أسرتك أمانة في عنقك

كيفية حل الخلل في الأسرة

قد تعاني بعض الأسر من خللٍ في علاقاتها الاجتماعية ، بسبب غياب رب الأسرة عن المنزل لساعات طويلة ، الأمر الذي يشكل صعوبة على عاتق الزوجة ، بسبب عدم قدرة رب الأسرة في التوفيق بين الحياة العملية والحياة الأسرية ، التي عادة ما تتسبب في وقوع خلافات قد تؤدي إلى الانفصال ، وتشتت الأبناء وضياع مستقبلهم ، فيكونوا ضحية ذلك الخلل في المنظومة الاجتماعية .

والتساؤل : كيف لرب الأسرة أن ينظم تلك الحياة الاجتماعية ، وأن يوفق بين حياته العملية والاجتماعية ليقوم بواجباته تجاه أبنائه وأسرته ؟

يمكنك قضاء وقتٍ ممَيَّزٍ مع عائلتك ، للتعبير عن الحب والتوازن العاطفي تجاههم ، حيث يسهم في بناء الثقة ، ويعزز من شخصية الأطفال نفسياً واجتماعياً ، وخصوصاً في ظل عالمنا الحالي الذي يتسم بالإيقاع السريع وجداول أعمالنا المزدحمة ، حيث تتزايد الأعباء على العديد من اﻵباء ، الذين يواجهون صعوبة في قضاء وقت مميز مع أطفالهم ، وبدافع الشعور بالذنب ، يعوض بعض الآباء عن غيابهم ، بشراء بعض الألعاب لأطفالهم ، وينفقوا قدراً كبيرا من المال ، وللأسف فإن هذا خطأ كبير .
فهل هذه المسؤولية والأمانة تجاه الأبناء ؟!

إن هذا السلوك ليس فقط بديلاً سيئاً عن أهمية وقت الأب ، ولكنه ايضاً يسفر عن مشكلة كبيرة في سلوك الأطفال من خلال تدليلهم المفرط ، فحينما يتم تلبية جميع ما يريده الأطفال ، فإنهم سريعاً ما سيفقدون الرغبة الملحة على النجاح ، وسيكسبون توجهاً يقضي بأن آباءهم مجبرون على توفير متطلبات حياتهم .

مسؤلية الأب والأم اتجاه الأسرة

لذا بغض النظر عن انشغالك أيها الأب أو مدى شعورك بالإرهاق بعد قضاء يوم شاق في العمل ، حاول قدر الإمكان أن تقضي على الأقل وقتَّا مُمَيَّزًا مع أطفالك ، لتعويضهم عن الحرمان الذي تعرضوا له في غيابك ، وشارك وخفف العبء عن تلك المرأة العظيمة التي تحملت وما زالت تتحمل المسؤولية والعبء الكبير في غيابك ، فإن لها حقوقًا مثل ما عليك واجبات ، ووجودها لا يقتصر على خدمتك ، ودورك تجاه أبناءك لا يقتصر على تأمين احتياجاتهم اليومية ، بل يعني لهم تحقيق السعادة والترابط الأسري .

لذا فإن مسؤولية الأبناء مسؤولية مشتركة بين الزوجين تقتضي قيام كل واحد بدوره ومسؤولياته ، لكي لا تختل تلك المنظومة الأسرية .

وهنا أختم بقوله صلى الله عليه وسلم :
( كُلُّكُمْ رَاعٍ ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ) .

عائلتك أمانة في عنقك ، فحافظ عليها من الضياع والتشتت .
وفقكم الله لما يحب ويرضى ، وحفظ لكم أبناءكم من كل مكروه .

فيديو مقال أسرتك أمانة في عنقك

أضف تعليقك هنا