الاليغوريا في الشعر العربي الحديث

لعل الداعي لدراستنا لهذا الموضوع الذي هو الاليغوريا هو إغفال الشعراء و الدارسين لهذا الاسلوب او هذا الضرب من التخييل الذي يعود استعماله الاول الى ادبيات الاغريق و استعمل في الشعر العربي الحديث فماهو مفهوم الاليغوريا؟ و كيف وظفت في الشعر العربي الحديث؟

1 مفهوم الاليغوريا

ان لفظة اليغوريا هي لفظة يونانية الاصل وتعني الكلام عن الشئ وهو كلام عن شئ اخر فهي ضرب من صور التخييل ينعت بfigure d’expression اي اسلوب للتعبير المجازي و في هذا الصدد عد فونتاني جاك الاليغوريا هي المجازات التي تكون بعبارات متصلة tropes en plusieurs

وقد عرفها هنري مروييه قائلا ان الاليغوريا حكاية ذات طابع رمزيّ أو تلميحيّ وهي باعتبارها سردا تقوم على تسلسل أعمال وتعرض شخصيّات (كائنات بشريّة أو حيوانيّة أو تجريدات مشخّصة) تكون لصفاتها وأزيائها ولأعمالها وحركاتها قيمة العلامات، وتتحرّك هذه الشخصيات في مكان وزمان لهما بدورهما طابع رمزيّ (…) وتضمّ الأليغوريا دائما مظهرين:

الاليغورا هي حكاية رمزية تقوم على التخيل

مظهرا مباشرا حرفيّا ومظهرا ثانيا يتمثل في الدلالة الأخلاقيّة أو النفسيّة أو الدينيّة” اذيتبين لنا ان الاليغوريا هي حكاية رمزية تقوم على التخييل فالشاعر او السارد يتخيل شخصيات قد تكون حيوانية او نباتيةاو انسانية وعالما خاصا في ذهنه اي واقعا خاصا ينزع اليه يصف به الواقع الحالي فهو كالفنان عندما يتعامل مع الوافع تعاملا تخييليا الا ان هذه الظاهرة قد اقترنت اكثر بالسرد و هي في ذات الان لا تعتمد كلفظة مجازية مفردة و انما هي احياء لعالم معين مؤلف من عدة عناصر متداخلة.

 الاليغوريا تعني الحكاية المجازية الرمزية الداعية للتاويل

اذ نتبين مما تقدم ان اللاليغوريا تعني الحكاية المجازية الرمزية الداعية للتاويل و ينزع اليها الشاعر او الكاتب في السرد لابطان معان و اظهار اخرى غير مقصودة قصد فتح المجال للتاويل وقد اعتمد هذا الضرب من المجاز في الشعر العربي الحديث و كان اول من بادر الى استعماله امير الشعراء أحمد شوقي معتمدا الحكاية المثلية نازعا و ذلك في جملة من قصائده و لنذكر على سبيل المثال قصيدة امة الارانب و الفيل القائل فيها مشورة، وتبادل الرأي، وإعلاء صوت العقل والحكمة والخبرة:

