اهرب..لقد اكتشفوا الخدعة

الحظ هو تلك النافذة المشرعة دائماً لتؤمن لنا الهروب الأفضل عند كل فشل، فجملة واحدة تبقى ملتصقة بشفاهنا عند كل انكسار “إنه الحظ العاثر يا عزيزي” ولكن هل سألنا أنفسنا يوماً كيف يصبح الإنسان محظوظاً أو منحوساً ربما؟ وهل نستطيع التغلب على لعبة المصائر لنصنع قدرنا الخاص؟.

هل الحظ هو ذريعة كافية لتبرير فشلنا؟

الجواب هو :”طبعاً لا” لأنه في اللحظة التي نقرر فيها القيام بذلك سنغلق النافذة وتنتهي اللعبة وسنثبت للجميع أننا أشخاص فاشلون وهنا تنقلب الحسابات رأساً على عقب، يستطيع الإنسان أن يكذب على غيره كثيراً، والأمر الرائع أن الكثير منهم سيصدقونه فهو شخص يتمتع بمهاراتٍ رائعة إلا أنه يمر بحظٍ سيىء “لم يكن اليوم يومه” وينتهي الأمر بك بطلاً خرج منتصراً في أعين الناس إلا أنك ستبقى فاشلاً مهزماً بعين نفسك، أنت خسرت لسبب ما غير الحظ. فإما أن تجد هذا الخلل بتصلحه أو أن تتزرع مئات المرات بحجة الحظ وعندها لن يصدقك أحد.

أنا أؤمن بالحظ كثيراً، ولكنني أؤمن أن الحظ لا يأتي للكسالى والأغبياء .فهذه الدنيا تعطي الجميع فرصاً للفوز ولكن المجتهد حقاً والواثق من نفسه هو الوحيد من يستغلها، وهو الوحيد يمسك نجمه بيديه فقط لأنه أراد ذلك، ىلا يمكن للحظ وحده أن يتوجنا أبطالاً ولا يمكن أن يصنع منا نجوماً لامعين، إنه فقط فقط هدية صغيرة من الله ليكافئك بها على عملك فأنت خير من يستحق هذه الهدية.

من هو “تسوموتو ياماغوتشي”؟

لقد خلّد التاريخ اسم تسوتومو ياماغوتشي على أنّه الأكثر حظاً في التاريخ. كان الشخص الوحيد الذي نجا في الهجومين النوويين على اليابان حيث كان في رحلة عمل في هيروشيما عندما وقع الهجوم النووي، وعلى بعد 3 كيلومترات فقط من الانفجار، احترق جسمه بشكل خطير لكنه عاش بعدها وتعالج، وبعد ثلاثة أيام عاد إلى مكان عمله في ناغازاكي حيث وقع الانفجار الثاني لكنه بقي حياً رغم كارثتين نوويتين لم يشهد التاريخ مثلهما، إنه الحظ دون تفاسير أخرى، ولكن هل يمكن لسرعة بديهته وحسن تصرفه السريع في مواقف شائكة كهذه دور في نجاته العجائبية؟.

ربما ستوافقني الرأي وربما ستمر على كلامي هذا مرور الكرام، إلا أنني تعلمت أن الفرص ما هي سوى ثمارٌ قد نضجت على أشجار الأيام، فهنالك أشخاص يمرون عليها وأعينهم في الأرض يبحثون عن فرصتهم بين الثمار الفاسدة وهناك أشخاص قرروا أن يرفعو رؤوسهم ليقطفوا الثمرة التي تحلو لهم، والآن قل لي هل أنت إنسان محظوظ؟

فيدو مقال اهرب..لقد اكتشفوا الخدعة

أضف تعليقك هنا