الشيخ اليعقوبي في ميزان وصايا الصدر والهروب من مأزق الأصول

بقلم: حبيب الخزعلي

 المولى محمد الصدر وعلم الغيب

الحلقة_الإولى :

لايخفى إن السيد الشهيد المولى محمد الصدر الثاني ( قدس سره الشريف )، قائد إسلامي ومرجع رباني وعالم عرفاني أدرك كثيراً من الأمور التي هي كانت غائبة عن أذهان الكثير من الناس ولكنه ( رضوان الله عليه ) يتكلم بلغة المستقبل، وكأنه يدرك ويعلم ما سيكون بعده وهذا هو التسديد الغيبي من الإمام المعصوم له ( قدس سره ) واضح وجلي وليس كما يفهمه البعض بأن هذا هو علم الغيب المنحصر بالله تعالى وقد أشركنا الصدر معه كلا وكلا فهناك فرق بين التسديد الغيبي من قبل الإمام المعصوم (عليه السلام) لنائبه بالحق وبين علم الغيب وليس هذا هو موضع البحث..

لذلك فعندما أسست مرجعيته و التي أصبحت هي المرجعية الحقيقية القائدة للأمة فإنه أدرك صنفين من الأعداء الظاهريين والباطنيين الذين يرومون تهديم تلك المرجعية، لأنها لا تخدم مصالحهم الذاتية وكذلك لانه مرجعيته ستكون حجر عثرة امام مشاريعهم ومنافعهم ومكاسبهم ، فإنه أدرك من جانب إن هناك عناصر انتهازية تنتهز الفرصة لكي تتربع على مكان المرجعية الصادقة وتحكم بأسمها وتقود الناس بظلها وهي غير مستحقة لهذا المكان ولكنها تتصدى لتحقيق أغراضها ومنافعها الخاصة، ومن جانب آخر قد حدد المولى الصدر (قده) الطريق العام الذي تختار الأمة من خلاله المرجع الصحيح وتميزه عن المرجع المزيف أو الغير مؤهل لقيادة الأمة وهم الأعداء الظاهريين ،لذلك قد وضع سماحته ضوابط ومقاييس شرعية يمكن للمجتمع أن يحدد من خلالها المرجع الحقيقي الذي يمثل مدرسته العلمية ومنظومته الفكرية ،لذلك اشار (رضوان الله عليه) في محافل كثيرة لهذا الأمر

المولى الصدر في لقاء الحنانة

ومن بين هذه المحافل هو لقاء الحنانة والذي قال فيه :
( كل من ليس له أصول اعزلوه.. والذي لم يدرس مطالب وأصول أبي جعفر ليس له مرجعية وليس له إن يدّعي المرجعية )،فانظر إلى بلاغة هذا الكلام و إلى بعده واستشرافه للمستقبل فإن كثرة الدعوات للمرجعية والقيادة للأمة كثيرة وكثيرة ،ولكن كل من ادعى على الأمة إن تضعه على هذه القاعدة وتنظر إليه هل درس وفهم مطالب وأصول أبي جعفر ،وهل لديه أصول أم انه مدعي فقط ، فإن كل من ادعى المرجعية وليس له أصول ولم يفهم مطالب وأصول أبي جعفر على الأمة إن تعزله كائنا من كان وتنبذه ولاتقبله أن يكون مرجعاً ويتسلط عليهم، لانه غير صالح للمرجعية وغير مؤهل لقيادة المجتمع فضلا عن الأمة، لأن أصول أبي جعفر وكما يغفله البعض هو الطريق السليم والخط المستقيم والصراط القويم الأقرب لخط وفكر ومنهج الإمام المعصوم (عليه السلام)،وذلك للحفاظ على سلامة الشريعة من الإنحراف والزيغ وكذلك لأنقاذ وخلاص الأمة من السفال والهلاك وإدراكاً منه ( قدس سره ) لظروف المستقبل حدد المرجع الذي يقود الأمة ويجب على الأمة إن ترجع إليه..

 رأي السيد الصدر واليعقوبي بعلم الأصول

ولكن نستغرب بعض الأصوات من هنا وهناك لمدعي الإجتهاد والمرجعية وممن يمثلون هذا الخط ومدرسة السيد الصدر (قده) قائلين بعدم الأعتراف بعلم الإصول أو إن علم الإصول كباقي العلوم وليس له مدخلية بالاجتهاد ولا بوظيفة المرجع الإستنباطية إلا إن السيد الصدر يقول بأن الإصول هو بمثابة الروح لجسد علم الفقه أو علم الإصول والفقه يمثلان النظرية والتطبيق ،وإنموذجا للقائلين بهذا الكلام هو جناب الشيخ اليعقوبي، واليعقوبي كما يعرف عنه أحد أبرز طلبة السيد الصدر ومن يدرس عند السيد الصدر لاشك يكون فاهم ومتولع بعلم الإصول ،بل ومن المدافعين عن كل من يرفض أهمية الإصول في عملية الإستنباط الشرعي لان الإصول هو عبارة عن قواعد ونظريات يعتمد عليها الفقيه في العملية الإستنباطية، وهو القائل : ( إلحاق باب الاجتهاد والتقليد بالأصول مع أنه فقهي محض )، انظر بالرغم من اعتقاده بأن الاجتهاد والتقليد قضية فقهية ولكنه يقول يلحق بالإصول وإن لم كان يستعرض اهميته إلا إنه يقول لايمكن الأستغناء عنه .

بقلم: حبيب الخزعلي

نستغرب بعض الأصوات من هنا وهناك لمدعي الإجتهاد والمرجعية وممن يمثلون مدرسة السيد الصدر (قده) قائلين بعدم الاعتراف بعلم الإصول أو إن علم الإصول كباقي العلوم وليس له مدخلية بالاجتهاد ولا بوظيفة

 

أضف تعليقك هنا