يــحكون أن أمــــــــــة الأرانـبِ قد أخذت من الثرى بجـــــــانب

وابتهجت بالوطـــــــــــن الكريم وموئـــــــل العيال والحريـــــم

فاختاره الفيــــــل له طريقــــــــا ممزقاً أصحابنا تمزيقـــــــا

وكان فيهم أرنب لبيــــــــــــب أذهب جـُلّ صوفه التــــــــجريب

نادى بهم: يا معشر الأرانب من عالم، وشاعر، وكاتــــــــــب

                                 ****

اتحدوا ضد العــــــــــــدو الجـــــــــــافي فالاتحاد قوة الضعاف

فأقبلوا مستصوبيـــــــــــــن رايه وعقدوا للاجتماع رايــــــــــه

وانتخبوا من بينهم ثلاثه لا هــــــــــــرماً راعوا، ولا حــــداثه

بل نظروا إلى كمــــــــال العقال واعتبروا في ذاك سن الفضل

                                ****

فنهض الأول للخطــــــــــاب فقال: إن الرأي ذا الصــــــــواب

أن تترك الأرض لذى الخرطوم كـي نستريح من أذى الغَشوم

فصــــــاحت الأرانب الغوالي: هذا أضر من أبــــــــي الأهوال

ووثب الثـــــــاني فقال: إني أعهــــــــــد في الثعلب شيخ الفن

فلندعه يمـــــــــــدنا بحكمتـــــه ويأخذ اثنين جـــــــزاء خدمته

                               ****

فقيـــــــــــل: لا يــــا صاحب السمو لا يدفع العدو بالعــــــــــدو

وانتدب الثالث للـــكلام فقال: يــــــــــــا معشر الأقــــــــــــــوام

اجتمعوا؛ فالاجتماع قـــوة ثم احفروا على الطريق هــــــــــوه

يهوي إليها الفيل في مروره فنستريح الدهر من شــــــــروره

ثم يقول الجيـــــــلُ بعد الجيل قد أكل الأرنب عقل الفيـــــــــــل

فاستصوبوا مقاله، واستحسنوا وعملوا من فورهم، فأحسنوا

                             ****

وهـــــــلك الفيـــــــل الرفيع الشان فأمست الأمة في أمـــــان

وأقبلت لصاحــــــــب التدبير ساعيــــــــة بالتاج والسريـــــر

فقال: مهلاً يا بن،،،،ي الأوطان إن محــــــــلي للمحل الثاني

فصاحب الصوت القوي الغالب من قد دعا: يا معشر الأرانب.

تنقسم الاليغورا إلى مقصودة وغير مقصودة

ناهجا نهج ابن المقفع في هذه القصيدة داعيا الى الاتحاد و التشاور سبيلا للتقدم و كذلك اعتمدت هذه الظاهرة في الشعر الحر في شعر الشاعر العراقي سعدي يوسف و الشاعر التونسي و الدارس فتحي النصري و صارت بلاغة حديثة جامعة اسلوب الاستعارات و المجاز و الحكاية المجازية و تنقسم الى ضربين و هما الاليغوريا المقصودة allégorie volontaire و اخرى غير مقصودة اي involontaire او ممكنة contingente و هي التي تنجم في سياق سردي دون قصد او تخطيط من الشاعر.

 الاليغوريا المقصودة

ان هذا الضرب من الاليغوريا يكون بقصد و اختيار و تعقل من الشاعر و ذلك قصد اخفاء معان و ابراز اخرى و تقترن بمضامين ايديولوجية و لعل ابرز متال على ذلك قصائد سعدي يوسف و خاصة قصيدة الوردة المستحيلة

منذ عشرين عاما و عامين

لي منزل بدمشق العتيقة

جدرانه راحتاي

و اشجاره لهفتي

حاذرت ان يطا العابر النتعجل لهفتي

منزل في دمشق العتيقة

حاذرت ان يطا العابر المتعجل اعشابه

او يراه المتاجر

انه الان يمشي معي

في البلاد التي كرهت

و البلاد التي هويت

و البلاد التي لا اراها

ان الشاعر في هذا المقطع اوهمنا بمعنى ظاهري الا وهو استرجاع منزله بدمشق العتيقة و تتتعزز الدلالة الواضحة اكثر بتحديد الاطار الزماني في قوله ” منذ عشرين عاما و عامين“ اي منذ اثنين و عشرين عاما فاذا انتبهنا الى الفترة الزمنية فترة المد الشيوعي التي ابتدات منذ سنة 1957 و الاطار الزمني للقصيدة الذي هو 1979 نتبين ان هذه الفترة تميزت باوضاع سياسية مضطربة في العالم العربي منها المد الشيوعي

قد يذهب بنا المعنى الظاهر المرتبط بالسياق التاريخي الى فهم قد لاليستوعب الصور المجازية التي اعتمدت في القصيدة اذ في دراستنا لهذه القصيدة عليا الوقوف على بعض من الصور المجازية من خلال قوله ”حاذرت ان (…)تدعيه الغيوم الجديدة /انه الان يمشي معي ومعان اخرى لصور اخرىالتي يمكن الاشارة اليها على سبيل الذكر لا الحصر ” انه الان يمشي معي / في البلاد التي كرهت / البلاد التي هويت / البلاد التي هويت البلاد التي لا اراها“

