معالم واعلام تاريخيه من الرضمه

المؤرخ الأستاذ محمد حسين الفرح

مولده بقرية الاجلب مخلاف عمار مديرية الرضمه محافظة إب عام 1954م
كاتب، باحث، شاعر، إداري، سياسي، مؤلف، تلقى تعليمة في صنعاء ثم التحق بكلية الشريعة والقانون، وتخرج منها عام 1980م بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف.
ربطته علاقة حميمه مع الكتاب منذ بدايات دراسته فكان يقبل على قراءة كتب التاريخ و التفسير و الصحف والمجلات والروايات والشعر والأدب ما كون لديه خلفية علميه ومعرفيه واسعة فكان موسوعة في مختلف المجالات ومن بواكير كتاباته وهو في المرحلة الإعدادية كتب رسالة تعزيه بليغه المعاني و تفيض بالعبارات في وفاه الزعيم جمال عبد الناصر بعد وفاته عام 1970م وارسلها للرئيس السادات وقد رد عليه السادات على تلك التعزيه برساله جوابيه تلقاها بعد عده اشهر.

وكان صاحب رؤية وفكر إلى درجة مثيرة للجدل والاختلاف فكان له آراء صريحة في إعادة كتابة التاريخ اليمني حيث كان يرى أن الآمامه المستشرقين والأكاديميين قد جنو على تاريخ اليمن وحضارته جنايه كبرى وقدموه بصوره مشوهه مبتوره مما جعل العديد منهم يناصبونه العداء و يشككون في اطروحاته وافتراضاته والتي كان يقدمها وفق منهجية علميه وادله دامغه  ولكن ومع مرور السنين والاكتشافات التاريخية جعلت الكثير منهم يتراجع عن موقفه وينظرون إلى صحه ما كان يتبناه .

وفي ذلك يقول الدكتور عبدالعزيز المقالح (( لقد اتجه محمد حسين الفرح إلى التاريخ من كلية الشريعة والقانون وليس من قسم التاريخ في كليه الاداب وهذا ما جعله يبحث ويدقق ويتناول القضايا التاريخيه بمنطق المحامي ورجل الفقه وهو الامر الذي خلق حاله من الفجوه المؤقته بينه وبين عدد ممن يكتبون التاريخ والأكاديميين ولكنهم مع الايام ومع الاكتشافات الحديثة اصبحو على يقين بأن نظرياته وفرضياته هي الحقيقة الساطعة كما اكد على ذلك العديد من الأكاديميين العرب والأجانب))، ولقد بدأ مشواره بالكتابة في العديد من الصحف والدوريات اليمنية والعربية أثناء انشغاله بالعمل الحكومي حتى تفرغ للتاليف في آخر عشر سنوات من حياته قدم فيها خلاصة رؤيته ومنهجيته في مؤلفات اثرت المكتبة اليمنية والعربية واصبحت من اهم المراجع في تاريخ اليمن وحضارته

المناصب والمسؤوليات

عمل محمد حسين الفرح موظفًا في البنك اليمني للإنشاء والتعمير إلى سنة 1975م, ثم موظفًا في مكتب دولة الكويت حتى سنة 1977م
في عام 1978م تم تعيينه مديرًا عامًّا للتعاونيات والجمعيات في وزارة الشئون الاجتماعية والعمل
في عام 1979م تم تكليفه مع وفد حكومي بالسفر إلى الاتحاد السوفيتي ثم تونس لحضور مؤتمر عن التعاونيات والمنظمات الجماهيرية
في عام 1981م كان عضو لجنة الاستفتاء على الميثاق الوطني في مديرية الرضمه ودمت مع الاخوه يحى احمد الخباني وعبدالوهاب الحصيني، كما عمل خلال هذه الفترة عضوًا في مجلس إدارة بنك التسليف التعاوني الزراعي, و, ثم رئيس اللجنة العليا لانتخابات للإنتخابات الطلابية ثم عضو في سكرتارية المؤتمر الأول للمؤتمر الشعبي العام

في عام 1985م كان سكرتير اللجان العليا لانتخابات هيئات التعاون الأهلي للتطوير والتي كانت برئاسة الشيخ مجاهد ابو شوارب
وفي عام 1987م تم تعيينه مديرًا عامًّا للوحدات الإدارية والعمل الشعبي في مكتب رئاسة مجلس الوزراء, و عضوًا في لجنة مكتب رئاسة الوزراء لمتابعة العمل الوحدوي بين شطري اليمن
في عام 1993م  عمل رئيسًا للفريق الفني باللجنة العليا للانتخابات والتي قامت بالإعداد لاول انتخابات برلمانية بعد الوحدة
في عام 1997م عمل رئيساً للفريق الفني للجنه العليا للانتخابات
ثم تعين سنة 1999م مستشارًا للجنة العليا للانتخابات ومساعدًا لرئيس اللجنة الفنية وقطاع التخطيط والإحصاء بدرجة وزير.

