متى كان الجاهل يصلح لتقييم العالم ؟ تحديد الأعلم أنموذجا

بقلم محمد الخيكاني

من هو الجاهل؟

الجاهل وكما هو معروف عند أهل الاصطلاح: هو الإنسان العادي الذي لا يفقه شيئاً في العلم و القراءة و الكتابة، و ليس له خبرة كافية في أي موضوع أو قضية تطرأ عليه خلال مسيرة حياته، و الحال هذه فكيف يا تُرى يصلح أن يكون موضع ثقة الناس فيحدد لهم مَنْ هو الأعلم من غير الاعلم؟

الجهل و قضية اختيار الزعيم

فعلى ضوء ما ذكرناه نجد أنفسنا أمام قصة مهمة، و تفيد بالمقام لأنها ترتبط إرتباطاً كلياً بمصير الإنسانية، و لا تنحصر في نطاق ضيق، ففي قوله تعالى: (قالوا أنى يكون له المُلك علينا و نحن أحق بالمُلك منه ولم يؤتَ سعةً من المال) هنا يكون بيت القصيد فهؤلاء القوم هل يمتلكون المؤهلات المطلوبة في تعين الزعيم عليهم أو القائد ؟ ثم هل يمتلكون المعيار الصحيح في قضية اختيار الزعيم؟

نظرة الجهلاء الضيقة والقاصرة

فمن خلال التدقيق في فحوى كلامهم هذا نكتشف أنهم لا يملكون أبسط مقومات تعين الرئيس المناسبن، و جعله في المكان المناسب و يدل على أن نظرتهم ضيقة و قاصرة و تنحصر بالمادية البحتة و السطحية التافهة و تفتقر تماماً إلى المؤهلات التي يجب أن تتوفر في شخص الحاكم الذي سوف يقودهم في المستقبل لهذا كانت النتائج عكس ما كانوا يرجون.

في حين أن السماء قالت ( قال إن الله أصطفاه عليكم و زاده بسطةً في العلم و الجسم ) الآن لنقف هنا وقفة تأمل في المعنى الذي تشير إليه هذه الآية الكريمة فمن المعروف أن اختيار النبي و الإمام هو من حق السماء فقط، و ليس للإنسان أي دخل فيه.

المقياس الذي يظهر فيه العالم من الجاهل

العلم

فالمعيار في الاختيار هنا يكون أولاً على أساس العلم ولهذا نجد أن العلم هو المقياس الحقيقي الذي يظهر فيه العالم من الجاهل و تظهر للعيان أحقية صاحبه و القادر على الغوص في أعماقه و استخراج مكنوناته البلاغية و جواهره المعنوية و اللفظية.

القدرة الكاملة على قراءة الواقع

المستندة للأدلة العلمية الرصينة التي تؤيد أن مؤلفها يمتلك القدرة الكاملة على قراءة الواقع خير قراءة و له الإمكانية الفائقة في تحديد المصلحة العامة التي ترتبط بالمجتمع و الفرد معاً.

الإمكانات الواسعة

هذا بالإضافة إلى الإمكانيات الهائلة التي يتمتع بها في وضع الحلول المناسبة و الكفيلة في إخراج الأمة من شر يتربص بها و مكر يحيق بها طالما هو يتمسك بالعلم و يمتلك الأدلة العلمية التي تثبت أحقيته على الباقين و هو الأكفأ و الأصلح و الأجدر بالزعامة و القيادة نظراً لما لديه فضلاً عما قلناه من عبقرية الواسعة تجعله متقدماً على الباقين من حيث العلم و الدليل العلمي

الأستاذ الصرخي وعلمه

ولنا في الأستاذ الصرخي الحسني خير شاهد فهذه الشخصية قد عُرف عنها العلمية و عملها الدؤوب في نشر العلم و المعرفة و بناء الإنسان العلمي المتكامل، و الذي يستند في ذلك إلى الأدلة القوية و المتينة في محتواها العلمي و المعرفي و الفكري الذي بات يعجز عن مجاراته كل مَنْ تصدى للزعامة الدينية في العراق و حتى خارج العراق.

فليس كل مَنْ كنز الذهب و الفضة، و امتلك الأموال الطائلة، و حشد الملايين من حوله ليكون بهم قاعدة يغرر بها الآخرين فيستولي على زمام الأمور، و يطرح نفسه قديساً لكن الحقيقة لا تعدو أنه متقمص لرداء الزعامة و القيادة زوراً و بهتاناً؛ لأن حاله كحال الذين قالوا: (أنى يكون له المُلك ولم يؤت سعة من المال) الذين جعلوا معياراً للتمييز بين الجاهل و العالم فخسروا بذلك سعادة الدارين.

كتابه الفكر المتين

فها هو المحقق الصرخي دعا، وما زال يدعو كل علماء العالم بأن يطلعوا على أدلته العلمية، و لسنين طِوال بضرورة دراستها و وضع إشكالاتهم أو ردودهم العلمية عليها، و أولها كتابه الفكر المتين الذي ناقش فيه جُلَّ الأدلة المطروحة في الساحة سواء للأحياء أو الأموات فأبطل جميع ما فيها من أدلة و مباني ركيكة و ضعيفة لا تصلح أن تدرس في المراحل الأولى من الدراسة الابتدائية كي يعرف العالم أجمع مَنْ هو الأعلم في الساحة العلمية .

بقلم محمد الخيكاني

أضف تعليقك هنا