فواصل لاتزال الأحلام فيها

بماذا تحلم للعام الجديد القادم؟

لذت بالصمت، ليترنح العالم بين فواصل الماضي 18 والحاضر19 والأنفس تحتبس بأسئلتها، بماذا تحلمين للعام الجديد القادم؟، وكأن الصمت قوة كامنة بحد ذاتها تستطيع أن تضع حداً لفاتورة عام مضى ميزانه، وعندما يحين الوجه الآخر 2019 للاستمرارية سيكون الأمل هو ذلك الوقت. لكن المفاجأة كانت ترددي وصمتي الذي قارب حد الصم والبُكم، بل وبلادة الفكر التي أهاجها مجرد سؤال لاكتشف للمرة الأولى أنني عاجز عن الحُلم، رغم مداعبة من حولي تخفيفاً لألم الواقع.

إذ يحمل واقعنا بين دفتيه صفحات لا يكاد يُرى على هوامشها سوى ذكريات من سنين عجاف، أكلت ملامح وجوهاً كُنا نراها ضافية الأمل وداهمت قلوب الأبرياء، ومسحت الألوان من حياتها، وأخفت منها ضحكات الأبرياء بسبب عالم يتلاعب بنا كدمية لا قيمة لها، دمية كانت لأمجادها السبق في الميادين وريادتها العبق الأصيل ليتضاحك عليها  فساد عوالم تأكل ضوء النهار وتجعل اللصوص منهم بتجارتها للأسلحة أو بيعنا في سوق النخاسة أو أو أو…

ثورة الصمت

ليفتحون شهيتهم رافعين فزاعة خلف رؤوسهم، ظنّاً منهم أن هيبتهم تسود الأرض ومن عليها، مُتناسين ثورة الصمت المُتأهبة تحت الرُكام وتخرج من جنبات أوطانهم كما كانوا قمم من ركام، تكاد تنفث نارها لتحرق أخضرهم وشعاراتهم الهوجاء كما هي في سترات فرنسية خرجت لجيرانها من الدول الأوربية لهجرات أمريكية وإرهاب يأكل عوالمهم، وكأن الله ينذرهم بما فعلوه فهل يفقهون؟!.. لا أبداً، فسيتمادون علينا ولكن الله غالب على أمرهم.

فمنا من يسبح في معاناة البرد والجوع والبطش، ولعنات تحرق ستراتنا التي تأوينا، لندخل في سُبات عميق يملأه ظُلم وطُغيان، وصمت قبورنا تقرأ من علاماتها وعناوينها ثورة صمت مُتأهبة تحت الرُكام، تكاد تنفث نارها لتحرق أخضرهم وشعاراتهم الهوجاء، وقد بدأت ستراتها.

تجدد الأمل بولي العهد الأمير سلمان

وفي كل عام تراودنا الأفكار نفسها.. نتذكر حياتنا وأحلامنا وطموحاتنا، ونتمنى أن نُحقق ما لم نستطع تحقيقه في العام الذي سبقه، لأن الذي مضى كوميض برق لم نعشهُ، لنُحقق ما كُنا نتمناه، لكن صدحت فينا وجوه عربية تجمعت حول قوميتها وقد أثرت فينا كخادم الحرمين الشريفين بمرجعيته المعرفية، وهوية فكره العربي، ومنظومته القيمية السعودية، وولده أميرنا الشاب ولي عهده الأمير محمد بن سلمان: “إنني أخشى أنه في يوم وفاتي سأموت دون أن أحقق ما يدور في ذهني، إن الحياة قصيرة جداً، وقد تحدث الكثير من الأمور، كما أنني حريص جداً على مشاهدته بأم عيني، ولهذا السبب أنا في عجلة من أمري” .إنها الوتيرة السريعة التي تتم فيها الإصلاحات المتتالية في بلدنا السعودي، مردها أنه حريص على رؤية نتائجها بأم عينه بكل بقعة من بقاع مملكتنا الحبيبة،

وتلك بشارتها أن بدأ عامنا 2019 بميزانية العهد التريليوني فالأمنيات في كل عام تتشابه كثيراً، لكن أمانينا تتعلق بالله أولا ثم بأعمالنا وطاقات مواردنا الجمة التي جعلت من السعودي عبقرياً حير العالم، وذاك بن راشد بفكره القيادي الذي يتحرك أثناء العمل، ويتطور فيه، ويجد ترجمته المباشرة في خضمه. يحدوه الرئيس المصري في يقظة الفرعوني        والعربي الأصيل برصد التحديات، وتحويلها إلى فرص، من جهة. وترقب الجديد، وتوظيفه في الحياة. وأخيه الشيخ صباح الأحمد الصباح، أمير دولة الكويت وبناء نماذج من قيادات المستقبل الطموحة القادرة على التفكير الاستباقي، لريادة عربية، والملك حمد بن عيسى بمنظوره العالمي في صناعة قرارات مُؤثرة تتواصل بفاعلية مع مختلف الثقافات وبناء شبكات عربية.

وقفة: جملة مختصرة أضاءت لنا صور استقبال العام الجديد يحدوها رباط أُسري عربي متين يغبطنا عليه العالم، فهل لا زلنا نسير في خط مُستقيم بالاتجاه الذي يأخذنا، حيث نريد، أم أننا بدأنا ننحرف بعيدًا شيئًا فشيئًا؟، كما يحدث في كثير من الأحيان بطبيعة الحال..

نظرة:

نعم أحلم بعام جديد تتوقف فيه الحروب التي فرضت علينا، عام جديد تسود فيه بلادنا ثقافة الحياة، بدلاً من ثقافة الموت والانتحار، والقبول بالآخر المختلف، بدلاً من إقصائه ونفيه وتكفيره. عامُ تهزم فيه خطط تغيير خرائطها ومعالمها وهويتها، عامُ تُرفرف فيه رايات العدل والحرية والتقدم والازدهار. عام تكف فيه أوطاننا عن ثقافة الاستهلاك، لتحل محلها ثقافة الإنتاج… بارك الله في عامنا وجعلة بعروبتنا خيراً وسلام.

فيديو مقال فواصل لاتزال الأحلام فيها

أضف تعليقك هنا