قوة الخيال

خلق الله الإنسان ووهبه العديد من النعم التي لا تعد ولا تحصى ، منها المادية ، ومنها المعنوية .ويعتبر الخيال من أهم الهبات والميزات التي خصها الله للإنسان . إلا أنها تختلف من شخص لآخر وفقًا للفروق الفردية في الوعي . فالإنسان الواعي لأهمية الخيال يعمل دومًا على تنميته وصقله والاستفادة منه للتنقل من مرحلة إلى أخرى ومن نجاح إلى تميز.

ما هو الخيال؟

يعرفه الدكتور شاكر عبد الحميد بأنه : عمليّة يقوم بها الإنسان بإرادته وبكل مرونة، يستطيع من خلالها أن يتجول في عالمه الخاص بواسطة عقله، وتكوين الصور وتحريكها حتى يصل إلى ما يريده، وهي عمليّة كلية ذات فروع خاصة به

وتُعرفه كيت إيجان : بأنه تمرين العقل وتنشيط وظائفه المختلفة وهو ليس وظيفة عقلية بحد ذاتها فهو قدرة الإنسان على التفكير بالأشياء الممكنة وهو يعبر عن الحداثة والمقدرة على الإنتاج والتكوين لدى الفرد ومساعدة العقل على إثراء معلوماته وأفكاره والمقدرةعلى تكوين الصور وتخيلها هي عامل مشترك وشكل من أشكال الخيال.
ويمكن اختصار ذلك بالقول انه : الصورة الذهنية التي يرسمها العقل لتحفيز شيء ما .

أنواعه

الخيال الابتكاري

وهذا النوع يتجاوز الواقع , وهو ابداع شيء أوفكرة لم تعرفها البشرية قبلاً وهذا ما يسمى بالابتكار او الاختراع.

الخيال التكراري 

هو الخيال التكراري الذي يعيد انتاج الواقع , ويعتمد على جزء من التذكر الذي يبني على أساسه تخيلاته , فهنايعتمد على الواقع لتوجيه عمل خياله وهذا ما يسمى بالتطويروالابداع.

أهمية الخيال

إن أهمية الخيال تظهر جلية في حال قمنا بتخيل الحياة فيما لو لم يمنحنا الله هذه النعمة ؟ لا أستطيع  تصور الحياة بلا خيال !! كيفيمكن أن تكون ؟ أجزم أنها كانت ستنتهي ولن تستمرفإذا كانتالحاجة هي أم الاختراع فإن الخيال والده الذي لولاه لما استطاعتالحاجة أن توجد حلاً ،أو تصنع اختراعًا ،أو تصل لأي ابداع .
يقول أينشتاين (الخيال أهم من المعرفة ) وهذا الوعي الذي أدركهاينشتاين هو من جعله يصبح  عالماً ومبدعًا لأن الأشياء تخلق مرتينالأولى في الخيال والثانية في الواقع.

الخيال والتطور

إنه  سمة الانسان المنتج ؛ زاد الأدباء وملهم المخترعين هو الوقود الذي يحرك دينامو التطور فهو من نبأ اديسون باختراع الكهرباء ليضيء حياة البشرية جمعاء .وهو من صنع المركبة الفضائية وخرج بها نحو العالم الخاجي ، هو من جعل العالم قرية صغيرة ..وهو القادر على تغيير حياتك الشخصية  وتمكينك من الاستمتاع بكنوز هذا العالم .

صنع المعجزات 

انه ببساطة  بساط الريح الحقيقي , الذي ينقلك إلى أي مكان تريده أو هو المارد المستكين داخل النفس البشرية والذي لو أطلق له العنان بشكل ايجابي لمنح صاحبه الوفرة والدهشة والبركة وحقق له كل ما يتمنى .. لماذا لا تستغل هذا المارد في صنع المعجزات أو ما تظن أنها معجزات ؟؟
عزيزي ان جودة حياتك أنت المسؤل عنها ومفاتيح التغيير بين يديك يمكنك الآن استخدام خيالك لفتح الأبواب المغلقة والصعود نحو القمم.
لا تستسلم لضعفك وتمت قبل موتك انك قادر على دفع عجلة انتاجك الى الأمام من كل المناحي سواء الصحة ،العلم ،المال ، العمل ، الزواج ، السعادة …. وما الى غير ذلك
عليك فقط أن تتخيل كيف تريد أن تعيش وتصنع حياتك في مخيلتك ومن ثم تطبقها على أرض الواقع …

