الصعاليك والسياسة

بقلم: صلاح الشتي

مقدمة

مع الأسف في وطني نعيش الصعلكة في اغلب الأمور فالسرقة صعلكة والاعتداء على الناس وسرقتهم وارهابهم صعلكة وابتزاز الناس صعلكة وكل هذا يمكن إيقافه والقضاء عليه فنحن نفتخر بأننا نعيش في دولة القانون والمؤسسات.
فهاته الأمور والتجاوزات تجدها في كل الازمان الا انني اكتشفت فجأة نوعا جديدا من الصعلكة وصعاليك من فئة اجتماعية أخرى سميتهم “صعاليك السياسة”.

تعريف معنى الصعاليك

عرف الصعلوك في اغلب المعاجم العربية على انه الفقير الذي لا يملك شيء وهو المتسكع الذي يعيش على الهامش وهو محتال ومتشرد وصعاليك العرب هم لصوصهم وفتاكهم.

الشعراء الصعاليك

هم صعاليك عاشوا في ولكنهم كانوا صعاليك وشعراء وهم من قبائل مختلفة في الجزيرة العربية وقد خالف كل منهم قبيلته وخرج عن طوعها وتمرد على سلطتها. وعاشوا في العراء فلم يجدوا سكنا وكانوا كلهم شعراء ومن أشهرهم الشنفري… عروة بن الورد…تأبط شعرا وغيرهم.

السياسيين الصعاليك

لست من الباحثين المختصين في الشعر الجاهلي وصعاليكهم ولكن صعاليكنا اجبرونا على الحديث على ذلك فلقد صار عندنا بعد الثورة صعاليك في السياسة. صعاليك اضروا الوطن وفتكوا بالعباد ولكنهم لم يغادروا القبيلة ويتركوها كما فعلوا صعاليك العرب بل زادوا جنسية من قبيلة خارج وطنهم وما غادروا.

صعاليك السياسة تصعلكوا واعتدوا وأضروا وسجنوا وانتقموا من كل من خالفهم او نازعهم على المنصب.هم صعاليك غلاء المعيشة هم صعاليك تفقير البلاد هم صعاليك في السياسة بدون منازع،حكومات تنتهي وأخرى تنتخب والصعاليك لم تتغير والوضع يزداد سوءا.

صعاليكنا لا يقطعون الطرق كما كان الامر في الجاهلية بل ان صعاليكنا يمارسونا الصعلكة بطرق متطورة مواكبة للعصر ويعتقدون بانه بطرقهم تلك يحاربون الفساد ويحققون العدل والكرامة للمواطن وينقذوا العباد من الظلم. صعاليك السياسة يسلبون الفقير ويعطون ما سلبوه للغني عكس ما عرف عند صعاليك العصور السابقة والحاضرة.

المقارنة بين صعاليك السياسة وصعاليك اليوم

مجرد المقارنة البسيطة بين صعاليك الجاهلية وصعاليك اليوم ينتابك شعور باننا نحن نعيش في زمن الجاهلية وليس هم فبالرغم من ان صعاليك الجاهلية كان لبعضهم اخلاق سيئة وسلوك شائن الا انه كانت لهم بعض الإيجابيات كالكرم وبرهم بأقاربهم حيث كانوا يعطون ما سلبوه للمحتاجين من الأقارب والاحباب.

كما عرفوا في اشعارهم بالترفع والشعور بالكرامة والشهامة وكانت صعلكتهم إيجابية حيث كانوا ينهبون الأغنياء لإطعام الفقراء وكنوا يصرون على ان للفقير حق في مال الغني. ولقد تغنى الصعاليك بكرمهم فيقول أبو خراش الهذلي:

واني لاثوي الجوع حتى يملني….فيذهب لم يدنس ثيابي ولا جرمي.
واغتبق الماء القراح فانتهي …. إذا الزاد أمسي للمزلج ذا طعم.
أرد شجاع البطن قد تعلمين……واوثر غيري من عيالك بالطعم.
مخافة ان احيا برغم وذلة…. وللموت خير من حياة على الرغم

فالفارق الاجتماعي في عصرهم يعد عنصر من العناصر الذي كان سبب في التمرد وعدم الرضا على الوضع الاجتماعي لفئة فقيرة معدمة تموت جوعا وأخرى غنية عرفت بنجاح تجارتها وازدهارها اما صعاليك السياسة في عصرنا فانهم يرون عكس ذلك فللغني حق في مال الفقير.

الخاتمة

في كل زمن تواجد الصعاليك وكانت اضرارهم لا تتعدى الزمن الذي عاشوه اما صعاليك زمننا والذي سميتهم صعاليك السياسة فهم أخطر من صعاليك الجاهلية فصعاليكنا أفسدوا الحاضر ويهددون المستقبل.

بقلم: صلاح الشتيوي

 

أضف تعليقك هنا