القراءة فضاء والكتب عوالم، والسفر بين العوالم سهل فيزيائيًا ومعقد جدا في حياة الواقع, فقد تتوه داخل كتاب من شدة تركيزك, وقد لا تجد نفسك في كتاب ما، وقد تكون هناك سيناريوهات متعددة اخرى، لكن كن على ثقة بأنك انت سيد فضاءك وانت من تتحكم بعوالمك.

شخصيا اعتقد ان الكتاب هو من يختار قارئه، فعندما تبدء القراءة تتجمد الاوقات لديك وتحيط بك هالة من العوازل غير المرئية، فتعيش في عالم هذا الكتاب واحداثه بل بكلماته وحروفه, للحد الذي يجعلك لا تهتم بالمكان ولا الزمان، فتقرأ في الصباح الباكر والظهيرة والمساء وتقرأ على الافطار وفي السيارة وفي المكتب وعلى السرير، لا يهم اين وكيف المهم ماذا سيحدث، ومن شدة حماسك قد تنهي 350 صفحة في ساعتين او اقل.

مع ذلك فالقراءة تختلف من شخص لآخر، فهناك من يفضل القراءة في الصباح عند استيقاظه من النوم وهناك من يفضل القراءة في المساء قبل النوم، وهناك ايضا من يفضل ان يكون في مكان هادى واضاءة خاصة، ويوجد هناك طقوس كثيرة اخرى، لكن اغرب ما مر علي من تلك الطقوس هو القراءة في الاماكن المزدحمة والصاخبة، وحقيقة لا اعتقد ان الطقوس التي تقوم بها مهمة حقًا بقدر اهمية استفادتك مما تقرأ وخروجك بفائدة تذكر سواء كنت تقرأ كتب علمية او أدبية، أقرأ ما بين السطور واخرج ولو بحكمة واحدة تفيدك في حياتك.

وان كنت ممن يجدون صعوبة في اتمام قراءة كتاب ما او ممن يودون قراءة الكتب لكن لا يجدون ذلك الشغف، فأبدأ اولا بسؤال نفسك عن المواضيع التي تهمك وتحرك دافع الفضول والشغف لديك ثم ابحث عن كتاب يتحدث عن الموضوع الذي يهمك وثق ان الكتاب سيجد طريقه إليك.

ابدأ القراءة وبيدك قلم واكتب رأيك وأفكارك وكل ما يخطر على بالك أثناء القراءة لتربط بذلك بين الكتاب وعقلك, وان كنت ممن يقرؤون من خلال الاجهزة الذكية تستطيع ايضا الكتابة على الملف والتحديد والتعليق عن طريق برامج مخصصة اشهرها برنامج xdoe للكتابة والتعديل على ملفات PDF.

كذلك احط نفسك بالكتب او ابدأ القراءة بالمكتبات، وان شعرت بفتور لا بأس، ابحث عن شخص قرأ الكتاب نفسه وناقشه عما قرأت, هذا بالطبع سيفاجئك وكأنك لم تقرأ الكتاب أبدا وسيشحذ حماستك لتكمل القراءة مجددا وبتركيز اعلى.

عزيزي القارئ تذكر ان القراءة حياة, والحياة لا تحتاج طقوس محددة لتعيشها, قد تحتاج وقت لتتأقلم على القراءة ولتتخذها نهج حياة, لكن كن صبور و رحيما بنفسك لا ترهق نفسك، نوع مجالات القراءة لديك، اقرأ كتاب علمي وآخر أدبي يسليك و استمع للكتب الصوتية وناقش الكُتاب والقُراء، وستجد نفسك بعد حين قارئ نهم.

أضف تعليقك هنا