مايجمع أكثر مما يفرق ..كيف نطلق مرحلة جديدة لليمنيين؟

بقلم: د.باسم أبونورالهدى المذحجي

باحث استراتيجي يمني في مجال تطوير البلدان.

تدويل الخلافات اليمنية هو طريق إيقاف الحرب

إطار استراتيجي رشيق

اليمن لم يعد مجرد مجتمع من القبائل, بل أصبح بصورة متزايدة شبكة بلا حدود من المصالح الاستراتيجية المترابطة مع العالم من حولنا , بحيث  يتوجب المشاركة في السلطة بصورة متعادلة ,وحيث أصبح الحكم الذاتي أكثر ديمقراطية.اليمن يحتاج الى مشاركة الشعب في الحوكمة الذاتية على المستوى المحلي، وإخضاع الخدمات العامة لسيطرة المواطنين من خلال الحكم الذاتي, وإعطاء سلطة للمجالس المحلية على الموارد المالية، وإقامة علاقة جديدة بين حكومات الحكم الذاتي والحكومة المركزية تقوم على التشريع والتفاوض ليكون هو الإطار الاستراتيجي الجديد.

بيد أن السلطة الشرعية سوى مهارات إدارية وتنظيمية شحيحة وتفتقر إلى الموارد، ولما كان الاستثمار الدولي يتوجه غالبا بدافع تحقيق أقصى ما يمكن من الربح عن طريق تحديد المناطق التي تكون تكلفة اليد العاملة فيها منخفضة ,وحيث تكون المعايير الاستراتيجيةللموقع, والأنظمة أكثر ملاءمة للعمل التجاري، فإن من الواجب أن ينظر إلى هذا الاتجاه بشيء من الذكاء الاستراتيجي الحصيف.

الفجوة المتنامية بين أحوال المجتمعات اليمنية الغير منتمية للكتلة القبلية الشمالي  والاستجابات الوطنية بدأت تتسع بشكل رهيب

كيف ذلك؟

  • الشمال اليمني جُعل جغرافيا عسكرية .
  • الساحل التهامي و ذوباب والحجرية والوازعية جغرافيا استثمارية تصارع لأجل البقاء .
  • الجنوب اليمني ” العربي ”  جغرافيا استعادة هوية جنوبية‎.

نحو وعي استراتيجي باليمن، ثلاثة أنماط من المشاريع في اليمن

  1. الأرخبيل الحضري الاستثماري الساحلي والصلات بين الريف والحضر لليمن الأسفل.
  2.  الشرعية المنقسمة في الشمال اليمني.
  3. هوية الجنوب العربي” اليمني”.

دخلنا مرحلة الردع الاستراتيجي المأزق اليمني

رؤى استراتيجية الخروج

الجهد الاستراتيجي الوطني يجب أن يعوم على الجميع  بتفعيل الجهد الشرطي, والجهد العسكري عبر إعداد البشر تقنيا نظرا لأن الحوثي ينتج السلاح ويغسل عقول النشء بالطاىفيه.

استراتيجية ملهمة لاستشراف المستقبل، كيف نطلق مرحلة جديدة للعلاقة بين اليمنيين؟

تدقيق استراتيجي

  • حركة أنصار الله الحوثية والذي يسيطر على غالبية الشمال اليمني يريد من القتال والتسلح هو التسلط وحكم الجميع.
  • الجنوب اليمني” العربي” يريد من القتال والتسلح هو عودة الهوية الجنوبية بأرضها وثرواتها وخيراتها .
  • الشرعية في أجزاء من مأرب والجوف والبيضاء هدفها تأمين النفط وخلق مناطق أمن واستقرار وتنمية.
  • الحجرية وتهامة وإجزاء من تعز يفترض هدفها من جيش وتسلح وقتال هو حماية وتأمين الموقع الاستراتيجي والاستثماري في ذوباب والشريط الساحلي، كل ما يحدث بفعل اشكالية الدولة التسلطية.

كيف تطورت الأمور في اليمن؟

  • استراتيجية الأولويات

    • كيف أصبح النطام الشرعي الحاكم في شمال الشمال هو العدو الاستراتيجي لغالبية اليمنيين، المسح الشامل لجغرافية الذاكرة الواحدة لليمنيين سبب وحدتهم أي وحدة قلوب قبل وحدة الحدود بينما الكراهية خطأ استرانيجي تركه الشمال في ذاكرة الجنوبيين ولايمكن محوه.
  • “القدرة المؤسسية المحدودة”

