“ماراثون الطائف” استدامة وابتسامة بألوان الطيف

نُقل عن “راوية العرب” عبدالملك الأصمعي أنه قال: “وصلنا الطائف فكأني كنت أبشر، وكأن قلبي ينضج بالسرور”.. وهنا قص “راوية العرب” منذ القدم الجو الجميل للطائف بمنطقة مكة المكرمة والتي تتميز بارتفاعها الذي يصل إلى 2500م..

أما المستشرق الفرنسي “سيديو” فقال عنها: “ربوع الطائف الغني حيث المناخ المعتدل والمياه العذبة جعلته مصدرا من مصادر الثروة الاقتصادية، فقد كانت المصيف الأول لأهل مكة”.

الطائف وسمعتها السياحية منذ القدم واحتضانها ل”ماراثون الألوان”

اكتسبت الطائف سمعة سياحية وتجارية وزراعية منذ القدم، واليوم اكتسبت مسمى عاصمة الرياضيين باحتضانها لـ “ماراثون الألوان” وسط مشاركة فاعلة من مختلف المدن والأعمار والجنسيات ضمن فعاليات “موسم الطائف” الذي انطلق ضمن “مواسم السعودية”.

لمحة عن بعض مميزات ماراثون الطائف

  • اللافت في “ماراثون الألوان” مشاركة 3649 متسابقا رسموا خلاله صورة جميلة من مستهدفات برنامج “جودة الحياة” الذي يسعى لتعزيز ممارسة الانشطة الرياضية في المجتمع.
  • في “ماراثون الألوان” كان الإصرار والعزيمة عنوانا للمسارات التنافسية الثلاثة والتي بلغت 4 كلم، و8 كلم، و21 كلم، مثّل كبار السن -أكبر من 50 سنة- 2٪ تحدوا خلال مشاركتهم الأفكار المسبقة عن سنهم، فيما بلغت نسبة الشباب 91٪، أما الأطفال فكانت نسبتهم 7%، إلى جانب مشاركة الأشخاص ذوي الإعاقة.
  • هذه المشاركة العريضة التي شهدها الماراثون تعكس التعطش للمشاركة في الفعاليات الترفيهية الرياضية والتي تسهم في تعزيز النشاط البدني والالتزام بأسلوب حياة صحية من خلال ممارسة النشاط البدني.
  • في هذا الماراثون الذي نظمته “الهيئة العامة للترفيه” شاهد الجميع ألوان من الفرح على محيا المشاركين، ألوان من الابتسامات عكست جمال الروح الرياضية والسعادة بالإنجاز والانتصار، كما حظى بشراكة فعالة من “الهيئة العامة للرياضة”، و”الاتحاد العربي السعودي لألعاب القوى”.

محافظة الطائف ومسيرة التنمية الرياضية 

اليوم نقول أن محافظة الطائف نجحت في جعل الرياضة أسلوبا متكاملاً للحياة، وأوجدت نوعا من المنافسة الترفيهية لتفعيل الدور المجتمعي والتوعوي لكل فئات المجتمع، فالرياضة تسهم وفقا للكثير من الدارسات في جعل ممارسيها أكثر سعادة وثقة بأنفسهم، فضلاً عن تحسين الصحة العامة، والحصول على اللياقة البدنية، والشعور بالارتياح والرضا والنشاط.، قديما قالوا: الرياضة تنشط العقل وتساعد في الشعور بالانشراح، والارتياح النفسي العام، فضلاً تنشيط القدرات الذهنية لدى الإنسان.

واليوم وضعت الطائف نفسها على الخارطة السياحية الرياضية باستقطاب جميع شرائح المجتمع في ماراثون بألوان الطيف، ونحن الآن نترقب أين ستكون المحطة التالية لفعالية مليئة بالحماس والإثارة تسهم في تحقيق رؤية السعودية 2030 لزيادة عدد الممارسين للرياضة في المملكة إلى نحو 40٪ من قاطنيها، شكرا لكل من ساهم في هذا النجاح جهتا وأفرادا.. فبمثل هذه المبادرات نعزز ونشجع على ممارسة النشاط البدني والوصول إلى مجتمع أكثر صحة وممارسة للرياضة.

بمثل هذا المهرجان نخدم مسيرة التنمية المستدامة، من خلال تفعيل دور الرياضة في تمكين الأفراد والمجتمعات وبلوغ الأهداف المنشودة في مجالات الصحة والتعليم والاندماج الاجتماعي، وتحقيق استدامة لجودة الفرد وتنمية المجتمع، ولعب دور استراتيجي لأن الرياضة ترتبط بأكثر القطاعات حيوية في المجتمع وهي الصحة والتعليم والإنتاج وغيرها من المجالات.

أهمية إقامة الفعاليات الرياضية بشكل متواصل

ولأهميتها يجب أن نسعى لإقامة مثل هذه الفعاليات باستمرار لاسيما أن التقارير الاحصائية تفيد بتنامي شعبية ممارسة الرياضة بسرعة فائقة، حيث احتلت رياضة الركض المرتبة الأولى في بعض الدول كالرياضة الأكثر شعبية، في حين أن هناك ارتفاع في نسبة الأنشطة الرياضية الجماعية، وتضاعف عدد الفعاليات الرياضية الجماعية، كما تشير الدراسات إلى أن الناس يريدون أن يكونوا أكثر قوة، لذا فهم يهتمون بالرياضة.

ولم يغب الدور العظيم والأثر الهام للرياضة في أجندة الأمم المتحدة حيث وصفتها بأنها “عامل تمكين” في التنمية، معترفة بمساهمتها الكبيرة في تعزيز السلام، وجعلت من أهدافها أن الرياضة للجميع، مما يؤكد أن الرياضة مفهوم عالمي يتقاطع مع الاستدامة ويجعلها عاملا مهما في تحقيق التنمية.

تمنياتي للجميع بحياة كلها نشاط وحيوية ورياضة لتحسين جودة الحياة، وهي دعوة: لندعم مدننا لتكون أكثر مدن العالم نشاطاً.

فيديو مقال “ماراثون الطائف” استدامة وابتسامة بألوان الطيف

أضف تعليقك هنا