و ضمن هذا الاطار يقول امبرتو ايكو ”ان المتلقي يؤول ملفوظا ما تاويلا مجازيا عندما يدرك عتبة المعنى الحرفي“ فالمقطع الشعري الذي بين ايدينا يحتمل معنا ظاهرا و هو الذي وصلنا اليه منذ قليل و معنى خفي ادركناه بالتاويل الا و هو ارهاصات الثورة فالوردة المستحيلة هي تحولات الثورة من احلام الشاعر و امانيه الى الياس منها و خيبة امله التي ارهقت كيانه و ماجعلنا ننزع الى هذا المعنى انتقال الشاعر في المقطع الموالي لهذا المقطع قائلا

هل أتى حبّنا الصعب؟

هل آذنتْ، بعدنا الوردة المستحيلةُ؟

هل آذنتْ مدنٌ في دمشق:

انتسبتُ إلى بعضها

وتناسبتُ في بعضها

وتناسيتُ بعضا؟”

ان مدار الظاهرة التي ندرسها الان هي اليوتوبيا الا و هي المدينة الفاضلة التي تجنب الشاعر التصريح بها و التعبير عنها بل مثلها بجملة من العناصر الا و هي المنزل و الغيوم الجديدة و الوردة المستحيلة اذ نتبين مما تقدم نزوع الشاعر الى الايحائية و التخييل متجنبا الوقوع في فخ التقريرية المباشرة.

الشاعر فتحي النصري وقصيدته الوهم

اما الشاعر التونسي فتحي النصري فلا يحيد هو الاخر عن النزوع الى هذا الضرب من التخييل و لعل قصيدته الوهم هي ابرز مثال على ذلك

“مثلما فاجأتُ نفسي

ها أنا أفجؤكَ الآن بترتيب جديد

غرفتي غيّرتُ فيها كلّ شيْ

إنّني أنسلّ من ذاتيَ كي أغتال أوهامي

فلا تقسُ عليْ”

يبرز فيها الشاعر تحولات الذات المعايشة لها في مستوى الوعي

و التي يبرز فيها الشاعر تحولات الذات المعايشة لها في مستوى الوعي و يقوم المقطع الاول من هذه القصيدة على خطاب مباشر لصديق لقبه في تاطيره للقصيدة ب ر م واصفا تغيير حاله و شوقه اليه معتمدا جملة من العبارات الاليغورية معاتبا له واصفا له التحول المفاجئ الطارئ في حياته و لعل اهم هذه العبارات ”ها انا افجؤك بترتيب جديد“ ”غرفتي“ملتمسا منه عدم القسوة و لكن الى اي حد يصح هذا القول? لعل دراستنا للمقطع الثاني هي التي ستقدم لنا اجابة عن هذا و التي ستنزع بنا الى الاقرار بهذا التاويل او دحضه هذه الصّورة في أعلى الجدار

صورتي أقصى اليسار

تتلاشى

تتوارى…

مستحيل أن تراني الآن فيها،

كم يظلّ الوهم نجما؟

كم يظلّ الوهم وهمًا؟

إنّما يسقط حتما

مثلما غارت ظلالي في الإطار

مثلما عصفوريَ الطالع من منفاي طار”

صورة الذات لدى شاعرينا ليست مقصورة بحد ذاتها وإنما لها معنى ظاهر وباطن

ان صورة الذات لدى شاعرينا ليست مقصورة بحد ذاتها و انما هي السبيل للعبور الى صورة اخرى الا و هي صورة الشيوعي الذي يعتليه الاحباط مما يفعل فهس صورة صراع المعارض السياسي و صاحب الفكر التقدمي مع الواقع ففكره مجرد شعارات تردد و تكتب و تلقى دون ان يكون فعالا في الواقع فالشيوعي كالمغترب او في الواقع و قد يكون متعاليا عليه مثلما يتعالى المثقف على الواقع.

