مجالس الحكماء(2) هل يدري وزيرنا؟

أكثر من 12 سنة دراسية، ونحن نتلقى العلم في المدارس، لكني لا أرى أثره  الكبير علينا؟ من أهم أسباب ذلك، الحرص على ضخ المعلومات مع الافتقار إلى المُزكِّيات، وهل التزكية مقدمة على المعلومة؟

دلائل تقديم التزكية على العلم

  • حين أرسل الله موسى على فرعون كان الهدف ﱡﭐ فَقُلْ هَل لَّكَ إِلَىٰ أَن تَزَكَّىٰ (18) ﱠ النازعات 18، ذاك فرعون الطاغية !!، ونحن لسنا كذلك؟.
  • لقد كان من دعاء إبراهيم u ﱡرَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ ۚ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (129)ﱠ البقرة  129، لكن هذا لا يعني تقديم التعليم على التزكية؟.
  • اقرأ معي: ﱡﭐ لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ (164)ﱠ آل عمران، لعلك لاحظت تقديم الزكية  على تعليم الكتاب والحكمة.
  • تأكيد آخر: ﱡ هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ (2)ﱠ الجمعة، وهذه الآية تشير بوضوح إلى أن طريق الخروج من الضلال هو التزكية.

الفلاح نجاح في الدنيا والآخرة

هذا في الهداية للدين، وليس في عمارة الدنيا والتحسين، المؤمن يبحث عن الفلاح لا النجاح فقط، فالفلاح نجاح في الدنيا والآخرة، بينما النجاح يقتصر على الدنيا فقط، وهذا من أسرار استخدام القرآن الكريم كلمة “فلاح” دون “نجاح” -والله أعلم-، يعني الكفار قد ينجحون، لكنهم لا يفلحون!، ونحن نريد النجاح في الدنيا والآخرة..

طريق الفلاح هو التزكية

  • فأطول قسمٍ في القرآن الكريم هو في  سورة الشمس :11 قسم،  وهذا يبين أهمية المقسوم عليه  وهو قوله تعالى قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا (10)ﱠ فلا فلاح بلا تزكية.
  • وقال : ﱡ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى (14)ﱠ الأعلى.
  • فمن وُفِّق لها فليبشر بالجنات ﱡﭐ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ وَذَٰلِكَ جَزَاءُ مَن تَزَكَّىٰ (76)ﱠ طه.

ما معنى” لا تزكوا أنفسكم”؟

لكنا نسمع مَن يقول لنا “لا تزكوا أنفسكم”، ثم يتلون علينا:  ﱡ فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ..ﲰ ﱠ النجم ، حين عاتب الله نبيه r في سورة عبس، قال له : ﱡﭐ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى (ٰ (3ﱠ أي لعل ذاك السائل حريصٌ على تزكية نفسه، وهي هنا صفة مدحٍ للسائل، أما “فلا تزكوا أنفسكم ” فهو نهي عن التزكية المطلقة والجزم بالقَبول الذي يؤدي إلى العُجب بالنفس والغرور، فهو تحذيراٌ وتدريبٌ للمؤمن على الإقدام على العمل (التزكية) مع ملاحظة توفيق الله له وإعانته عليه، فيدفعه ذلك للتواضع وعدم التباهي، فالله مُطلعٌ عليه عالمٌ بأسراره.

يعني سفينتنا في التعليم تحتاج إلى إعادة توجيه وتغيير اتجاه؟أظن ذلك، ليس في التعليم فقط، بل في بناء العبد لنفسه وتربيته لغيره، فالتزكية قبل التعليم، وهل يدري وزيرنا عن ذلك؟، الله أعلم ،اسأله.

فيديو مقال مجالس الحكماء(2) هل يدري وزيرنا؟

أضف تعليقك هنا