ميلان الذي يتطلع لصعود سلم النجاح بهدوء

كان نادي إيه سي ميلان، ولا يزال، يشهد الكثير من التغييرات منذ نهاية الموسم الماضي، إذ يشهد، حالياً، حراكاً كبيراً على كافة الأصعدة: إدارياً، رياضياً، وفنياً. بإختصار، الوضع في ميلان، قبل وبعد نهاية الموسم الماضي، ليس كما هو، إذ شهد ما يشبه الثورة، هدفها تغيير صورته المهزوزة التي ظهر بها في الموسم الماضي، بأخرى جديدة وناصعة في الموسم الكروي الجديد.

الفشل ليس وجهة نظر

كان طبيعياً، أن يفشل ميلان، مجدداً، في إنهاء الدوري الإيطالي في المراكز الأربعة الأولى في الترتيب في الموسم الماضي، فقد أصبح ذلك شيئاً مألوفاً للجميع منذ عام 2014، إذ كان أعلى مركز وصل إليه في الترتيب هو الخامس، وللمصادفة، كان هو موقعه، أيضاً، في الموسم الماضي.

تلك، كانت المرة الأولى التي يقترب فيها ميلان من المراكز الأربعة الأولى في الترتيب منذ ذلك التاريخ، بعدما وصل به الحال لإنهاء الدوري في المركز الثامن، العاشر، السابع، والسادس مرتين. لكن، ذلك لم يكن كافياً ومقنعاً، بالنسبة إلى نادٍ كان يطمح لإنهاء الدوري في المراكز الأربعة الأولى في الترتيب، دعم صفوفه جيداً من أجل تحقيق ذلك الهدف من خلال التعاقد مع عدد كبير من اللاعبين، ووفر الأجواء الملائمة لذلك.

الحقيقة ان الموسم الماضي كان مخزياً، كارثياً، ومخيباً للآمال تماماً، للجميع في ميلان فهذا ما حصل:

  • إذ لم يكتفي بتقديم مستوى متذبذب فحسب.
  • بل خرج من كأس إيطاليا في الدور نصف النهائي.
  • خسر بطاقة التأهل إلى مسابقة دوري أبطال أوروبا لصالح إنتر ميلان.
  • وخسر فرصة المشاركة في مسابقة الدوري الأوروبي، بعدما قرر الإتحاد الأوروبي لكرة القدم إيقافه عن المشاركة الأوروبية، بسبب عدم تسويته لمشاكله مع قانون اللعب المالي النظيف.
  • بالقياس على هذه المعطيات وهذا الواقع، فإن النتائج النهائية لموسم الفريق تعني بأن هذا الموسم، كان فاشلاً، بالتأكيد.

كبش الفداء

كل ذلك، كان لا بد أن يدفع ثمنه شخصٌ ما، ولم يكن هناك أحد غيره: جينارو غاتوزو، المدير الفني للفريق. لكن، الإدارة لم تكتفي به فقط، بل قررت، أيضاً، إقالة ليوناردو من منصبه، مديراً رياضياً للنادي.

هذه القرارات، كانت الثمن الباهظ الذي دفعه غاتوزو وليوناردو لفشل موسم ميلان بالكامل، إذ لم يحقق الفريق تحت قيادتهما في الموسم الماضي الأهداف التي كانت قد وضعتها الإدارة قبل بداية الموسم، حيث لم يُنافس ميلان على التتويج بأي لقب، لم يذهب بعيداً في السباق على التتويج بلقب كأس إيطاليا ودوري الدرجة الأولى الإيطالي، رغم إنفاق الإدارة لـ200 مليون يورو، تقريباً، لتدعيمه.

هذا، يُضاف إليه حقيقة ان النتيجة التي إنتهى عليها الموسم الماضي قد كلفت ميلان كثيراً، إذ تعرض للإيقاف أوروبياً بسببها، لم يُحرز أي تقدم، يستعيد مكانته كواحدا من أندية القمة في إيطاليا، ولم يتم بناء فريق للمستقبل يُنافس على الفوز بالبطولات، في غضون موسمين أو ثلاث.

