مات عبدالله ابراهيم السقاف

بقلم: ندا الصباح

 عبدالله ابراهيم السقاف

مات الأب الروحي، مات الأب الحبيب الحنون،، مات أبا فيصل..

القلم يبكيك وهو يخط الحروف المتبعثرة الحزينة على الكاتب الذي جعلها ترتقي بتعابيره ومفرداته المميزة..

لم تستطع المسافات ان تبعدنا ولن يستطيع الموت ان يفرق بين روحينا التي تلاقتا بعد معاناة البحث في الدنيا عن اب وابنة يجتمعان في إخلاص وحب، و وفاء لا حدود له.. سجله التاريخ والإنسانية..

أشعر بروحك من حولي تعطف عليي وتحزن على حالي وتؤكد لي انك لن تتركني حتى بعد الرحيل الأخير – كما وعدتني..

لم تبخل يوما بواجبك ككاتب وانسان صادق ومحب لاصدقائه وزملائه ومعارفه بكلمة نبعت من القلب والوجدان خصوصا في السنوات الأخيرة برثاء شخصيات عدة مثل عبدالله نور، العقيلي، الأمير سعود الفيصل، الأمير خالد بن تركي، وغيرهم… رحمهم الله جميعاً. لكنني بحثت عن رثاء نشر بعد رحيلك فلم اجد، ارجو ان اكون على خطأ.. لم تكن مقصرا مع احد حتى في أحلك ظروفك ومرضك.. الواجب عندك أساسي في المرض والفرح والحزن على السواء..

لن أتحدث عنك ككاتب أو شاعر،، فأنا لا أراك إلا أبي الحبيب الذي رزقت به في الكبر.. فراقك أصعب ما مر عليي في حياتي..

ثلاث سنوات لم ارك فيها منذ أن غادرت جدة إلا انك لم تشعرني يوما من خلال تواصلنا معا ان المسافات ابعدتنا..

عرفت تفاصيل التفاصيل عني كما انا عرفت عنك..

تفاصيلي مع الكاتب والشاعر عبدالله

أتذكر قهوة الصباح معك من حين إلى آخر عندما كنت آتيك لأقضي معك بعض الوقت انا وابنتي.. وأحيانا كنا نتناول الفطور معا.. لا أنسى كوب الحليب بالزنجبيل الذي كان المفضل لديك..

كنت تحب أكل التبولة من صنع يدي وتطلبها مني من حين لآخر وتتشاركها مع رفاق عمرك..

في آخر سهرتين عائليتين جمعتنا قبل سفري،، كنت أبكي كثيراً لأنني قلقة عليك وكنت تهون عليي وتعدني انك سوف تلحق بي فأخذنا صورا كثيرة واهديتني خاتمك العزيز عليك وطلبت مني أن ابقيه في اصبعي ابدا..

آخر مرة رأيتك فيها كنت بثوبك الأبيض الناصع تشع نورا مع ابتسامة تحاول فيها التخفيف عني بها صعوبة الفراق.. كنت عائدا من افطارك الرمضاني عند الأمير خالد الفيصل أطال الله في عمره، حين مررت بي مسلماً مطمئنا علينا، فجعلت احضنك وأشد عليك واقبل يدك.

فراقي للكاتب والشاعر

مر عام تقريبا لم اسمع صوتك أو اقرأ رسائلك المعتادة، قلقت كثيراً حاولت الاتصال مرارا بك حتى انني حاولت التواصل مع سائقك وراسلتكما علني استقبل ردا يريح قلبي ولم أجد ردا، لكنني لم افقد الأمل يوما رغم إحساسي بالقلق عليك..

في مكالماتك الأخيرة وعدتني انك ستأتي لزيارتي وسوف تحمل معك كل كتاباتك حتى ابدأ بطباعتها لنشرها في ما بعد..

صحيح أنني لا أعلم تفاصيل أيامك الأخيرة إلا أنني على يقين انك لم تكن تستطيع الإتصال بي أو مراسلتي، لكنني كنت أشعر بوجودك وألمك معا.. فجأة أحسست بضيق في نفسي وقلق وتأكدت بأنك فقدت القدرة على التواصل لسبب ما.. وانك ابتعدت رغما عنك.. لم أستطع الوصول لأحد من حولك للاطمئنان عليك، حاولت جاهدة.. لم يعد أمامي سوى مراقبة الجرائد..

وكانت الفاجعة عندما قرأت خبر تقبل التعازي فيك..

الفاجعة برحيل الكاتب الرائع

مر شهر على رحيلك وما زلت لا أستطيع ولا أريد التصديق بأنك ما عدت موجودا – أستغفر الله العظيم – ما زال قلبي يعتصر حزنا وما زلت احاول التفكير بأنه تشابه أسماء..

لا أقوى على التعبير اكثر من ذلك.. ارواحنا لن تفترق أبي الحبيب..

سوف يصلك دعاء ابنتك الوفية – كما أسميتني – بإذن الله

دعائي لك بالرحمة والمغفرة والعتق من النار، من الرحمن الرحيم الغفار مع كل نبضة من قلبي..

استغفر الله العظيم احتساباً

واستغفر الله العظيم رضاً بما قسم..

اللهم ارحم أبا فيصل وأحسن مثواه .. وأكرم نزله .. واجعل له سعة في جنبات قبره.. واغسله بالماء والثلج والبرد.. وأنزل عليه غفرانك ورحمتك يا الله.

رحمك الله ابا فيصل الأب الحبيب

بقلم: ندا الصباح

مات الأب الروحي، مات الأب الحبيب الحنون، القلم يبكيك وهو يخط الحروف المتبعثرة الحزينة على الكاتب الذي جعلها ترتقي بتعابيره ومفرداته المميزة.

 

أضف تعليقك هنا