إسلام الهاشمي الحامدي، صراعات من أجل المصالح، قصة قصيرة.

صراع الحيوانات من أجل تحقيق مصالحها

منذ قديم الزمان كان هناك حدائق كبيرة وكثيرة سيطرت عليها الكثير من الحيوانات، واشتهرت جميعاً بقوة حيواناتها، وباتت كل حديقة تتميز بخيراتها المختلفة مما أدى إلى طمع الحيوانات فيها فقامت الصراعات فيما بينهم حتى أن قسمت.

القوي يأكل الضعيف

ذات يوم ذهب الثور إلى الدب وقال له: مالك لا تتابعني وتساعدني؟!

فقال الدب: لا ،اتبعني أنت فأنا أضخم منك حجماً، وأكثر قوة.

ابتسم الثور ابتسامه عريضه وقال: لا، أنا الأقوى والأكثر مرونة والأكثر حكمة.

فقال الدب في غضب: كف عني و إلا قتلتك.

قهقه الثور وقال: الأيام بيننا عزيزي.

استغلال الثور ضعف الإبل والأنعام لتحقيق غايته

وذات يوم ذهب الخنزير إلى الثور وقال له: إني ضعيف لا حول لي ولا قوة وأريد أن أملك قطعة أرض صغيرة، تكفيني أنا وأسرتي.

فرح الثور وأحس بأهميته وقيمته وقال: أنا سوف أحميك، أي حظيرة تريد؟!

قال الخنزير: ما بين النهرين.

ذهب الثور إلى قطيع الإبل والأنعام وقال لهم: إن الدب خطر كبير عليكم، ما بالكم بأن أحميكم منه؟!

فقالت الإبل: بلى بلى، نعم هذا جيد، نحن معشر الإبل والأنعام موافقون جميعاً.

فقال الثور: اممم ولكن ما المقابل؟!

فقالت الإبل: أي شيء تريده، نحن موافقون جميعاً.

فقال الثور: أعلم أنكم أهل كرم وطيبي القلب، ولي صديق ليس له مأوى، فالخنزير حيوان ضعيف وحيد وأنتم عصبة، خذوا وأسكنوه بجانبكم وليمكث في قطعة أرض صغيرة.

فقالت الإبل: ولكن تلك الأرض ورثناها عن أجدادنا، وأن الخنزير لا يحبنا ويطمع منذ قديم الزمان في أن يأخذ كل الحظيرة له وحده.

فقال الثور: لا والله فهو كائن جميل رقيق ويحب الجميع، ويبحث عن السلام.

فوافقت الإبل والأنعام.

مَن الفائز في حرب المصالح؟  

ذهب الثور ومعه الثعلب إلى الدب والفيل وقالوا لهم: الآن أسكنا الخنزير أرض ما بين النهرين.

فقال الدب: مسمار جحا وأول مسمار في نعش الإبل والأنعام.

فقال الثعلب: نحن نبحث عن حقوق الحيوان، فأين الرحمه.

فقال الفيل: هو صراع بيننا إلى أمد الدهر.

فقال الثور: الآن سارت الإبل والأنعام على ضربنا تابعين لنا وتحت حمايتنا.

فقال الدب: ليس لديكم أصدقاء منذ فجر التاريخ، تعملون فقط لمصلحتكم الشخصية، أنتم تأخذون خير الإبل والأنعام مقابل الحماية، ولكنكم كاذبون فجر.

فقال الثور: الإبل والأنعام يمثلون أكثر من فصيل وأكثر من قطيع.

فقال الثعلب: هم متنازعون فيما بينهم وهذا خير لنا، نأخذ منهم ما نريد ونصنع لهم أعداء مثلكم لكي يطلبوا منا الحماية مقابل أي شيء آخر.

فقال الدب: يوماً ما سوف يستيقظون وينقلبون علينا جميعاً فعلينا أن نعمل سوياً.

قهقه الثور: الآن تريد تحالف، لا.

ذهب الثور والثعلب وهما فرحان منتصران.

فقال الدب: استعد يا صديقي اقترب اليوم الموعود

فقال الفيل: أنا دائماً على استعداد

قال الثعلب: استعد فهم ماكرون

فقال الثور: لا تخف يا صديقي، فنحن أكثر عصبة وأكثر سيطره على الإبل والأنعام.

عبرة وحكمة..

ومرت الأيام وظل الخنزير يأخذ قطعة أرض كل يوم حتى أن أصبح يمتلك الكثير والكثير، و ظلت الإبل والأنعام تطلب من الثور المساعدة خوفاً من الدب والفيل، وظلت الأنعام تتصارع فيما بينها بدلاً من أن تتحد ضد الثور والدب وبدلاً من أن تحمي أراضيها وخيراتها، فالاتحاد قوه.

فيديو مقال إسلام الهاشمي الحامدي، صراعات من أجل المصالح، قصة قصيرة.

أضف تعليقك هنا