تمرين لتنمية الخيال

وفر لنفسك مكان هادئ ، وارتدي ملابس فضفاضة ، استلق على ظهرك ، أغلق عيناك واطلق العنان لمخيلتك  لترسم صورتك كما تريد أن تراها غدًا، تخيل نفسك وأنت حاصل على درجة الدكتوراة في التخصص الذي ترغبه و من أكبر جامعة في العالم فلنقل جامعة هارفرد تخيل حفل التخرج  وتخيل نفسك وأنت مرتديًا كسوة التخرج و أهلك يجلسون مدمعي الأعين وفخورين بك ..أنت تتهيأ لتلقي كلمة الخريجين ، وبعد أن ينتهي الحفل تفاجئ بأن الجامعة تطلب منك قبول العمل لديها … أو تخيل لو أنك تقود سيارتك الفارهة في أحد شوارع.
يعتبر الوقت الذي يسبق النوم مباشرةً من أفضل الأوقات التي يمكنفيها تطبيق تمرين التخيّل؛ إذ يعمل العقل الباطن اللاواعي علىتثبيت الصور المتخيلة وتفعيل سحرها في الدماغ في ذلك الوقتالنوراني من الليل.كما ويعتبر وقت الفجر وقبل طلوع الشمس..

تخيل

برمج عقلك على التخيل وامنح نفسك كل يوم الوقت الكافي لذلك. اكتب ما تخيلته على ورقة واقرأ هذه الورقة كل مرة وتخيل تفاصيلها تخيل عملك الجديد مثلًا زملائك، سعادتك في أول يوم دوام ، هندامك الأنيق ، تخيل الأصوات والروائح وارسم صورة ذهنية كاملة لحلمك في مخيلتك .ولا تسمح لأحد أن يقول لك  ممكن أو مستحيل لما تتخيله فإذا تمكنت من التخيل ستتمكن من الإنجاز.
كرر هذه العملية لمدة 66 يومًا حيث يقول العلماء في كتابOne thing أن أقوى انواع البرمجة العقلية تحتاج 66 يومًا متواصلاً لتطوير طاقة جسمك وتجليها لأرض الواقع وفي كل مرة تنقطع هذه المدة عليك التكرار من البداية .
بعد أن تبرمج عقلك على التخيل 

ستنتقل للمرحلة الثانية :

مرحلة البحث وهنا سيدفعك عقلك على تحقيق الصورة الذهنية التي رسمتها في  مخيلتك وسيحثك على البحث عن الأدوات اللازمة لذلك والسعي للحصول عليها .

أما المرحلة الثالثة هي مرحلة العمل:

وهنا احرص على ترجمة الأفكار التي تخيلتها عن طريق العمل فهذه مرحلة  استغلال الأدوات كما يجب من أجل تحقيق الصورة المتخيلة بكامل تفاصيلها .

والمرحلة الأخيرة هي مرحلة الفوز بالنتيجة وتحقيق النجاح .

يقول الأستاذ خليل سبياني  في كتاب إدارة العقل وتفعيل السحر الذكائي: ” حين لا يحصل بعض الناس على ما تخيلوه بسرعة ، يخدعون أنفسهم بالقول: ان من الأفضل ألا يحصلو عليه وهذا التفكير يشل قدرة الدماغ على الإبداع.
المعرفة وحدها لا تكفي لتحقيق النتيجة المرجوة بل لابد من الشعور العميق بالمشكلة وتوجيه الخيال وتركيز الحواس عليها مع الممارسة العملية لفترة طويلة بغية تدريب العقل الاواعي حتى تصبح تلك الخيالات جزءًا أصيلًا من قناعاتنا من دون أن ننسى بالطبع مسألة التوكل على الله _عز وعلا _ لتحقيق كل ما نتمنى.

فيديو مقال قوة الخيال 

 

أضف تعليقك هنا