وظائف مطلوبة في عصر الذكاء الصناعي

في مقال سابق حدثتك عن بعبع وظيفتك أو عملك مع عصر الذكاء الصناعي وفي هذا المقال دعني أحدثك عن وظائف من المرجح أن تزدهر في الفترة المقبلة وما حديثي لك هنا إلا بغرض ان أبقيك متابعاً بشكل يسير ومبسط عن المتوقع رغم ألا أحد يعرف على وجه الدقة ما الذي سيحمله المستقبل القريب أو البعيد…

ارتكزت في حديثي الماضي على المشاعر ومدى أهميتها واعتمادنا الدائم عليها في خياراتنا، وأن الآلات مهما تقدمت لن توفرها لنا إلا باردة مقيتة شأن كل الآلات التي تحاكي البشر وفاتني أن أذكر لك أن أحد بنات العرب السامقات تعمل على تطوير الذكاء الصناعي لأجل أن يفهم تعابير المشاعر الإنسانية تلك هي الدكتورة رنا القليوبي ابنة مصر والباحثة الدولية..

قدرة عقل الإنسان على الإبداع والتطوير تفوق قدرة الآلات  

بشكل مباشر ومهما كان هذا الغريب القادم فإنه سيحتاج لمصنعين ومواد صناعة لها موردين وخدمات إدارية، سواء كنا نتحدث عن روبورتات عادية أو عملاقة أو برامج حاسوبية، فلن تقوم أيا مما ذكر آنفا بتصنيع نفسها أو توريد موادها الأولية، أو مراقبة نفسها، أو تقييم جودة أدائها، أو التحكم النهائي فكل هذه وظائف بالقطع سوف تكون بشرية, كذلك فإن إدراك المعنى للمعلومات الضخمة بيغ داتا أو التحليل الإنساني لتحديثات ومنافع وأغراض وعلوم الذكاء الصناعي، سوف يكون أيضاً وظيفة بشرية بامتياز، صحيح أن اللوغريثمات تساعد كثيراً في التحليل لكنها محدودة بقدرات المطور، أما العقل البشري فهو غير محدود بحدود المعادلات اللوغريثمية وبذلك سوف يكون دوماً قادراً على إدراك نفعها ورفعها لما يتجاوز ما وصلت إليه.

عمل الآلات مقتصر على توفير الوقت والجهد

وبذلك فإن وظيفة علماء البيانات والذكاء الصناعي سوف تكون دوماً هناك, وكذلك فإن مهندسي التصميم الهندسي للآلات الذكية سوف يكونون بشريين لوقت طويل, وبما أن وظيفة الآلات منذ العزق وحتى آخر آله تخترع في تاريخنا الإنساني وظيفتها هي توفير الوقت وتقليل الجهد، وبما أن الجهد قد قل والزمن متوفر فلا بد من وجود وسائل لإشغال هذه الوفرة في الزمن تماماً مثل ما ان الاختراعات المختلفة في العصرين السابقين أدت لاختراع التلفزيون ومن قبله السينما -وكلاهما يعتبران تطوراً للمسرح-  لكن وحيث أن الوقت صار وفيراً أحضرت هذه الآلات للبيوت، ومستقبلاً توقع أن تزدهر مجالات مثل الألعاب الاليكترونية والواقع الافتراضي بمختلف خدماتها من تصميم وتطوير ومنصات وتنظيم مسابقات…. إلخ.

ومعظم هذه الوظائف سيظل بشرياً, وتبعاً لتداعيات الأتمتة والتغيير الذي سيصاحب ذلك على بني الإنسان فإن من المتوقع أن تزدهر وظائف مثل الاستشاريين النفسيين والمعالجين ونحو ذلك وهي وظائف ستظل بشرية لمدى بعيد, ودون أن تنسى فإن التطورات والأبحاث في علم الجينات -لكل الكائنات الحية- ستحافظ على وظائف بشرية لأعوام قادمة, وبما أن الأجواء تزدحم بالأتمته والرتابة الصناعية فإن الترفيه سيكون مدعواً للتقدم والازدهار بصرف النظر عن أنواعه المختلفة، لكن من يقدمون الترفيه سيكونون بأمان حيث أن الآلات لن تمنحنا شعوراً بالترفيه إلا بشكل بسيط مؤقت ومحدود وليس مبهجاً أبداً كالترفيه الإنساني.

زيادة الاختراعات تتطلب المزيد من العنصر البشري 

وبالنظر لأننا نقترب من الثمانية مليارات إنسان فإن المطورين العقاريين سيظل عملهم في ازدهار وإن خبى في مناطق أو أقاليم محددة لكن مجملاً فإن المتوقع أن يكون الطلب على الإسكان متزايداً تبعاً لنمو السكان أنفسهم, وتبعاً لذلك ستحتاج العصور المقبلة لعلماء الأغذية ومجالات كالهندسة الكيميائية وتركيب المواد الأولية للتصنيع للعصر، وما سنحتاجه أيضاً هي الطاقة إنتاجاً وتحكماً وتوزيعاً, وبما أن المرجح أن يزيد معدل الأعمار تبعاً لتحسن جودة الحياة فإن خدمات كبار السن والرعاية المتصلة بذلك سوف تشهد ازدهاراً, إضافة للوظائف التي تحتاج للمسة إنسانية والتي لن تقدم الآلات فيها إلا لمسة باردة غير محببة, وستظهر وظائف مثل سماسرة المعلومات والبيانات، وقد تظهر مؤسسات متخصصة تغطي هذا النوع من الأعمال, كما أن الأعمال في مجال الأمن الاليكتروني وحفظ وسلامة البيانات ستظل من بين الأعمال الأكثر ازدهاراً منذ الآن وحتى سنوات طويلة قادمة.

ستبقى الآلة آلة ولن تلامس مشاعر البشر

وختاما عزيزي القارئ تذكر أن التكنولوجيا تتقدم بأسرع بكثير من استيعابنا لها وخير مثال لذلك أنك حالياً وفي الغالب لا نستخدم أكثر من عشرين في المائة من الخدمات المتوفره في هاتفك الذكي المحمول، وغالبنا لا يعرف ستين في المائة من الخدمات الموجودة على الآلات التي يستخدمها, ولأن جموع البشر عموما متوسطون في نشاطهم وأمانيهم وقدراتهم وانجازاتهم فسوف تطوع هذه الجموع التقدم المخيف لما هو في حدود الأمان عملا بالمثل الياباني الذي يقول في معناه أن: “المسمار البارز يدق للأسفل”, وروبورتات تقوم بالعمليات الجراحية منفردة بدون وجود البشر لن تجد إلا قلة قليلة يمكن أن يسلموها أجسادهم لأن الإيمان كان وسيظل على الدوام أعلى من العلم ومشاعرنا تجاه بعضنا لن نسلمها يوما لآلة.

فيديو مقال وظائف مطلوبة في عصر الذكاء الصناعي

أضف تعليقك هنا