حياته السياسية

انضم محمد حسين الفرح سنة1977م إلى حزب (تنظيم الطلائع الوحدوية), وهو التنظيم السري الذي كان للاتجاه (الناصري) في اليمن, وقد مكث فيه حتى عام 1980م، ثم انضم إلى حزب (المؤتمر الشعبي العام) منذ تأسيسه، وانتخب عضوًا في لجنته الدائمة في مؤتمره الخامس عام 1995م ثم قدم استقالته من المؤتمر الشعبي العام في عام 1998م احتجاجاً على استثنائه من تشكيل اللجنة العليا للانتخابات .

وفي عام1999م انضم إلى حزب (التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري)، وانتخب عضوًا في لجنته المركزية وعضوًا في الدائرة السياسية للتنظيم، وساهم في  تأسيس المجلس الأعلى لأحزاب المعارضة الذي تكون من الاشتركي والناصري والبعث القومي واتحاد القوى الشعبية وحزب الحق ثم حزب الإصلاح وتولى مهام مقرر المجلس الأعلى لمجلس تنسيق أحزاب المعارضة، وفي سنواته الأخير لم يمارس اي نشاط سياسي وتفرغ للتاليف

الشهادات والاوسمه

– عضو نقابة الصحفيين اليمنيين
– عضو اتحاد الأدباء والكتّاب اليمنيين
–  عضو اتحاد المؤرخين العرب
– حصل على  وسام (التعاون) من الرئيس علي عبدالله صالح سنة 1979م
– حصل على وسام (المؤرخ العربي) من اتحاد المؤرخين العرب سنة 1987م في بغداد وقلده الوسام الرئيس صدام حسين
– حصل على وسام (الأستاذ المؤرخ) من وزارة الثقافة سنة 2004م في فعاليات صنعاء عاصمة الثقافة العربية وقلده الوسام صديقه الاستاذ خالد الرويشان وزير الثقافة حينها

مؤلفات محمد حسين الفرح

1-الانتخابات التعاونيه الديمقراطية، وثائق انتخابات هيئات التعاون تمت طباعته في دمشق  عام 1983م
2- الثائر علي بن الفضل الحميري نشر  في مجلة (دراسات يمنية), الصادرة عن (مركز الدراسات والبحوث اليمني )  صنعاء. عام 1983م
3- الانتخابات النيابية متعددة الأحزاب في اليمن عام 1997م مقارنة بانتخابات 1993م. صدر عن مركز دراسات المستقبل صنعاء عام 1998م.
4- اليمن في تاريخ ابن خلدون. صدر عن الهيئة العامة للكتاب صنعاء عام 2001م.
5- تبابعة اليمن السبعون: عظماء اليمن والأمة العربية في عصور سبأ وحمْيَر. صدر عن دار الثقافة العربية في الإمارات العربية المتحدة عام 2002م.
6- معالم عود رؤساء الجمهورية في اليمن 1962م-1999م صدر عن مركز البحوث بوكاله سبأ للأنباء صنعاء عام 2002م
7- انتخابات اليمن، البرلمانية والرئاسية متعددة الأحزاب صدر عن مركز عبادي للدراسات والنشر صنعاء 2005م.
8 – يمانيون في موكب الرسول صلى الله عليه وسلم: عظماء الصحابة والفاتحين اليمنيين في فجر الإسلام. الجزء الأول, صدر عن الهيئة العامة للكتاب عام 2003م.
9- يمانيون في موكب الرسول عظماء الصحابة والفاتحين اليمنيين في فجر الإسلام الجزء الثاني والثالث صدرا عن وزارة الثقافة 2004م
10- الجديد في تاريخ دولة وحضارة سبأ وحِمْيَر: معالم تاريخ اليمن الحضاري عبر 9000سنة, الجزء الأول والثاني صدرا عن وزارة الثقافة عام 2004م.
11- تاريخ صنعاء الحضاري القديم. صدر عن وزارة الثقافة عام 2004م
12- شعر وشعراء اليمن في الجاهلية. صدر عن وزارة الثقافة 2005م
13- الدور اليمني في العصر العباسي وأعلام الولاة اليمانيين في العالم الإسلامي، صدر عن وزارة الثقافة صنعاء عام 2005م
14- عروبة البربر. بحث في وقائع ودلائل انتقال (البربر) من اليمن إلى بلاد المغرب العربي في العصور التليدة, والجذور العربية اليمنية لقبائل العرب. صدر عن وزارة الثقافة عام 2004م
15- مجاهد ابو شوارب صقر الثورة والجمهورية صدر في صنعاء عام 2004م