أبرز العبارات الواردة في القصيدة

و لعل الابرز العبارات الواردة في القصيدة الدالة على انتهائنا الى هذا المعنى ”اعلى الجدار“ فالجدار يمثل الواقع و ”اقصى اليسار“ و نعني باليسار الشيوعية فقد لقبت الشيوعية باليسار ”كم يظل الوهم نجما“ فالمعنى الظاهر هو ان الشاعر لم يعد يستهوي هذا الوهم و الاغتراب مع الواقع غر ان الشاعر ينزع الى التأمل في صراعات الذات مع الاخر الذي هو الواقع و يدعو في الان ذاته القارئ الى التأويل و التفكير و التأمل معه لذلك ينزع الى جملة من الاستعارات و المجازات في ظل هذه الظاهرة التي كان من اول من درسها في العالم العربي بعد شوقي العنيزي الا و هي الاليغوريا التي صارت الظاهرة الطاغية في جملة من قصائده و لعل قصيدة الوهم و قصيدة العصافير هما ابرز دليلين على اقرارنا

العصافير

مساء السبتِ

تهتاج العصافيرُ

ولا تهدأْ

وإذْ تهفو إلى الأشجارِ

يقصيها أزيز الزنكِ

أو صفّارة الشرطيْ

فترتدّ إلى الأجواء أسرابا

فأسرابا

تذبّ التيهَ،

لا تهدأْ

وقد تستنفر الآفاقَ

أو توغل في حانٍ

وما ثمّة من ملجأْ”

و في دراستنا لهذه القصيدة يمكن القول ان لها معنيين احدهما ظاهر يظهرفي سياق القصيدة و الذي لا يكون مقصودا و الاخر باطني يظهر ايضا في سياق القصيدة لكنه بحاجة الى التاويل المعمق فالمعنى الاول الذي نزعنا اليه هو مساء السبت عندما يذهب الناس الى العاصمة اول ما يلفت الانتباه فيها هو مشهد العصافير المتكرر كل مساء سبت او الطيور و لكن هذا المعنى بعيد تماما عن قصد الشاعر.

فان كان ينظم قصيدته على معان ظاهرة لما عمد الى الاليغوريا الا ان الشاعر يتحدث ههمنا عن معاناة السياسي و المفكر حتى يوم عطلته فهو مراقب من اجهزة الشرطة و ان قامت احتجاجات يكون اول المعتقلين كذلك المواطن الكادح فهو مسلوب الامان دائم الخوف حتى من الكلام او التجوال لانه مراقب هو الاخر فهو يصف صراع الطبقة الشعبية مع الطبقة الحاكمة و لعل ابرز مثال على قولنا تهتاج العصافيرُ

ولا تهدأْ

وإذْ تهفو إلى الأشجارِ

يقصيها أزيز الزنكِ

أو صفّارة الشرطيْ

و كذلك يجعلنا نذهب من صراع المواطن و المعارض مع السلطة الى صراع المدينة مع القصر الرئاسي فالجميع لاجئ و مغترب في بلاده فالناس ان جمعنا المواطنين مع المعارضين كالعصافير و الشرطي هو نفسه الشرطي الذي يصفر صفارته لارهاب الناس هو في الذات الان منفذ اوامر الحكومة و قد يكون البوليس السياسي فلعل الشاعر ايضا يصف معانته و معاناة كل مناضل فهو مهجر و مغترب في بلاده و هذا المعنى الاقرب هنا و دليل اجابتنا على هذا المعنى قوله

وقد تستنفر الآفاق

أو توغل في حانٍ

وما ثمّة من ملجأْ”

فالصورة الاليغورية ههنا مقصودة من الشاعر لتبطين معان سياسية اجتماعية

فالصورة الاليغورية ههنا مقصودة من الشاعر لتبطين معان سياسية اجتماعية خوفا من الرقابة السياسية و دفعا بالقارئ الى التامل و التاويل .

الا ان الشاعر في بعض الاحيان يمكن ان لا يتحه اتجاها قصديا الى هذه النزعة الادبية و هو ما نسميه بالاليغوريا الممكنة او l allégorie contingente فماهو هذا الضرب من الاليغوريا ?

