السعادة تبحث عن كل من يبحث عنها.

إذا بحثت في الدائرة الاجتماعية التي تعيش فيها من أقارب ومعارف وجيران وزملاء وهكذا ، نادراً أن تجد منهم أحد يقر انه يعيش في سعادة وراحة دائمة ، فلابد أن تجد عند كل شخص بعض المشكلات التي تؤرق عليه حياته، فمها كان رأي الناس في أي شخص أنه سعيد وتمنوا أن يكونوا مكانه ، إذا تحدثت إليه تجد عنده ما يجعلك تشكر ربك علي النعم التي تعيش فيها.

السعادة لايوجد لها مقياس معين

وذلك لأنه لا يوجد مقياس واضح للسعادة ، فكل انسان يري السعادة من منظور خاص ، عادة يرتبط بالشيء الذي يحلم بتحقيقه ، فهناك من يري السعادة في المال ، وهناك من يري السعادة في الأبناء ، أو في الجمال ، الشهرة ، المكانة الاجتماعية ، الحب الحقيقي ، تكوين اسرة …. الخ، ولكن الأغلبية تري أن السعادة مرتبطة بعدة اشياء مما سبق ذكرها  بنسب تختلف من شخص للآخر.

الموضوع الذي يدعوا للتعجب دائماً أن هناك اشخاص تمتلك كل ما سبق ولا تعرف شيء عن السعادة وراحة البال ، وغالباً ما تجد الانسان منا يجاهد في حياته للوصول لحلم معين ، معتقد أنه إذا حصل عليه ستختلف حياته كلياً ويحيا حياة السعادة والراحة، ولكن بمجرد تحقيق الحلم تجد أن هناك عدة أحلام غيره قد ظهرت أمامه وأصبحت ضرورية، وبذلك يظل الإنسان يدور في دوائر مغلقة حتى يفيق علي اقتراب الأجل وضياع أجمل أيام عمره.

لماذا بعض الناس سعداء وبعضهم لا؟

أنا أعلم تمام العلم أن هذه سنة الحياة ، وان كل انسان مطلوب منه السعي الدائم للوصول لأفضل مستوي ممكن اجتماعياً ومادياً ، ولكن ببعض التفكير ، ما فائدة كل هذا إذا لم يستمتع الانسان بحياته ؟ ولماذا نجد بعض النماذج من البشر لا يملك أي شيء ومع ذلك سعيد ؟ وآخر يملك من الحياة الكثير وإذا اطلعت علي حياته تعتبر أنه في حكم الميت؟

السعادة نصنعها بأنفسنا

من وجهة نظري بعد قراءات كثيرة، أن السعادة موجودة عند كل واحد منا، خلف العينين التي تقرأ أو تقرئي بها هذا المقال الآن ! ، نعم هي في رأسك، السعادة نصنعها بأنفسنا، يمكننا ان نحول كل لحظة نمر بها إلي لحظة مميزة ، وان نستمتع بكل يوم وكل نعمة من نعم الله التي أنعم علينا بها ، صدقوني ( السعادة تبحث عن كل من يبحث عنها).

لا تؤجل سعادتك واستمتاعك في الحياة من أجل شيء ، لا تنتظر الشقة الجديدة أو السيارة الجديدة أو الوظيفة الجديدة، لا تنتظر حتي ينهي أطفالك دراستهم ، فأنت في الحياة الحقيقية، وفي الحياة الحقيقية كل منا يدور في ساقيته حتي يحين الاجل، فلن يأتي اليوم الذي ستجد فيه كل شيء أصبح في أحسن حال ولا يوجد المزيد لتنتظره أو تحققه، لان طبيعة الانسان هي البحث عن الكمال دائماً ،أو أقرب شيء إليه، رغم علمنا تماماً ان الكمال لله وحده.

إذا لم يقنعك كلامي بشكل سهل، فيجب أن تقتنع بالطريقة الصعبة، اذهب لأحد المستشفيات وشاهد كم مريض يتمني أن يقف دقيقة واحدة علي أقدامه مثلك، اذهب إلي السجون وتحدث مع أحدهم لتري كم يتمني ان يعيش حر ليوم واحد كالأيام التي تضيع منك وانت عابث الوجه، تحدث إلي فقير معدم وادخل بيته لتري كم يتمني وجبة واحدة من التي تلقيها في المهملات لأنها من الأمس، إذا ظللت اذكر أمثلة كهذه فلن يكفيني كتاب وليس مقال ، وجميعنا يعلم ذلك.

نصيحتي، جرب ان تلقي جميع الافكار والمشاكل والالتزامات والاقساط وكل الماديات، وكل مشاعر الكره والغضب والتعصب والحسد و كل مشاعر سلبيه، القي كل هذا بعيداً عنك، وابدأ يومك بابتسامة مشرقة في وجه كل من تقابله ، وردد طوال اليوم، إن اليوم يوم سعادتي ولن يعكر صفوي شيء، استمتع بصحتك، بأولادك ، بزوجتك أو زوجك، بمن حولك من أصدقاء، بأسرتك ، استمتع بكل شيء مهما كان بسيط ولو بالجلوس في شرفة منزلك وانت تحتسي الشاي ، إذا أعجبك الامر ، حاول تكراره كلما سنحت لك الفرصة وستشعر بالتغيير أكيد مع العلم ان كل يوم وكل ساعة وكل لحظة تمر بك لن تتكرر مرة أخري في حياتك القصيرة وسوف تمضي للأبد .وتذكر دائماً ( السعادة تبحث عن كل من يبحث عنها).

فيديو مقال السعادة تبحث عن كل من يبحث عنها

أضف تعليقك هنا