مصيدة

بقلم : سناء جبار

سهرة لطيفة

وسط سهرة لطيفة مع اصدقائها المحترمين من الشخصيات المرموقة والمعروفة،  كان يدور الحديث حول العلم والشعر والادب ..

تذكرت انها لم تأخذ حبوبها المسكنة ومجموعة الفيتامينات التي لا تفارقها بسبب حالتها المرضية.

فأنزوت لإحدى زوايا الصالة بهدوء وأخذت كأس الماء واخرجت الحبوب من حقيبة يدها.

علقت قطع النقود بشريط الحبوب فأخذت وقتا إضافيا لإعادتها وترتيبها داخل الحقيبة..

ابتلعتها بسرعة وعادت إلى مجموعة الأصدقاء لتلاحظ ان الحديث بدأ يأخذ منحى آخر

فقد كان المضيف يتحدث عن نوع جديد من المخدرات نزل للسوق حديثا!

فتساءل احدهم عن اسمه الحركي وعلق آخر وبدأ شغف من نوع لم تكن تعهده بين هذه المجموعة ..

ثم التفت اليها المضيف وبادرها: ماذا تأخذين انت؟

أجابت بارتباك: لا شيء انها حبوب مهدئة فقط

بدا كأنه لم يصدق كلامها وعاد يحدث أصدقائه المتلهفين لمعرفة المزيد: سأريكم كيف يعمل هذا النوع الجديد إذ بعد ان تستنشقه بدقائق ستجد ان كل الاشياء تتراقص من حولك وستستمع صوتا كهذا…..

وبدأ يدق على أحد الأبواب بخفة يد

وما ان تفتح له حتى تطير عائما في الفضاء ، التفت لأحد اولاده : هات لي إحداها

انطلق الشاب وجاء بسرعة بشيء ما يشبه قلما صغيرا كما لو أنه كان قد جهزه لهم سلفا..

بدأت ترى صديقها المضيف ذو الشخصية المرموقة في مجتمع المثقفين بوجه لم تعهده او حتى تتخيله يوما

المضيف هل هو مدمن؟ او مروج؟

هل هو مدمن؟ او مروج؟

ام مصنع؟ ام لعله تاجر؟

بولاعة سجائره اشعل طرفها فانطلق دخان غليظ سرعان ما انتشر بجو الصالة ما كادت تستنشقه ولم تنتظر حتى  وضعت كفها على انفها وانطلقت مهرولة إلى الشارع..

توقفت بعد ان عبرت الشارع الذي يضم ذلك المنزل الموبوء تفكر وتتساءل فيما بينها وبين نفسها: ترى ما كان سبب دعوتها لهذه السهرة ماذا وراء تجمع أصدقاء كنت اظنهم محترمين؟

على بعد امتار لاحظ أحد عناصر الشرطة الذين كانوا يرصدون الشارع بدقة على ما يبدو ، حالتها المريبة

اقترب منها متفحصا ..

وقبل ان ينبس ببنت شفة باردت بسرعة بإخباره عن كل شيء.. واخذته الى المكان لتشير له على البيت المقصود وقبل ان تصل لركن البيت قابلهم احد المسلحين واطلق فوق رؤوسهم اطلاقات اشبه ما تكون بالألعاب النارية.. شمت من دخانها المنتشر بالجو نفس رائحة الدخان الذي أطلقه ذلك الشيء داخل بيت المضيف.

حذرت الشرطي وركضت بكل سرعتها مبتعدة عن المكان حتى وصل بها الأمر ان تحبو على أربع بعد ان خارت قواها بسبب ما استنشقت من دخان المخدر العجيب.. بدت سيارة الشرطة المتوقفة في بداية الشارع بعيدة عنها.. ورؤية عينيها بدأت تضعف والصور تتموج، لكن كان همها الوحيد هو الوصول لتلك السيارة مشرعة الابواب فتجلس فيها وتغلقها على نفسها……

بقلم : سناء جبار

حذرت الشرطي وركضت بكل سرعتها مبتعدة عن المكان حتى وصل بها الأمر ان تحبو على أربع بعد ان خارت قواها بسبب ما استنشقت من دخان المخدر العجيب.

 

أضف تعليقك هنا