2 الاليغوريا غير المقصودة او الممكنة

سميت بالاليغوريا الممكنة allégorie contingent و هذه الظاهرة لا تحتاج الى معنيين احدهما ظاهر و الاخر خفي و انما فقط الى عمق في التاويل دون الذهاب الى معنيين في دراسة القصيدة و انما التاويل للوصول الى المعنى الاقرب الى الوجاهة ولعل قصيدة صاحب الورد لفتحي النصري هي ابرز مثال :

صاحب الورد

“كان تحت سماء الخريف الثقيلةِ

وفي ضجّة الزاحمينَ

ينضّد ورداتهِ

ثمّ يأخذها وردةً

وردةً

لينقّيَ أوراقها من شوائبها

أو ليستلّ ذابلها

فإذا ما استوت عبّ من سرّها

ثم أودعها الآخرينْ

كان يفعل ذلك متّئدا

غير مكترث بسماء الخريف الثقيلة

أو ضجّة الزاحمينْ”

يصف الشاعر مشهد بائع الورد في هذه القصيدة

يصف الشاعر مشهد بائع الورد في هذه القصيدة ذاكرا الاطوار التي يمر بها محملا اياها جملة من المفارقات ضمن اطار مفارق للطبيعة(تحت سماء الخريف الثقيلة/ في ضجّة الزاحمين) مولدا جملة من المفارقات بناء على النفارقة الام كانتقال لدى الكاتب او الدارس من العام الى الخاص باعثا فيها جوا من التوتر (الخريف ≠ ورداته) (الضّجة ≠ الهدوء والتراخي في القيام بالفعل: ينضّد… ثمّ…) ( الزاحمين: جمع ≠ هو: مفرد).

ان اعتماد الشاعر لهذه المفارقات و هذا المعجم الطبيعي في القصيدة الى العلاقة القائمة بين الورد و بائعة فبائع الورد يحب وروده و يهتم بها كما لو كانت صديقة او طفلا له لكن ليبيعها لمن يهديه كذلك صاحب الورد فهو كمن يحفظ امانة و يحميهاينضّد ورداتهِ

ثمّ يأخذها وردةً

وردةً

لينقّيَ أوراقها من شوائبها

أو ليستلّ ذابلها

فهو لا يكترث بما هو موجود في الخارج كذلك من احب وطنه او حبيبته فهو يحميها غير مكترث بالتقلبات المناخية التي ترمز الى تقلبات اجتماعية و سياسية فقط ليبعث البسمة في من يشتري الورد او يهديه لمن احب غير مكترث بسماء الخريف الثقيلة أو ضجّة الزاحمينْ” مجملا الورود كما يجمل العاشق معشوقه عند الاخرين او يدافع المواكن عن وطنه حهرا و خفاء و خصوصا امام اعدائه ثمّ يأخذها وردةً

وردةً

لينقّيَ أوراقها من شوائبها

أو ليستلّ ذابلها

الشاعر لم يجنح الى الاليغوريا جنحا قصديا و انما كان ذلك بغير قصد منه

اذ ان الشاعر لم يجنح الى الاليغوريا جنحا قصديا و انما كان ذلك بغير قصد منه مما جعل الصورة الشعرية صعبة التاويل و محتملة الدلالات رغم ما حاولنا كشفه وفقا لسياق القصيدة.

و هو ما يدفعنا الى الاستنتاج ان الاليغوريا قد تكون مقصودة و هي التي تتضح دلالاتها بعد قرائتين اما الاليغوريا غير الممكنة فهي التي تكون دلالاتها مبطنة حتى بعد قراءات متعددة و قد لا يعيها الا الشاعر نفسه

و في الختام يمكن القول ان الشاعر في الشعر الحديث نزع الى هذا الاسلوب رغبة منه في ابطان معان سياسية و فكرية خاصة او اسلوبا ادبيا راقيا يدفع القارئ الى التامل.

فيديو مقال الاليغوريا في الشعر العربي الحديث

أضف تعليقك هنا