توصيف الواقع

بعض المصطلحات المتداولة عند بعض المتدينين في واقعنا اليوم

نسمع دائما بقوالب أعدت وصممت في معامل المتدينين، طالما ترددت على مسامعنا، تنطق بها أفواههم، وتعج بها مقروئاتهم فمن تلك الدرر وجميل الكلم وعظيم الخطب:

  • احتاط لدينك لا تقع في الشبهات
  • حذاري من قراءة كتب المفكرين والزنادقة والفلاسفة الضلال
  • مطالعة كتب الديانات الأخرى حرام
  • عليك باقوال العلماء المعتبرين
  • لست أعلم ممن سلف هذه الامة
  • لا تجتمع الأمة على ضلالة
  • أجمع العلماء والفقهاء
  • النقل مقدم على العقل…وهلم جرا
    حجتهم في ذلك ألا يتزعزع دينك ومعتقدك.

القناعة شيئ يكمن في أنفسنا وليس مفروض علينا 

فمن حقائق الأمور ان القناعات شيء يكمن في النفوس ولا يتسنى لأي قوة في العالم ان تفرضها على شخص او تسلبها منه، إذن فالقناعه اختصاص رباني له مطلق الحكم في تغييرها وتحويرها اذا شاء، وقد خاطب سيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم – انك لاتهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء.

بعض الآثار التي يخلفها الفكر السلبي لبعض المتدينين 

خوفهم الغير المبرر من تهويل الأمر وتكبير صورة الخوف مرات عديده من قبل المتدينين على رؤى وأفكار النشء فكان جوهر تأثيرهم ومناط حصيلته،
خلق جيل هش، مرتاب متزعزع الثقة، رسمت في ذهنه الواعي، صورة مفادها بان دينه سوف تنهار اركانه وتتصدع جدرانه حينما تلقى على سمعه فيض من الشبهات، من مفكر بارع، او قراءة في كتاب فيلسوف يغازل العقل والمنطق، فتجده يضع قطنا في أذنيه، مانعا، عازلا، اصوات قادمة، من افواه المختلفين معنا، عقائديا وفكريا، او غاضا بصره خيفة ورهبة، من مطالعة صفحات خطت بأيدي العقلانيين والفلاسفة الزنادقة، وفي أضعفها هروبا من المكان لتواجد احد المغضوب عليهم، او ضالا حل قريبا منهم.

التصورات الخاطئة تضع الشباب في انعزال تام عن الثقافات الأخرى

بهذه التوصيفات ولأحكام المسبقة منهم، جعلوا الأسئلة المكبوتة في النفوس على صفيح ساخن، تنتظر لحظه انفجار من اضعف نقاطها قوة وهذا قانون طبيعي يثبت صحته مالم يبادر الى تفريغها والعمل على معالجتها اشباعا بالاجوبة والتفسيرات العقلية والمنطقية لا منعها والحجر عليها.
وهنا نتسائل : هل ديننا بهذا البنيان الشامخ وركائزه المتينة تتهاوى عند التعرض لاي شبهة عابرة اوهزة يتعرض لها من مخالف تسقط اركانه؟

بتصوراتهم الخاطئة وسوء فهمهم، وضعوا شبابنا في انعزال تام عن نفس واريج الثقافات الاخرى، واضعين حواجز صادة عن كل جديد في عالم متغير، بزوغا في الافكار، واستحداثا في الاطروحات تجديدا لها ، واستثباتا منها،

الأجيال الناشئة تصارع أفكارا استقوها منذ الصغر

فمع هذا المنع والانفتاح الكلي المعرفي، في عصر العولمة والانكشاف الكلي، لجميع انواع المعارف، على الشبكة العنكبوتية والتواصل الاجتماعي.
أصبحت الاجيال والنشء منها تصارع افكارا استقوها، ومفاهيم اختزنوها منذ صغره، بأنهم يملكون حقائق لا تقبل التشكيك فيها، او اعادة التدقيق والتمحيص لها.

وبين معلومات اخرى انهالت وانبثقت متفجرة عن عيون وسيول جارفة ومكامن تخزين، اريد لها الا تظهر على السطح ولكن بتآمر منها، وبحث عن منفذ نورها وبزوغ فجرها، ارتمت في احضان التكنلوجيا الحديثة فوسعتها، وفكت اغلالها وجعلتها حرة طليقة، فاصبحت صعبة المراس وتمردت على اسيادها، وابت الا ظهورا وابرازا لوجهها الجميل، الشفاف الذي طالما كنا في حاجة ماسة اليها.

القادم أجمل

هنا ظهرت ألوان عالية الدقة والوضوح، فجذبت الاعين لها، وخطفت العقول واسرت النفوس بحقائقها، وجمال تشكلها، بعدما ألفت صورة قاتمة لفنانين محدودي الابداع والسطحية في التفكير، وبعدا في فهمها وعمقا في معناها، استخدموا فنا احادي الجانب وبريشة لا تستصيغ من الالوان غير أبيضها معنا، او اسودها لمن يقطن في الجهة الاخرى من الضفة، لكنني على تفائل تام من قادم الأيام ينبأ بظهور فنانين مبدعين يستطيعون تشكيل لوحات تضم الكل وتبهر العقول، في متحف عرض يحوي الجميع، ويتبادلوا الاراء في كنف النقد بإطار الإحترام والسلام.

فيديو مقال توصيف الواقع

أضف تعليقك هنا

أحمد سالم الغزواني

احمد سالم الغزواني
مهتم بالفلسفة وعلم الاجتماع
ادعو الى تحرير الفكر من الموروث والاستقلالية الفكرية.