وكانت ما تزال لديه خطه عمل لتأليف 17 كتاب كان قد وضع عناوينها ولكن القدر كان ينتظره   بعد صراع مع مرض خبيث اصيب به في سنواته الأخيرة ولكنه لم يقع طريح الفراش بل قاوم الألم ووصل الليل مع النهار قضاها في التأليف والكتابة في سباق مع الزمن وقد زرته في احد الليالي قبل وفاته رحمه الله بأيام فدخلت عليه وهو منهمك في الكتابة والادويه بجواره فقلت له عليك ان ترتاح قليلا فقال كيف يكون لي ذلك وتاريخنا مبعثر مطمور إن راحتي هي ان انجز هذه المهمه لتعرف الأجيال تاريخنا العظيم الذي جنى عليه المستشرقون الاعاجم،

لقد كان يمتلكه حب اليمن حضارة وانساناً كاروع ما يكون في الوطنية حتى وهب روحه  فخلف لنا مؤلفات اعطت الصورة الكاملة الواضحة والمنطقية لتاريخ اليمن القديم وعند تمعنك في هذه المؤلفات تتضح لك الرؤية وتعرف حقائق حاول البعض تهميشها واغفالها عمداً فقد كسر الجمود والاسقاطات الاستشراقيه وأسس لمدرسة تاريخيه جديده لإعادة صياغة تاريخ اليمن وحضارته،  وقد كان متواضعا بشوشاً لا يحمل الحقد على احد ممن كان يختلف معاهم
توفي رحمه الله في 20 ابريل 2005م، وتلقينا يومها التعازي من كل الجهات الرسميه والحزييه والمنظمات والشخصيات الاجتماعية وبعض البرقيات من بعض الدول العربية

وفاة الكاتب

وفي يوم وفاته صادف ان يكون هناك فعالية في بيت الثقافة بصنعاء ضمن فعاليات الايام الثقافيه السوريه وكان من المفترض أن يكون المعقب عليها هو المؤرخ محمد حسين الفرح وقد كتب يومها صديقه الأستاذ خالد الرويشان ما يلي(( في يوم وداعه الحزين المهيب وبعد ان تمت مواراه جثمانه الثرى عدت إلى بيت الثقافة كي اشهد محاضرة في تاريخ الوشائج بين اليمن والشام لمحاضر كبير قدم من جامعة حلب

وللمفارقه المحزنه كان من المفترض ان يكون المقدم والمعقب حسب البرنامج المطبوع هو ذلك الفتى الذي واريناه الثرى قبل هنيهات باكيه و لتونا وبعد أن وقف الجميع لقراءة الفاتحة وبدأ المحاضر وانتهى وتحولت أحزاني إلى كآبة واجمه وانا اراقب الجمع الكبير الذي تفضل فحضر لكن أحداً من هذا الجمع لم يعلق او ينبس ببنت فكره على كلام المحاضر الذي أتى بالشواهد الأثرية المؤكدة وبالصور للخط المسند اليمني القديم كان قد عثر عليها في الحدود السورية اللبنانية وهي تؤكد قدم العلاقه الحضاريه بين اليمن والشام قبل الإسلام بآلاف السنين وكان هذا ديدن الأستاذ الفرح اهتماماً وبحثاً وولهاً، وفي تلك اللحظات شعرت بهول الفاجعة أكثر قبل ان اطلب الاذن من المحاضر للتعليق على استنتاجاته المتطابقه مع رؤية واستنتاجات الفرح بل كي اشير إلى نقطتين
اولها :الفراغ الذي نتج عن غياب الراحل الكبير
وثانيها: إبداء الاسف لعدم وجود اكاديميين يمنيين في القاعه كي يسمعوا هذا الأكاديمي العتيد القادم من جامعة حلب وهو يؤكد استخلاصات ونتائج وأبحاث الاستاذ الفرح رحمه الله،….

ماذا بقي من محمد الفرح؟ 

يبقى محمد الفرح مكتملاً بفتوحاته العلميه مزدهياً باكتشافاته البحثية منتشياً بابطال شعبه وبطولات أمته… عشرات الكتب والمخطوطات والتي يقارب وزن أوراقها ربما وزن جسده النبيل،  لم يكتب بحبر سهده وحمى أرقه فحسب بل بماء قلبه وحمره دمه وبأس عظامه وعناد أصابعه.. يبقى محمد الفرح فرحاً عذباً ودائماً للأجيال العطشى الباحثه عن الحقيقه والبطوله.. يبقى ذروة من ذرى هذه البلاد خلوداً في كل وقت وإطلاله بهيه في كل قلب.

المراجع : مذكرات المؤرخ

فيديو مقال معالم واعلام تاريخيه من الرضمه

أضف تعليقك هنا