وأنا لا أرغب فى أن أكون أنت

المرأة والرجل

ياعزيزي، أنا لا أرغب في أن أكون أنت، ولا أسعي إلي أخذ مكانك ولا أن يكون لي صفة وأفعال ووظائف الرجل نيابة عنك.

دعنى أصدقك القول، أني أُشفق عليك من ذلك الثِقل الموضوع علي عاتقك. وتلك المسئولية التى تؤرق نومك وتأتيك فى أحلامك. والتى تحسب لها مئات المرات، فليست الصعوبة تكمُن فقط فى إتخاذ القرارات لكنها أيضاً فى تحمُل التبعات.

وحينما أرغب في مشاركتك ذلك العبء وتلك المسئولية، يكون هذا ليس فضولاً أو رغبة في تميُز مزعوم؛ ولكن إشفاقاً عليك من كل ذلك.

نعم أنه عبء المسئولية المُلقى عليك كرجل، خاصة عندما يجئ دورك كزوج ورب أسرة. بالطبع سنتشارك فى كل شئ. لكن فى النهاية وبطيب خاطر سأترك لك قيادة تلك الدفة وتوجيه سفينة الحياة.

صراع الأدوار

أتعلم ما المشكلة ياعزيزى فى صراع الأدوار الآن؟ أننا أصبحنا رجالاً أكثر من اللازم، فأصبح بحثنا عن رجالاً يفوقوننا رجولة! أننا نرثى لحالنا وحالكم فى تلك النقطة بكل أسف! فلقد أمضينا الكثير من الوقت نُكابر تعالياً وليس استغناءاً حقيقياً، فحيلنا الدفاعية تتصدر الموقف. وأصبح لمفهوم “المرأة القوية المُستقلة” Strong Independent Woman الكثير من التأويل إلى أن تشوه معناه الأصيل الحقيقى.

تلك المرأة القوية التى خُلقت لكى تكون مُعيناً نظيراً، وليس لكى يتحول بقاءها إلى صراعاً مريراً. تلك المرأة التى لا يتهدد وجودها بوجودك كرجل، ولا وجودك كرجل بدورها.

وقد يكون حديث البعض منا هو: نعم، أنا تلك المرأة القوية ولكن تلك القوة تُستمد من قوتك ووجودك كرجل. أنا تلك المرأة التي تستقوي بك، والتى تقول لك فى حديثها الداخلى: “لا تضعُف لأجلها.”

أنا تلك المرأة التى تريد أن تحتفظ بدورها كأنثى، وأن تحتفظ أنت بدورك كرجل. ليس فى هذا إِقلالا لأى منا. فأنا بالمناسبة نسوية. نعم أنا نسوية أؤمن بتكامل دورى بجانب دورك، ودورك يؤآزره دورى.  أريد أن أظل أنثي وتظل أنت رجلاً، يقوم كلانا بدوره بتمايز دون صراع تبادل الأدوار، ووهم القيادة والسيطرة! فلا أريد أفقد هويتى كأنثى فى طريق ذلك الصراع المحموم ولا تحت ضغط تلك الحياة. ولا أن تتكل أنت أيضاً على مفهوم القوة المُشوه.

عزيزى الرجل أريد وبعمق أن أظل أنثى بعينيك، وأن تظل رجلاً بعينيي. فأنا لآ أرغب فى أن أكون أنت.

فيديو مقال وأنا لا أرغب فى أن أكون أنت

أضف تعليقك هنا