لا تدخل بالدائرة من أصلها، وذلك بإدارة الموقف الإيجابي، وذلك بالتماسك للأعذار كما ورد في الأثر بأن تلتمس لأخيك سبعين عذراً، وأن تفصل الشخص عن سلوكه فهو مخلوق من مخلوقات الله العظيمة فافصل بينه وبين سلوكه الذي هو صدر عن برمجته سواء العائلية أو الاجتماعية،

وعند عدم دخولك في دائرة الغضب فأنت تتجنب مرحلة التشويش ومرحلة اشتداد الغضب التي تكاد أن تكون مدمرة للنفس، فابتعد عن الدائرة بعدم دخولك فيها أصلاً.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم: ” أوصني”، قال: لا تغضب، فردّد، قال: لا تغضب. رواه البخاري.

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس، فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع. رواه أبو داود.

التحكم بالغضب

فأنت تستطيع أن تتحكم بغضبك وذلك بإدارة موقفك الإيجابي.

فدائرة الغضب المفرغة هي دائرة تنتقل من الفكرة إلى الشعور إلى السلوك، وتستطيع أن تخرج من هذه الدائرة بأن تخرج إما من رابط الفكرة والشعور، بأن تغير من صورتك الذهنية وتفسيراتك، وإما بأن تخرج من رابط الشعور والسلوك، وذلك بأن تغير من وضعيتك وذلك بالحركة التي تستطيع أن تعملها.

أما شعورك فأنت لا تستطيع أن تتحكم فيه وإنما تستطيع أن تتحكم بأفكارك التي تشكل الشعور، أو أنك تستطيع أن تتحكم بسلوكك الذي ينتج الشعور، وقد يكون الشعور يؤدي إلى مزيد من الأفكار أو السلوك، وإنما أنت تستطيع أن تخرج من دائرة الغضب بأن تفصل ارتباط الفكرة بالشعور أو ارتباط السلوك بالشعور.

تحويل الغضب لموقف ايجابي

وكما صنفها ويليم ديفور في كتابه الغضب أنك من أجل أن تحول الغضب إلى قوة للتغيير الإيجابي فعليك بخطة الخطوات العشر وهي، اعقد هدنة مع غضبك، واصنع رابطة مع الغضب والحب، وحدد أوتارك الحساسة، واحك قصتك، وكن جيداً في التعامل مع الحزن، وتخلص من المشاعر السامة، واتخذ قرارات جديدة، وكن منصتاً فعالاً، وتمسك بقوتك، واصنع حياة ساحرة، وكما قال فيكتور فرانكل بأن هناك فاصل بين المؤثر والاستجابة، فأنت تستطيع أن تملأها بثلاث نقاط وهي القرار والاختيار والمسؤولية، فلا أحد يستطيع أن يملي عليك مشاعرك إلا إذا سمحت له بذلك.

وتقول جيل ليندفيلد أنه لإدارة الغضب عليك بأن تتحدّ اتجاهاتك وتغيرها، وأن تسيطر على مخاوفك، وتواجه الوحش بداخلك، وتتعامل مع ركام الغضب المكبوت، فأنت لا تستطيع أن تغير الماضي ولك تستطيع أن تغير طريقة النظر إليه، فالإساءة إليك لن تمثل شيئاً إلا إذا ظللت تتذكرها، وأن تتعلم التعبير عن المشاعر تعبيراً مناسباً وبارعاً، وتذكر أنك تستطيع السيطرة ما لم يزد غليان الغضب بداخلك، وحاول أن تجد قنوات بناءة لغضبك.

فمن الصواب أن تغضب للظلم وعدم المساواة، ولكن طريقة إدارتك للغضب واستخدامك له هي أحد أصعب الدروس وأطولها في الحياة كما يقول باسل هوم.

رأي ماكاي وروجرز بالضغط العصبي

وكما يقول ماكاي وروجرز وماكاي بأن الضغط العصبي هو وقود الغضب ولكنك تستطيع أن تتعامل بنجاح مع الضغط العصبي بدلاً من أن تغضب، تذكر أن التماسك هو مفتاح التفوق.

حاول أن تتخيل الثمار التي سوف تجنيها إذا ما احتفظت بهدوئك، فإن ذلك سيحفزك على مقاومة الغضب بشكل أكبر مما سيفعله خوفك مما سوف يحدث إذا ما فقدت أعصابك، وإن احتفاظك بهدوئك يجعلك تظهر بمظهر المتزن الواثق الذي يرغب الناس في مصادقته وتواجده معهم في أغلب أوقاتهم، والشخص الهادئ هو أقدر على أخذ حقوقه.

وكما يقول دانيال جولمان بأن للانفعالات وجودها القوي في حياتنا، وهي تحتاج منا إلى أن نعبر عنها في الوقت المناسب، غير أننا في خضم حياتنا الصاخبة نتجاهلها تماماً، فتكبت في أعماقنا، إننا لا ندرك هذه الانفعالات إلا عندما تستفحل بدرجة كبيرة وتصل بداخلنا إلى مرحلة الفوران.

ايجابيات التخلص من الغضب

وكما جاء في الحكمة الإسبانية بأن معرفة الذات هي البداية لتقويمها، فساكنو البيوت الزجاجية يجب أن ينظفوا نوافذهم بصفة منتظمة إذا كانوا يريدون أن يبقوا هادئين كما تقول جيل ليندفيلد في كتابها الاحتفاظ بهدوئك، وإن الغضب هو أحد الأسباب التي تنكأ الجراح العاطفية القديمة التي تختزنها نفوسنا، لذلك فإذا كان لديك الاستعداد لأن تفقد هدوئك، فلا بد أن تداوي هذه الجراح.

وكما تقول لويس كارول بأن الملك مضى يقول لن أنسى أبداً آلامي ومخاوفي في تلك اللحظة، قالت الملكة سوف تنسى، ولكن إذا لم تحفظ هذه الذكرى حية في ذهنك.

وكما يقول هنري فورد بأنه يستطيع إنجاز الأمور من يعتقد أنه قادر على ذلك، ويخفق في إنجازها من يعتقد بعجزه أمامها، فالإنسان هو ما يعتقد.

وكما تقول أجاثا كريستي بأننا لدينا جميعاً عادات غريبة، ولكننا أبداً لا ندرك ذلك، وكما يقول جوته بأنه أول ما نلمحه في الأشخاص المتميزين هو قدرتهم على أن يضعوا لأنفسهم حدوداً.

فلكي أحافظ على هدوئي، يتعين عليّ أن أتقبل الأشياء التي لا يمكن تغييرها، وأن تكون لدي الشجاعة لكي أغير الأشياء التي أريد تغييرها، وأن تكون لدي الحكمة التي أستطيع أن أفرق بها بين الحالتين كما يقول رينهولد نيبور.

وكما يقول الجنرال برادلي بأن الشجاعة هي القدرة على العمل كما ينبغي والأداء بطريقة صحيحة، حتى عندما يبلغ الخوف بنا مبلغه. فلا تغضب وأدر موقفك الإيجابي.

فيديو مقال لا تغضب، وإدارة الموقف الإيجابي 

أضف تعليقك هنا