المعلم الأستاذ وبيان الاستخدام الصحيح للحرية الفكرية

العلم والحصانة الفكرية ليست حكراً على أحد

العلم بمختلف أشكاله وألوانه، والحصانة الفكرية بمختلف اتجاهاتها ليس حكراً على أحدٍ، بل كلاهما من إبداعات السماء اللامتناهية وبضاعة كلهما مطروحة في الطريق ومتاحة لكل مَنْ أراد أن ينهل من فيوضاتهما العريقة، فأبواب العلم و المعرفة مفتوحة أمام جميع أبناء البشر وكل فرد له الحق بأن يتزود من معينها وينهل من عطاءها الذي يمكن أن نشبهه بالبحر الواسع لو صح التعبير.

كذلك هو الفكر فلكل فرد الحرية المطلقة بأن يختار أي فكر يراه صائباً صحيحاً يتماشى مع معطيات العقل و المنطق السديد، فهذه المقدمة البسيطة هي من البديهيات التي لا تحتاج إلى المؤونة الثقيلة في التعاطي معها أو بذل الجهد الكبير في سبيل الغوص في أعماقها.

لنتأمل في حقيقة العلم والفكر، ماذا نجد؟

فلو تأمل الإنسان قليلاً في حقيقة العلم و الفكر لوجد أن هاتين المفردتين هما من وضع السماء وهما وجدا أصلاً ليكونا كالمعين له و الأداة القادرة على التمييز و فرز الصالح من الطالح، للتمييز بين مَنْ يقول الصدق و الحق و بين مَنْ يدعي الأطروحة الصادقة، فبالعلم و الفكر نكون على قدر عالٍ من الحكمة و الدراية في معرفة طريق الصلاح.

ويمكننا أيضاً أن نميز قادة طريق الصلاح و الإصلاح الحقيقي الذي يستمد رونقه من وحي ديننا الحنيف فهو يُعد بذلك من الامتدادات الطبيعية لأنوار شريعتنا المقدسة، فكم يا تُرى أقوام خسرت نعيم الدارين بسبب حماقتها و جهلها و اغترارها بزخارف الدنيا و زينتها الفانية ؟ و كم من أقوام تركوا العلم و انجروا خلف الأهواء المُضلة ؟ و كم من أناس أتبعوا الشهوات و أطاعوا أهل النفاق و الشقاق أهل الجهل و التخلف و أضاعوا العلم و العلماء الأعلام و الفكر و الأفكار الصالحة فتقطعت بهم السُبُل و أصبحوا أحاديث و موضع أمثال و عبرة لغيرهم؟.

العلم سلاح الإنسان أمام تحديات وأحداث العصر

فالعلم سلاح الإنسان أمام تحديات العصر وما يجري فيه من أحداث سلبية تنذر بخطر عظيم و فتنٍ لا رحمة فيها نارها تأكل الأخضر قبل اليابس فلا تفرق بين الشيخ الكبير و الطفل الرضيع الكل أمام نارها المستعرة سواء ولا نجاة لأحدٍ من سعيرها إلا بالعلم و المعرفة و الفكر المستقيم، فالحصانة العلمية و الفكرية وسط تلك الأهوال المتقلبة هما كسفينة النجاة و سبيل الخلاص الأمثل.

رأي المعلم الأستاذ الصرخي بأهمية دور العلم والحصانة الفكرية

وقد شدد المعلم الأستاذ الصرخي على أهمية دور العلم و الحصانة الفكرية في إنقاذ المجتمعات الإنسانية جاء ذلك في رسالته الاستفتائية رقم ( 15) قال فيها : ( لا يمكن سد باب العلم، ولا يمكن حبس و اضطهاد الحرية الفكرية، ولكن يمكن فرز الأطروحة الكاذبة أو المشتبهة عن غيرها بواسطة إتباع المكلف للدليل العلمي الأخلاقي الشرعي، و عدم إتباع أهل الدنيا و سادة النفاق أعداء الإمام المعصوم – عليه السلام – الذين تصفهم الروايات بأنهم أشر أهل الأرض منهم تخرج الفتنة و إليهم تعود، فاستعمل عقلك بحكمة ، و موعظة حسنة، و كن في طريق إمامك وفي نصرته، و أثبت على ذلك تكن على خير و سداد . ).

فالعلم نور و الجهل ظلام، و الفكر وحي الاستقامة و الخير و السداد، بالعلم حلاوة العيش الكريم، و بالفكر بريق الأمل السعيد، فالعلم و الحصانة الفكرية خير سلاحٍ في زمن تكالبت فيه ذئاب الجهل و التخلف و الكفر و الإلحاد و التكفير و الإرهاب على البشرية جمعاء .

فيديو مقال المعلم الأستاذ وبيان الاستخدام الصحيح للحرية الفكرية

أضف تعليقك هنا