لا نحتاج مساجد للصلاة نحتاج مستشفيات للإستشفاء

لا نحتاج مساجد للصلاة نحتاج مستشفيات للإستشفاء،

استطيع الصلاة في بيتي ولكن لا استطيع العلاج فيه.

قلة المشفيات 

تمر الأيام وأنا أتجنب الكتابة عن هذا الموضوع؛ والأفكار تلح على ذهني وتأكل مخيلتي تباعًا كلما فكرت في معضلة الصحة، وفي الجرائم الخفية التي تحصل في المستشفيات يوميًا، ويذهب ضحيتها الكثير من المرضى نتيجة الخصاص الحاد في الأطر الصحية والمعدات والوسائل الطبية، بالإضافة الى غياب الإمكانات الكافية في مستشفيات القطاع، إذ يتم تأجيل موعد العملية مما يزيد من سوء الحالة الصحية، إلى جانب حاجة الكثير من المرضى الى الأدوية التي نادراً ما تستطيع إيجادها والحصول عليها.

معاملة المستشفيات للمرضى

” %75 في المائة من المستشفيات لا تحترم المعايير المعتمدة من قبل المنظمة العالمية للصحة و أضحت عبارة عن جدران وسخة فارغة من أي معدات طبية لا يمكن أن تكون ملجأً للمرضى بل فقط مرتعاً للكلاب و القطط و المتسولين ”
تقرير المنظمة العالمية للصحة.
اولا أعتذر لأني لا احترم مشاعركم في كتاباتي ولكني احترم عقولكم؛

السبب في كثرة المساجد

سألت نفسي عدة مرات: ما الذي أفادتنا به كثرة بناء المساجد المتقاربة ذات التصميمات الفارهة والمكلفة و الأجساد ينهشها المرض! الصلاة التي تقوم بها في المسجد هي نفسها التي تقوم بها في منزلك لأن الله لا يحتاج لأماكن فاخرة كي يُعبَد فيها، بل يحتاج لقلوب صادقة، حيث كان الرسول يصلي في أماكن بسيطة، وكان يوزع الغنائم على الفقراء، ولا يستثمرها في بناء المساجد، وعليه فأنا أجد أن إيواء الفقراء وبناء المستشفيات والمدارس والاهتمام بالإنسان صحياً واجتماعياً أهم من المغالاة والمفاخرة في بناء المساجد، كما قال د.خالد منتصر” يذهب الاب للمسجد فيجد 20 جهازا تكييف بينما يبحت عن حضانة لإنقاد طفله في 20 مستشفى فلا يجد!.

مقارنة بين المسجد والمشفى من حيث التكلفة

بدلاً من أن يكلف بناء المسجد المبلغ بأكمله ويذهب على زخارف وإضاءة باهظة الثمن، ممكن الاستعاضة عنها بمبلغ أقل واستغلال المبلغ المتبقي لبناء مستشفى مثلاً أو مستوصف أو عمارة سكنية لستر بعض العائلات المشردة، وهذا عمل خيري سيعود بالدعاء والمنفعة على صاحبه ولأن لقمة تضعها في بطن جائع خير من بناء ألف جامع ،فما بالنا بمريض لا يمتلك قوت يومه.

المساجد الإسطورية

يقول الاستاذ رشيد ايلال “لدينا مساجد فاخرة بمكيفات وزخارف وزرابي مبثوثة في احياء عشوائية متهدمة تفتقد لأدنى شروط العيش الانساني، ومنازل العيش فيها اقرب الى الجحيم في الصيف والزمهرير في الشتاء، ومدارسها ومستشفياتها على قلتها لا تصلح الا لتكون مكب نفايات، الحمد لله ما اقوى إيمانك يا وطني فقد ضحيت بكل شئ من اجل المساجد”.
ضحى إيمان الوطن بكل شئ من اجل المساجد ..
لأن هناك خلل في المعيار الأخلاقي لذا عقل المسلم واضطراب خطير في فقه الاوليات لديه نتيجة التربية الدينية الفاسدة التي تلقاها منذ صغره وهو ايهما أولى : بناء مسجد أم مستشفى؟
هل يؤدي أموال الزكاة لتخصيص مكان للصلاة أم بناء مستشفى توفر العلاج للمرضى البسطاء؟

فيديو مقال لا نحتاج مساجد للصلاة نحتاج مستشفيات للإستشفاء

أضف تعليقك هنا