    • الاستبداد بكل صوره قاد لخلافات تمخضت عنها رؤى نحو الفيدرالية ثم انتكست لتتحول الى حرب أهلية أقليمية بالوكالة، لاتنتهي الحرب بتوقف القتال، فالكراهية قد تم زراعتها فالجنوب ,والحجرية , وتهامة , وتعز نموذج لابد ونفهم بأن الشرعية هي اليوم هوية هلامية ومايجمع اليمنيين هو جواز السفر فقط خارج اليمن بينما الداخل اليمني حدث فيه تغيير جذري.
  • الطريق إلى الأمام، كيف تقفز عن الجميع؟

    • لنبحث عن المصلحة من الحرب والقتال والتسلح بما يتناسب  مع ماهو موجود في حيازتنا وليس في أيادي غيرنا.خطواط التواصل المؤسساتي مسار يتم البناء عليه في اسقاط الابعاد الغير مرغوب بها واسترخائها استراتيجيا.مالذاكرة المشتركة التي نبحث عنها؟ كان يهرب الشمال للجنوب للتعلم والعمل وبات ملح كيف نحول الذاكرة الوطنية السوداء الى رؤية نهوض وتنمية وتطوير لليمن.

إدراج دراسة الحالة اليمنية الراهنة

الذاكرة الجماعية لليمنيين قبل 1990 وكيف هي الآن؟

الشمال عدو للجنوب بينما الوحدة اليمنية فارغة الشرعية وسط تنامي الاستراتيجية العدوانية للشمال اليمني عبر تجنيد الأطفال وتطوير التصنيع الحربي.

هل هناك استراتيجية ثوابت للوحدة اليمنية؟

  • الآليات الوطنية

    • الجنوب ينظر للشرعية بأنها جزء من الحوثي لكن دور الحوثي راهن ومكمل للشرعية  نظرا لأن الشرعية في الجنوب اليمني كانت تعاني موجات عصيان مدني قبل انقلاب الحوثية , والملاحظ بأن الشرعية تهرب من الفشل في الشمال اليمني بالتدخل في الشأن الجنوبي.
  • البيئة المواتية

    •  جرح الذاكرة الوطنية لليمنيين أقوى من الوحدة , فالذاكرة السوداء لن تمحو إلاعبر المعجزة الاقتصادية ,والأفكار السلسة قابلة للتنفيذ في السواحل اليمنية في ذوباب وباب المندب, والتي تجمع لحج وتعز. نظرا لأن الوحدة اليمنية حكمها قانون الطبيعة ” البقاء لايكون إلا للأقوى ” وهذا خطأ استراتيجي جسيم في حين كونك إعلامي أو سياسي لايعني أنك ذو قرار استراتيجي حكيم ,وخطأ استراتيجي بأن تقوم باغتصاب الذاكرة الوطنية بإعادة تعفيش الوحدة اليمنية والتي استباحت مجددا الهوية الوطنية  وتكرير المكرر في إخضاع اليمن الأسفل والجنوب العربي.

الأفكار الرئيسية

الوضعية الخارجية الدولية لليمن

  • نفط الجوف ومأب لتطوير الزراعة والتعليم  والصحة والتخلص من القات , والثأر والمرض والسلاح في الشمال اليمن.
  • تعز والمتعلمين والمثقفين والفنيين والتقنيين  مصلحتهم في تأهيل سواحل ذوباب المجاورة لأريافهم.
  • الجنوب مصلحته في عودة الأرض والثروةوهذا لب الفكرة الاستراتيجية ومسارها الاستراتيجي الصائب.

وهذا يشير إلى وجود ترابط بين الوحدة اليمنية  والاستجابات لعمليات توسع استراتيجة مفهوم الوحدة اليمنية. وتشمل معظم المناطق المغيبة، سواء كانت تقع على سواحل لحج أو سواحل تعز أو سواحل تهامة , أو سواحل الجنوب العربي، وهي الآن التي توجهها أي الوحدة اليمنة. ومن الثابت، وهذه نقطة حاسمة من حيث ترميم النسيج الاجتماعي المتمزق عبر التداخل التنموي الاستثماري.

أي  أن هذه المناطق هي أيضا المناطق التي استثمرت أكثر من غيرها في الهياكل الأساسية المادية  للدولة اليمنية وفي المرافق التعليمية والصحية وشبكات الخدمات المختلفة. أما مسألة أي عامل من هذه العوامل يدفع الآخر فهي موضوع مناقشات طويلة ومثيرة، ولكن لا جدال في أن الترابط وثيق بين الوحدة اليمنية في تنمية السواحل اليمنية والفرص التي تتيحها الأوضاع الراهنة من ناحية استراتيجية.

بقلم: د.باسم أبونورالهدى المذحجي

باحث استراتيجي يمني في مجال تطوير البلدان.

أضف تعليقك هنا