الاستعداد للرُقي والفيوضات الإلهية في فكر المحقق الصرخي

بقلم: الكاتب عبد الله أمين

سعي الإنسان للوصول للكمال ومقامات الفضائل الممدوحة

لقد جاء في فكر المحقق الأستاذ الصرخي ما يرسم الخريطة الواضحة للسائرين نحو الكمالات فالإنسان بطبيعته يبحث عن الكمال ويأمل أن يصل إلى مقامات الفضائل الممدوحة والمشكورة من قبل الله والمجتمع فكل الكمالات هي المحصلة النهائية والرصيد الفعلي في النجاة يوم القيامة حيث جاء في قوله تعالى : “وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَىٰ لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَٰئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُورًا” فالرقي بأعلى الدرجات الروحية يكمن بالتهيؤ والاستعداد وأن للإنسان ما سعى والإنسان حيث ما يضع نفسه تريد أن تصل إلى مقامات عالية، لابد من جهد يتبعه توفيق وفيض إلهي من ألطاف الله-سبحانه وتعالى-.

يقول الله “سبحانه وتعالى” في الحديث القدسي

كما جاء في الحديث (أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه حين يذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه، وإن تقرب إلي شبرا تقربت منه ذراعا، وإن تقرب مني ذراعا تقربت منه باعا، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة )

ما أروعها من كلمات تجعل الإنسان يشتعل عشقاً لله وحباً في القرب إليه لكن لابد أن يعلم الإنسان أنه لايعبد الله من حيث يعصى والطاعة والاستعداد لاتكتمل بفرد واحد فقط وإنما تكتمل بالجماعة وهذا ما لاحظناه في آيات الله وهو يخاطب المؤمنين كافة والحث على التعاون في البر والتقوى واتباع الحق والسبيل الواحد وترك السبل المتفرقة التي تضل عن سبيل الله فالطاعة مع أهل الباطل غير مقبولة والمعصية من أهل الحق مغفورة …..

تشخيص العلاج الناجع للنفس الراغبة بالفضائل والكمالات

الاستعداد للرقي والفيض الإلهي

وقد أشار المحقق الصرخي بكل حنكة مشخصاُ العلاج الناجع للنفس الراغبة بالفضائل والكمالات في قوله:
(إنَّ النفس لا تكون مستعدة للترقّي في المقامات والفيوضات الإلهية، ولا تصل إلى السعادة الأخروية ما لم تحصل لها التخلية عن الرذائل والتحلية بالفضائل، فالأخلاق الرذيلة تحجب المعارف الإلهية عن النفس كما تحجب الأوساخ من ارتسام الصور على المرآة.)إنتهى كلام الأستاذ المحقق .
بالنتيجة وأود الاختصار بعجالة أن دين الإسلام دين الأخلاق وما بعث النبي محمد- صلى الله عليه وآله وسلم- إلا ليتتمم مكارم الأخلاق وإنقاذ العباد من الجهالة وحيرة الضلالة والاهتداء إلى الحق وأهله .
مقتبس من البحث الأخلاقي “السير في طريق التكامل” لسماحة المرجع الأعلى السيد الصرخي الحسني- دام ظله-.

بقلم: الكاتب عبد الله أمين

أضف تعليقك هنا