قانون الغاب

التنمر وأنواعه

وفي رواية أخرى “التَّنمُّر” ويطلق عليه أيضا “الإستئساد” وسمِّي كذلك نسبة لأشرس الحيوانات وأقواها.

هو آفة العصر والسبب الرَّئيس لجلِّ العاهات التي تعاني منها مجتمعاتنا كالإحباط و الخوف والتَّفكُّك…

يقوم على فرض السَّيطرة والتَّخويف من أجل إيذاء الآخرين، و له ثلاثة معايير: إذا كان الاعتداء متعمَّداً، متكرِّراً، متفاوتاً بين المعتدي والضَّحيَّة في القوة الجسمانية أو المعنوية.

تنمُّر جسدي: من ضرب أو ركل….
تنمر لفظي: كالتهديد والتسمية بأسماء سيئة والسخرية والاستهزاء والاحتقار والاستصغار…
تنمر في العلاقات الشخصية: وهو غير مباشر من إقصاء وصدٍّ وأكاذيب وشائعات.
تنمر جنسي: يتمثل في المضايقات الكلامية أو اللمس غير اللائق.
تنمر إلكتروني: التهديد والمضايقه عن طريق الانترنت.
وهناك تنمر يحدث على مستوى الشعوب يدعى بالعامية “البلطجة” بإرهاب الشعوب وإخافتها وبث العنف والرعب، وهو الأسوأ.

مظاهر التنمر 

يبدأ التَّنمر من البيت عندما يفرض الأب سلطته وسيطرته ويستبدُّ برأيه في كلِّ شاردة و واردة مع إقصاء للأمِّ واستصغار لدورها، وعدم فتح المجال للأبناء كي يفرضوا ذواتهم ويصنعوا شخصياتهم بأنفسهم. فتنتقل العدوى إليهم وتتجهَّز نفسياتهم ليصبحوا إمَّا متنمِّرين على بعضهم وعلى غيرهم، أو يتحوَّلوا إلى ضحيَّة جاهزة للاعتداء باختلاف أنواعه. إذ تُبَرمج عقولهم على تقبُّل الإيذاء والاستسلام له سواء كان ذلك لفظاً أم ضرباً.
ويستمرُّ الأمر بالنُّمو مع أفراد المجتمع الواحد حتى يصل إلى مناصب العمل ويصبح سمة مجتمع بأكمله وسرعان ما نكتشف بأنَّنا نعيش تحت رعاية قانون الغاب، القوي يأكل الضَّعيف.!

وقد كثُرت الدِّراسات حول تنمُّر التَّلاميذ في المدارس بشكل خاص، وإذا أمعنا النَّظر في الموضوع سنعود إلى الأسرة باعتبارها مركز انتشار هذه الظَّاهرة؛ لأنَّ الطِّفل الذي يكبر في جوٍّ لطيف يحترم كيان الغير، وبين والدين يعالجان الخطأ بالحوار والاستماع والتَّفهُّم بدل نثر الأوامر والصُّراخ والتَّوبيخ على كلِّ صغيرة وكبيرة يستحيل أن يؤذي أحداً أو يتسبَّب في إزعاجه.

أسباب التنمر  

في دراسة أجرتها الدكتورة “نورة القحطاني” تعتبر الأولى في الوطن العربي أسمتها “التنمر بين طلاب وطالبات المرحلة المتوسطة في مدينة الرياض عام 2008” اكتشفت بأن نسبة التنمر التي يتعرض لها الطلاب والطالبات خلال شهور الدراسة تصل إلى 38.5٪ وأسبابها:

ـ أسلوب التربية الخاطئ.
ـ غياب التوجيهات السلوكية.
ـ عدم الاحساس بالأمان والاستقرار العاطفي في الأسرة.
ـ بالإضافة إلى العنف الذي تزخر به الألعاب الإلكترونية والأفلام البوليسية والرسوم المتحركة أيضاً.
وبعد 11 سنة مذ أُجريت هذه الدِّراسة لا تزال الظَّاهرة في تطور وانتشار مفرط عوض نقصها ومحاربتها.

التنمر بأشكاله المختلفة يُعدُّ انتكاسا للإنسانية وهبوطا بها إلى الطِّباع الحيوانية، ناهيك عمَّا يخلِّفه من خراب ونقص في ذوات الغير وتعقيد لهم.
وقد حذَّر منه المولى عز وجل فقال تعالى: “إنَّ الذين يؤذون المومِنينَ والمُومِناتِ بغَيرِ مَا اكتسَبُوا فقَد احتَملُوا بُهتانا وَ إثمًا مُبِينا“، وقال صلى الله عليه وسلم: “إنَّ الله يُعذِّب الذِينَ يُعذِّبونَ النَّاسَ في الدُّنيا“.

دثِّروا أبناءكم بالحبِّ واللطافة ليكون لديهم فائض يقدِّمونه، وعوِّدوا أنفسكم على الرِفق بالغير وطيب الكلام وحسن العشير فما خالط اللينُ الشيء إلا زانه وماخالطه العنف إلا شانه. فقد أضحت الآلام هي الشيء المجَّاني الوحيد في هذا العالم.!

فيديو مقال قانون الغاب 

أضف تعليقك هنا