رسالة عتاب من ابن إلى والده…

مد الأب يده ليفتح رسالة ابنه كتبها في مساء بئيس ليجد اول كلمة يكتبها الابن :

واجب الأب نحو ابنه

والدي العزيز..
تخونني الكلمات ولا أدري بم أبدأ رسالتي،
أعرف أنك ستقف منبهرا من جرأتي في الكلام ،ولأن السيل وصل الزبى اِعتليتُ صهوة الحرف وسمحت لصوتي الذي بات يناجيني من أقصى الوجدان أن يعلن خروجه عن الصمت علِّي أُوقِف النزيف الذي بداخلي

والدي العزيز..
أقول لك أنك قطعت رحما أمر الله بها أن توصل..
فأنت لا تسأل عني في المدرسة !!
ولا تعرف من رفاقي !!
ولاتشغلك احتياجاتي
خذلتني حين تخلصت من ألعابي التي ائتمنتك عليها
حتى السيفُ لا يفعلُ بي ما أنت فاعله
فقد زرعت في قلبي كرها..
أحدثت فيه شرخا..
أشعلت في فؤادي نارا لا تهدأ

أريدك “الأب الصاحب”

والدي العزيز..
أنا لا أريد أبا  يُـطعمني ويسقيني ويلبسني فقط ..
بل أريد أبا  يصاحبي ..
ويصادقني ..
ويحمل همي ..
يكون أبا  ورفيقا  وزميلا  وأستاذا  وقدوة  ومستشارا …
فلم أجد منك سوى المودة الشكلية

والدي العزيز..
لَإني أجهل إحساسك وأنت تمسك رسالتي وتقرأ مابين سطورها  ،مابين سعادة مفقودة وحزن غامض بادٍ على محياك
،لعل الدنيا أحكمت عليك بخناقها فأنستك الأصل في الحياة..

سافرتَ من دون عودة..!! ،فلو تدرِ كم تحسرتُ للفراق ..
وشتان بين مكالماتك الهاتفية ،فحتى رنين الهاتف لم يعد يهز من مشاعر الشوق والحنين إليك..
فعطف أمي وحنانها أغلق باب ذاك الشوق ،
ثم إنها أدّت رسالتها وأتمتها في بلوغي أحسن الرتب ،فكانت هي قدوتي في الحب والرحمة والعدل والاهتمام.

دور الأم العظيم

والدي العزيز..
كل من رآني يهلل ويدعو لمن رباني ،فالغالية و العزيزة على القلب لم تتوانى عن تربيتي،ووجودها محى السنوات الماضية العجاف، لكني تمنيت في نفسي أن يُقال لي “ذاك الشبل من ذا الأسد:
فأنت في الأصل كالعملاق الورقي عندما تسلط عليه أضواء الحقيقة سرعان ماينفضح..

والدي العزيز..
” إن لم تخف علي – وأنا ابنك – ، ألا تخاف على نفسي
عندما تبلغ من الكبر عتيًّا ،فلا تجدني سوى ابنًا عاقًّا لايرحم ولايُرحم ،فأضيعك في دنياك لتضيعني أنت في آخرتي .. أبي لم أتشرب منك سوى “حقدا” فماذا تتوقع أن تحصد من  مثلي..!”

وفي الأخير ليس لي سوى أن اذكرك بقول الشاعر:

ليس اليتيم من انتهى أبواه من ***** همّ الحياة وخلفاه ذليلاً
إن الـيـتيم هو الــذي تـلقــى لـــه ***** أما تخلت أو أباً مشغولاً

فيديو مقال رسالة عتاب من ابن إلى والده.

أضف تعليقك هنا