حقبة جديدة

  • هذا الصيف، بدأ ميلان حقبة جديدة في تاريخه، تآمل من خلالها الإدارة في أن يكون قادراً على إستعادة موقعه الطبيعي والريادي كأحد أندية القمة في إيطاليا، يعود للمنافسة على التتويج بكل البطولات، المشاركة في دوري أبطال أوروبا بإستمرار، ويحقق النجاحات؛ داخل وخارج الملعب.
  • أكثر من هذا، فإن الإدارة ترغب في تصحيح الصورة السيئة التي إنطبعت في أذهان الناس عن ميلان في الفترة الأخيرة، تصحيح الأخطاء التي إرتكبتها في السنوات القليلة الماضية، الخروج من الظلام إلى النور، والعودة إلى قمة أوروبا، مجدداً.
  • لتحقيق كل هذا، تعاقدت الإدارة مع إيفان غازيديس وماركو جيامباولو، المدير التنفيذي والفني، على التوالي، بالطبع، هي لم تنسى أن توفر لهم الأجواء الملائمة لتحقيق أهدافها في الموسم الجديد، التعاقد مع عدد من اللاعبين لتدعيم صفوف الفريق، التحكم في سوق الإنتقالات، وإتاحة الفرصة والمجال لهما لبناء وإعادة بناؤه، بشكلٍ جيد ومثالي، وفقاً لخطة عمل واضحة وطموحة.

من الذي جاء لإخراجهم من الظلام إلى النور؟

  • يصعب حقاً، الجزم بقدرة جيامباولو على قيادة ميلان بنجاح، تصحيح الصورة السلبية السائدة عنه في الأذهان، إخراجه من الظلام إلى النور، إنجاح هذه المرحلة الإنتقالية، وقيادته لتحقيق كل تطلعات الإدارة، من خلال الوقوف عند سيرته الذاتية.
  • سيرة ماركو ليس بها الكثير ليُقال، إذ لم تشهد الكثير من النجاحات، كما لم تشهد على قيادته لأندية كبيرة من قبل، حيث قاد أندية مثل بيسكارا، كالياري، سيينا، بريشيا، إمبولي، كاتانيا، وسيزينيا، وأخيراً ميلان، خلال 19 عاماً من مسيرته المهنية كمدير فني. فقط، ما ينبغي التذكير به، انه لم يعمل خارج إيطاليا، إطلاقاً.
  • ما يُثير القلق، يدعو للخوف، والتشكيك في قدرة جيامباولو على النجاح في مهمته، هو حقيقة ان ميلان يُعتبر أكبر فريق يقوده من مقعد المدير الفني، ما يعني، تلقائياً، انه سيحتاج إلى بذل قصارى جهده، إحداث الكثير من التغييرات، وإثبات نفسه.
  • مع ذلك، فإن ما سيجعله يعمل بهدوء، بعيداً عن الأنظار، وبتركيز كبير، هو إيقاف ميلان من المشاركة أوروبياً هذا الموسم، إنخفاض سقف التوقعات، غياب الضغوطات، ما يزيد بالتالي من فرص نجاحه في مهمته.

ثورة التغييرات في الميلان

هذا هو الواقع

  • ما قامت به الإدارة، منذ نهاية الموسم وحتى الآن، يمكن وصفه بالثورة، بالنظر إلى الكثير من التغييرات التي قامت بها، من خلال إقالة غاتوزو وليوناردو، التخلي عن عدد كبير من اللاعبين على غرار فيليسيولي، توماسو، كريستيان زاباتا، لوكاتيلي، ستيفان سيميتش، غوستافو غوميز، باكايوكو، خوسي ماوري، أباتي، مونتوليفو، سواء بالبيع، الإعارة، أو إنتهاء إعارة.
  • كل هذا، يُضاف إليه التعاقد مع مجموعة أخرى كبيرة من اللاعبين، إذ تعاقد ميلان هذا الصيف مع رادي كرونيتش، ثيو هيرنانديز، ماثيو جابيا، كافانييرا، وأندريه سيلفا.
  • هذه الثورة، لا يهدف ميلان من خلالها للعودة إلى مساره الصحيح، القمة، المنافسة على التتويج بالبطولات، المشاركة في دوري أبطال أوروبا فحسب، بل تقديم كرة قدم ممتعة، مقنعة، ومصحوبة بالنتائج.
  • مع قدوم غازيديس وجيامباولو، التغييرات التي حدثت في فريق كرة القدم بالتعاقد والتخلي عن عدد كبير من اللاعبين، في ظل النجاح في الحفاظ على لاعبون مثل دوناروما، كالابريا، كالدارا، بونافينتورا، كالهانغولو، وسوسو، والمزج بين لاعبي الخبرة والشباب، فإن ميلان يبدو قادراً، بلا شك، في تقديم مستوى مميز وإستعادة شيء من ماضيه الجميل، في الموسم المقبل.
  • حالياً، ميلان يتواجد فيه، بالفعل، الأسس المثالية للنجاح، خطط واضحة لتحقيق أهداف وتطلعات الجماهير، والرغبة في النجاح ما يبدو واضحاً، هو أن الإدارة لا تستعجل حرق كافة مراحل النجاح، بل تبني فريقاً للمستقبل أولاً، ومن ثم تأتي النجاحات في المرتبة الثانية.

فيديو مقال ميلان الذي يتطلع لصعود سلم النجاح بهدوء

أضف تعليقك هنا