بقلم: ندا الشيخ
يخطأ من يظن أن المصريين القدماء امتلكوا فقط المهارات الهندسية المعمارية التى ساعدتهم على تشييد و بناء الأهرامات و المعابد و لكن توصلوا إلى العلوم المختلفة و التى منها ممارسة الطب و محاولتهم التعافي من الأمراض التى تصييب الإنسان.

صورة عمرها أكثر من 4000 سنة لعملية جراحية أجراها المصريين القدماء على الأسنان و الفك و كان أقدم طبيب أسنان هو ” حسى – رع ” وزير الملك زوسر
أول من عرف الطب
المصريين القدماء هم أول من عرفوا الطب بمعنى أدق هم (أبو الطب ) و ليس أبو قراط اليونانى ، فقبل أبو قراط قام المصريين بأخطر و أدق العمليات الجراحية و قد ساعدهم فى ذلك العلم و التقدم. هم أول من عرفوا كتب الطب و الروشتات و ذلك ما ذكرته البرديات التى وصلت إلينا و تشخص لكل مرض الدواء اللازم له مثل بردية ” كون” التى تكاد تكون خاصة بالأمراض النسائية، و بردية “إدوين سميث” التى تختص بالأمراض الجراحية، و بردية “إيبرس” التى أكثر موضوعاتها فى الطب الباطنى و العقاقير الطبية و أمراض القلب و التشريح.
بردية إيبرس
و تذكر بردية إيبرس الكثير من الأمراض و تصف لها الدواء و منها:

- النعناع “منعش و يمنع حالات القئ”
- الثوم “يعطى النشاط و الحيوية و يساعد فى عمليات الهضم، ملين لطيف”
- نبات الحلبة “فى حالة وجود مشاكل صدرية أو التهاب”.
الأمراض التي عرفها المصريين القدماء
عرفوا الأمراض العقلية التى تصفها لنا بردية إيبرس بالتفصيل و أسباب علاج الاضطرابات العقلية مثل الإكتئاب و اعتقد المصريون القدماء أن سبب الأمراض العقلية هو مزيج من القنوات المغلقة و تأثير الأرواح الشريرة و الألهة الغاضبة، احتوت البردية على قسم خاص بتحديد النسل و كيفية معرفة إذا كانت المرأة حاملا أم لا. كما شملت أيضا مجموعة من نصائح حول مشاكل (الأسنان ، العيون، الأمراض المعوية، الطفيليات) .
كما تمكنوا أيضا من كيفية علاج الورم جراحيا و الخراج و علاج الحروق و العظام المكسورة و استخدموا الضمادات و ربطوا بعض النباتات مثل أوراق الصفصاف لعلاج الالتهابات كما عرفوا الأطراف الاصطناعية و تعويض الأعضاء المبتورة بأخرى اصطناعية مصنوعة من الخشب و الجلد.

ختاما: نذكر أن تطور الكتابة الهيروغليفية و براعة المصريين فى حفظ الجثث (المومياوات) ساهم بشدة فى وصول أعمالهم الطبية لنا و اكتشافها فى هذا العصر.
بقلم: ندا الشيخ