الأهلي والمزاج العام

النادي الأهلي (تاجر السعادة)

استطاع فريق الكرة بالنادي الأهلي أن يتحكم في الحالة المزاجية للشعب المصري، لدرجة حملت جماهيره العريضة على وصفه بتاجر السعادة، الذي ينتشل عشاقه من بين براثن الضغوط الحياتية والمعيشية، حيث كانت كل مباراة يلعبها وجبة دسمة من الطاقة الإيجابية تجدد النشاط وتدفع إلى التجدد والإستمرار.

وبناءً عليه تعدى دور الأهلي من مجرد فريق يركل الكرة إلى موسيقار ماهر يعزف على مشاعر الناس ليخرج منهم أفضل ما فيهم، ومن هنا تجلت مسؤوليته كناد رياضي عن الإتزان المزاجي لقطاع كبير من الشعب المصري.

مجالس إدارات النادي الأهلي على مدار تاريخه كانت تضع الأولوية الأولى لهذا البعد الإجتماعي لذلك تضاعفت جماهير الأهلي وأصبح صاحب الشعبية الأولى في مصر والوطن العربي وأفريقيا، وتشكلت عقيدة عند كل مشجع أهلاوي في كل مباراة أن الأهلي يلعب للفوز، ولا احتمالية لخسارته إلا في أضيق الحدود وفي ظل ظروف استثنائية.

تراجع الأهلي

حتى تدخل (البيزنس) فرأينا الأهلي يخسر نهائيين متتاليين في إفريقيا أحدهما بالثلاثة، ورأينا الأهلي يخسر في افريقيا بالخمسة، ورأينا الأهلي يخسر ذهابًا وإيابًا من فريق حديث بالدوري، نعم رأينا العملاق ينكمش في إدارته وتدريبه وتعاقداته ونتائجه، ولأول مرة نرى تعديات سافرة عليه من أفراد كانت أقصى أمانيهم المرور من أمام بوابته.

دور الأهلى في إسعاد الناس تراجع بشكل حاد مع مجلس الإدارة الجديد، ولا شك أن لذلك أسبابًا كثيرة تراها كل الجماهير ويأبى مجلس الإدارة أن يُعيرها اهتمامًا.. أولها أن النظام العتيق في الإدارة يحب أن يتطور بتطور الزمن وأن يتجدد بطاقات خلاقة قادرة على الإبداع والتفكير خارج المألوف والمعهود، فما كان في زمن صالح سليم كان يصلح له تمامًا ويتناغم معه ولكن لا يصلح مع غيره لأنه الشخصية مختلفة والكاريزما مختلفة والأسلوب مختلف.

الذين سمحوا بتشكيل روابط تلعن في شيء ولا تحترم أي شيء و التي لا سقف لها ولا حدود لا يصلحون لإدارة ناد كبير بشعبية جارفة بمسؤولية اجتماعية ضخمة، وبالتالي يجب الإعتراف بهذا والتوجه إلى التطهير ليعود الأهلى كمصدر متألق لإسعاد الناس، فمثلي لم ير همًا قد أصاب جماهير الأهلى كالهم الذي أصابها الآن.

فيديو مقال الأهلي والمزاج العام

أضف تعليقك هنا