الأستاذ الحسني : الشيوعية لم يحالفها الحظ في تشخيص الداء .

المشكلة الاجتماعية العالمية

كانت وما تزال المشكلة الاجتماعية العالمية من الصعاب التي تفاقمت مؤخراً فأصبحت موضع اهتمام الكثير من الأجناس البشرية من أفراد وبمختلف عناوينهم الاجتماعية و المعروف في الأوساط الاجتماعية و أيضاً فهذه المعضلة قد شغلت حيزاً كبيراً بين العلماء و الفلاسفة و أيضاً الأنظمة الجديدة في المفهوم العالمي في هذا المجال.

فمع ما أحدثته هذه الآفة الخطرة وما نتج عنها من مخاطر وخيمة على الواقع الإنساني و التي لا تحمد عقباها فقد سقطت تحت منظار التفكير النظامي للعديد من تلك الأنظمة التي أشرنا إليها سابقاً فكان النظام الشيوعي أبرزها وقد قدم الدراسات و أعطى المقدمات و الأدوات التي يظنها أصحابه بأنها تمثل الحيل الأنسب في علاج المشكلة الاجتماعية و أن ما أعطاه للإنسان يمكنه التخلص نهائياً على مظاهر الفساد الأخلاقي و الاجتماعي وفي الحقيقة نرى أن كل ما جاء به الشيوعي لا يختلف كثيراً عن كل الحلول التي ظهرت عند سابقيه ؛ لماذا ؟ لان وجه التشابه القائم في الفكر و العقل بينه و بين الذين جاؤا من قبله كلها تدخل في خانة واحدة لأنهم كلهم بشر فالعقل واحد لكن الأسلوب متعدد و المنهج متعدد فكانت النتائج مختلفة .

هل أفلحت الشيوعية  في القضاء على الأوضاع المتردية ؟

وهذا ليس بالغريب على مَنْ لا يمتلك العقلية الناضجة و المتمكنة في إدارة الأزمات و يمتلك أيضاً الاستيراتيجية الناجعة في الخروج منها و بأدنى الخسائر، فبسبب غياب الوعي المثقف عند الفرد و ميوله القريبة من تحقيق الذات و بناء الشخصية التي تؤمن بالحرية المطلقة و المتحررة من القيود سواء الدينية و العرفية و الاجتماعية ومع التقدم العلمي و التكنولوجي و ثورته التي جعلت منه سهل الاقتناء و الاستعمال فأصبح في متناول اليد ولكل مَنْ يرغب في ذلك فقد تأزمت الأحوال و كثرت وسائل الفساد و انتشرت بين الشباب مظاهر الانحلال و التميع و الإدمان على المخدرات و قضاء الأوقات الطويلة في دور الرذيلة و الانخراط في عالم الجريمة و الجريمة المنظرة للعصابات الإرهابية فقد تفاقمت المشكلة الاجتماعية إلى الحد الذي لا يُطاق .

فجاءت الشيوعية لتضع حداً لكل هذه الأوضاع المتردية يوماً بعد يوم لكن هل يا تُرى أفلحت في القضاء عليها نهائياً ؟ فعندما نبحث في قاله الباحثون في مجال الفلسفة و الدراسات العلمية للأنظمة الحديثة فقد نخرج بمحصلة نقف فيها على مواطن الخلل لتلك الأنظمة كالشيوعية ؛ لأنها أخفقت في علاج الأهم قبل المهم مما زاد في الطين بله وكما أشار لذلك المحقق الحسني في بحثه الفلسفي الموسوم فلسفتنا بأسلوبٍ و بيانٍ واضحٍ الحلقة الأولى فقال : ( فالعلاج الشيوعي و إن كان تتمثل فيه عواطف و مشاعر إنسانية أثارها الطغيان الاجتماعي العام، فأهاب بجملة من المفكرين إلى الحل الجديد غير أنهم لم يضعوا أيديهم على سبب الفساد ليقضوا عليه، و إنما قضوا على شيءٍ آخر : أ- فلم يُوفَّقوا في العلاج، ب-ولم ينجحوا في التطبيب ) . فالشيوعية قضت على حرية الإنسان المعيشية، فهو على منهجها قد حُرِمَ من حرية المعيشة و ربطتها بمفهوم هيئة معينة لا تتوافق مع ما يطمح إليه مع أن الحرية الاقتصادية هي من أساس الحريات التي أقرتها السماء و الدساتير الوضعية .

فيديو مقال الأستاذ الحسني : الشيوعية لم يحالفها الحظ في تشخيص الداء .

 

أضف تعليقك هنا