محمد محمود حنفي يكتب كيف نقرأ التاريخ

قد يظن البعض من الناس أن هذا السؤال الذى أطرحه فى هذا المقال سهل الجواب ولكن أعتقد أن الإجابة على هذا السؤال صعبة جدا إلا إذا تجنبنا الخطأ الشائع الذي يقع فيه البعض من محبي قراءة الكتب التاريخية.

كيفية الحصول على المعلومة التاريخية

حيث يقع الكثير منا في خطأ كيفية الحصول على المعلومة التاريخية حيث تسلم عقولنا لكاتب واحد قد يتناول الحدث أو الشخصية من وجهة نظره هو فقط احيانا فيقع فى خطأ الهوى اذا كان محبا أو كارها أو متأثر بموقف معين تجاه ما يكتب فعلى سبيل المثال لا الحصر:

  • نجد أن ابن اياس عندما تناول شخصية الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله فى كتابه بدائع الزهور في وقائع الدهور.نجده أنه قد هاجم الخليفة الفاطمي عندما أخذ قرار بمنع زراعة أو تناول الملوخية أو الكروم ووصف هذا الأمر بالغريب حيث يقول فى ذلك ابن اياس بكتابه بدائع الزهور في وقائع الدهور ( ثم إنه منع الناس من بيع الزبيب وأمر بحرق الكروم ) وكذلك يقول ابن اياس فى موضع آخر من كتابه ( ثم إنه منع الناس من زرع الملوخية والقرع وكتب على الفلاحين قسائم أن لا يزرعوا شيئا منهما ).
  • في حين نجد الاستاذ جمال الغيطانى فى كتابه ملامح القاهرة في الف عام، قد برر الحاكم بأمر الله هذا القرار تبريرا منطقيا جدا عندما قال إن الحاكم بأمر الله قد منع تناول الملوخية خوفا من الأمراض أو الأوبئة التى كان يعتقد أنها كانت من الممكن أن تأتى منها.
  • كذلك برر الاستاذ جمال الغيطانى منع زراعة الكروم هو محاولة من الحاكم بأمر الله لمنع الناس من شرب الخمور التى كانت تصنع من هذا النبات.

تعارض المؤرخين في كتاباتهم

وليس هذا المثل فقط الذى يدل على تعارض المؤرخين فى كتابة التاريخ فعلى سبيل المثال ايضا نجد أن عالم المصريات موكاى يذهب موكدا بأن رمسيس الثاني هو فرعون موسى عليه السلام، فى حين يقدم لنا الباحث أحمد سعد الدين الكثير من أدلة براءة المصريين القدماء وبالأخص رمسيس الثاني من تهمة فرعون موسى وينسبها الى أحد ملوك الهكسوس.

لذا وجب علينا عند قراءة التاريخ أن لا نكون فكرة على شئ ما دون النظر فى عدة مصادر تناولت الحدث حتى نصل للفكرة الصحيحة فقراءة التاريخ ليست بالرواية أو القصة التى نستسلم فيها لخيال مؤلفها.

فيديو مقال محمد محمود حنفي يكتب كيف نقرأ التاريخ

أضف تعليقك هنا